ما من عربي أو مسلم إلا وقد جبل على حب أرض الحرمين الشريفين، فكثيرا ما يبكي الأحبة عند اللقاء والوداع، وهذا ما نشاهده كثيراً من بعض زوار الحرمين الشريفين. في عام 1417هـ أجادت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إنشاء برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، حيث يستضيف البرنامج 130 ـــ 1400 حاج سنويا من مختلف أنحاء العالم. هذا المشروع يعبر عن روح الأخوة الصادقة، كما يعكس محبة وتقدير حكومة خادم الحرمين الشريفين لأفراد المجتمعات الإسلامية، وهو مشروع يستحق صاحب فكرته جائزة تقديرية

كم سررنا بمشاهدة أفراد عائلة الشهيد فرمان الذي أنقذ 14 شخصاً خلال فيضانات جدة عام 1430هـ، يستعدون لتأدية فريضة الحج، والسفير السعودي في باكستان على رأس مودعيهم. كان مشهدا رائعا أن هذا البلد وأهله لم ينسوا تضحيته، فقد مُنح الشهيد فرمان وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وكذلك تم بناء جامع فخم يحمل اسمه في مسقط رأسه.

وسعدنا أيضاً هذا العام لمشهد استضافة خادم الحرمين الشريفين 477 من الأسرى المفرج عنهم من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فهذا والله خير ما نكافئ به هؤلاء المرابطين الذين بطش بهم أعداء البشرية. هذه الاستضافة الرائعة سيكون لها الأثر الطيب في نفوس إخوتنا في فلسطين المحتلة، وهم يستحقون منا كل تكريم جزاء صبرهم وتضحيتهم.

كم سيكون مثمرا وجميلا أن يوسع هذا البرنامج، فلا يقتصر على موسم الحج. لذا حبذا لو يقوم البرنامج بترتيب زيارات تعبدية طوال العام، من خلال جهات أخرى إضافة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. فعن طريق تلك الزيارات يمكن وضع برامج حج وعمرة لمسؤولين عسكريين ومدنيين من جميع دول العالم. مثل هذه البرامج ستفسح المجال، وتفتح الطريق لكثير من التنسيق وتفعيل القواسم المشتركة التي تربط المملكة بشعوب تلك الدول.

كم نتمنى أيضا، أن يكون لسفاراتنا دور فاعل في تفعيل دور المملكة وموقعها في العالم الإسلامي، بوجود الحرمين الشريفين فيها، من خلال تنظيم زيارات تعبدية وتعريفية، وهو ما يستوجب أن تكون هناك حماسة من الممثليات القنصلية للاستفادة من تلك المشاريع، فدور السفارات والممثليات هو نشر صورة جيدة عن أي بلد، وذلك بتوجيه دعوات للمؤثرين في الساحات الفكرية والعلمية والسياسة في أي بلد. مما تجدر الإشارة إليه، أن مثل هذه البرامج تتطلب وجود سعة أفق وتحمل للرأي الآخر. اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي وصحي، ولكن مثل تلك الزيارات ستدفع نحو مزيد من التقارب، وإلى التطابق في الأفكار وتفعيل القواسم المشتركة كما لا ينبغي أن تكون الدعوات مخصصة لفئات معينة، ويستثنى منها آخرون بناء على معايير ومواقف سياسية أو فكرية

ختاماً: إذا كان الأقربون أولى بالمعروف، فهذا يستوجب أن تبدأ تلك الدعوات الرسمية بمواطني دول الجوار، فهناك الكثير من الروابط الاجتماعية والقبلية، التي تحتاج وشائجها إلى تعزيز وتوصيل، تبادل للدعوات، وليس هنالك شيء أنفس من استضافتهم في بيت الله الحرام ومسجد رسوله العظيم.


المراجع

صحيفة نسيج الإلكترونية

التصانيف

إسلام