البوتكس... هل يمكن أن يعيد الشباب بالقوة؟

يسارع العديد رجالا ونساء عند ظهور بعض علامات الشيخوخة على وجوههم إلى إخفائها بطريقة ما، كانت في الماضي بوضع بعض أنواع المكياج، ثم تطور الأمر للخضوع إلى العمليات الجراحية التجميلية، أما الآن فيلجأ الكثيرون إلى استخدام منتج يدعى "بوتكس" يعمل على محو الخطوط والتجاعيد بمجرد حقن هذه المادة في المكان المراد إزالة الخطوط منه.

لكن السؤال: هل يزيل هذا المنتج هذه الخطوط فعلا؟ وإذا كان يزيلها فما الطريقة التي يعمل بها؟ وما مكونات هذا المنتج؟ وهل يستحق الأمر إخضاع جسم الإنسان إلى تأثيره؟

دعونا نتعرف أكثر على "البوتكس"...

تعريف البوتكس (Botox)

البوتكس هو الاسم التجاري لمادة البتيولنيوم "Botulinum"، وهو عبارة عن سم عصبي تنتجه جرثومة بكتيرية bacterium تسبب تسمما غذائيا مميتا.

وفي حال استخدام منتج البوتكس فإنه يتم حقن جرعات قليلة جدًا من السم المنقى (purified form)، ويتم حقن العضلة تحت الجلد مباشرة، وبالتالي لا تشكل خطرا على باقي جسم الإنسان.

وهذا يعني أن حقن كميات كبيرة من مادة البوتوليوم تعمل على شل العضلات التي تساعد وتتحكم بالتنفس، مما يؤدي إلى الوفاة.

وإذا أردنا إجمال القول حول طريقة عمل هذه المادة نقول: إنها تعمل على منع وصول الإشارات الكيميائية العصبية المرسلة من الدماغ لكي تنقبض العضلة، وبالتالي لا تنقبض العضلة المحقونة بالمادة.

استخدامات البوتكس

أول ظهور لمنتج البوتكس كان بعد أن وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء العالمية (FDA) لعلاج وتسكين حالات الارتعاش العصبية في جفن العين ومشاكل الحول، واستخدم مؤخرا لعلاج الاضطرابات الحركية الناتجة عن تشنج شديد في منطقتي العنق والكتف.

كما يستخدم الأطباء هذا المنتج لعلاج حالات أخرى مثل:

  • الصداع النصفي
  • آلام أسفل الظهر المزمنة
  • إفراز العرق الزائد
  • ويستخدم البوتكس- بالإضافة إلى الاستخدامات المذكورة- لعلاج تجاعيد الوجه، فهو- كما وضحنا سابقا- يمنع العضلة من الانقباض، وبالتالي نحصل على سطح منبسط وأملس، وهذا ما يعمل على إخفاء التجاعيد من الوجه.

    الأماكن التي يستخدم فيها البوتكس من الوجه

    ويتم حقن البوتكس في مناطق مختلفة من عضلات الوجه التي تظهر عليها التجاعيد نتيجة الحركة المتكررة الناتجة عن العبوس أو رفع الحواجب أو التحديق أو النظر شزرا.

    وتشمل هذه المناطق:

    1. بين الحاجبين
    2. الجبين
    3. حول العين
    4. العنق
    5. مع العلم أن الخبراء يؤكدون بأنه لا يجوز اعتبار البوتكس علاجا لأي من أنواع التجاعيد، إذ لا يمكن للبوتكس أن يخفي العلامات والتجاعيد الناتجة عن

      :
    6. التعرض لأشعة الشمس الضارة
    7. التدخين
    8. الوراثة
    9. جاذبية الأرض
    10. كما لا يجدي نفعا استخدام البوتكس لإزالة التجاعيد حول منطقة الفم، لكن يمكن في هذه الحالة استخدام منتجات أو طرق أخرى مثل رتين أ "Retin A" ، أو التقشير الكيميائي، أو حقن الكولاجين أو العلاج بالليزر أو عمليات شد الوجه.

      آليات الحقن

      يتم حقن مادة البوتكس باستخدام إبرة رفيعة جدًا، ولا تستغرق عملية العلاج بشكل عام أكثر من 15 دقيقة، وفي العادة لا يكون مؤلما كثيرا إلا أن الطبيب قد يلجأ إلى استخدام مخدر موضعي احتياطا.

      أما بالنسبة للنتائج فتكون عادة فورية تظهر خلال يوم إلى ثلاثة، ولكن المظهر النهائي يحصل بعد مرور أسبوع من الحقن.

      قد يختفي مفعول حقنة البوتكس بعد مرور 3 إلى 6 أشهر، مما يضطر الكثيرين إلى إعادة استخدامه مرات عديدة، مع التنويه إلى أن بعض الخبراء يذكرون أن الاستخدام المتكرر له يمكن أن يطيل مفعول الحقنة.

      وينصح الخبراء مستخدمي هذه الحقن بضرورة إعلام طبيبهم عن أي أدوية أو فيتامينات أو أدوية مكملة يتناولونها، إذ استخدام بعض المضادات الحيوية والفيتامينات والأعشاب قد يزيد من خطر النزف وظهور الكدمات على الوجه بعد الحقن.

      كما ينصح بعدم الاستلقاء أو الميل جانبا أو القيام بأعمال تتطلب بذل الجهد لمدة 6 ساعات بعد الحقن، وذلك لتجنب تسرب السم إلى الأنسجة المجاورة وشل عضلات أخرى بغير قصد، كما لا ينصح بفرك أو تدليك المنطقة التي تم حقنها حتى لا ينتقل السم لمنطقة أخرى من الوجه كذلك.

      البوتكس... محاسن ومساوئ

      من الأمور التي تستهوي كثيرا من الناس في البوتكس مفعوله السريع وعدم تطلبه وقتا للشفاء، إذ من الممكن أن يستأنف متلقي الحقنة أنشطته اليومية على الفور، ولا يتطلب الأمر الخضوع لتخدير كامل وقد يستخدم بعض الأطباء التخدير الموضعي للتقليل من انزعاج بعض المرضى من الحقنة.

      وبالمقابل فإن علاج الجلسة الواحدة يعتبر مكلفا، خصوصا أن المريض يحتاج إلى إعادة استخدام البوتكس كل 3 إلى 6 أشهر ليستمر مفعوله، إلى جانب أن هناك- وكأي إجراء طبي- مجموعة من المخاطر، كما يذكر د. كرايج فاندر من مركز التجميل في جامعة جونز هوبكنز، تتمثل في أن حوالي 3% من متلقي العلاج يصابون بجفون متدلية، وهي مشكلة مهمة وإن كانت مؤقتة. كما يصاب 1% من المرضى بصداع بعد حقن المادة في الجبين أو بين الحاجبين.

      ومن الأعراض الجانبية والنادرة والمشاكل المؤقتة التي يمكن أن تصيب المرضى ما يلي:

    11. ابتسامة مائلة
    12. سيلان المادة حول الفم
    13. التهاب في الجهاز التنفسي أو الغثيان أو أعراض تشبه الأنفلونزا
    14. الألم
    15. الاحمرار أو الانتفاخ، أو ظهور الكدمات مكان الحقن

ويحذر الأطباء متلقي العلاج من استخدامه إذا كانوا يستخدمون أنواعا معنية من الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات، ويحظر على بعض المرضى المصابين باضطراب عضلي عصبي مثل وهن عصبي ويبل myasthenia gravis استخدام البوتكس.

وقد تنتج أجسام بعض المرضى أجساما مضادة عند الحقن بهذه المادة بشكل متكرر، وبالتالي لا تظهر أية نتائج عليهم، مما يضطرهم إلى استخدام مادة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك فإن الاستخدام السيئ والحقن الخاطئ لمادة البوتكس قد يظهر الوجه مثل القناع؛ بحيث لا يظهر على الوجه أي تعبير طبيعي أو معتاد، وقد يظهر الوجه كأنه مشلول الحركة.

مع العلم أنه من الضروري زيارة طبيب مختص يفحصكم جيدا للتأكد من إمكانية تقبل أجسامكم لهذا العقار، ويتفحص الأماكن التي يمكن حقن البوتكس فيها، مع التأكيد على أهمية فحص الطبيب؛ لأنكم لا ترغبون بأن تختفي تعابير الوجه تماما.. كابتسامتكم المعتادة.

قد تكون بعض الخطوط مزعجة بالنسبة لبعض الأشخاص ولكن السؤال الأهم: هل التجاعيد مؤذية لهذه الدرجة؟ لدرجة تضطرنا إلى إخضاع جسمنا للسم؟ هل الأمر يستدعي وضع أنفسنا في خطر شلل أو فقدان تعابير وجهنا؟ الحقيقة أننا يجب أن نعتبر تلك التجاعيد والعلامات جزءا من شخصيتنا التي كبرت ونمت مع مرور الزمن.


المراجع

موسوعة بوابة الاسلام

التصانيف

تصنيف :حياة   تصنيف :صحة  تصنيف :صحة عمومية