تشققت أرضه ظمئا بمياه جوفيه ملحة ، فبدت جدباء عقيمة، أرهقته وألمت به الأنواء ... مر عليه وقتا طويلا، قبل أن يرى بأم عينه فيضا جارفا لمياه النهر العذبة، فأغرقت أرضه العطشى، فترعرع ربيعها ، فأغلق عليها بسوار من تلابيب قلبه .

اجتاحت كيانه، عصفت بجوارحه رياح عبقة كنسمات الشمال، اعتقد لوهلة بأنها عابرة على قلبه ،هاربة من احد فصول الربيع التائهة... اشتمها، تنفسها، داعبها بخياله، تعطر منها أريجها.. كانت تزداد عبقا بتلاحق الأيام ، تداعب شغافه المتجددة، فتلقفت عشقه والجنون .

ينهمر مطرها خيرا ونماء ، يتدفق قلبها عشقا بلا حدود ، فيزدهر ربيعه توردا ... أرهبه قفصها المنسوج من حنان وهيام ... طالبها بشباك يتنفس منه.. كانت تخشى بان يعاود التحليق بين الغيوم، همس لها: حبيبتي، لم أعد ذاك الصقر.


إلى اللقاء.

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

فنون  أدب  أدب عربي   قصة