أصبح استخراج تصريح لأداء مناسك الحج معاناة مريرة للكثير من المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والذين تراجع أغلبهم عن نية الحج لعدم توفر المبلغ المطلوب للحصول على تصريح، ليكون أمام خيارين إما أن يستدين للتسديد وبذلك يخالف الشروط الشرعية لأداء المناسك أو يعدل عن الفكرة من الأصل.

نعلم جيدا الهدف من إلزام الحجيج بتلك التصاريح لكن المبالغ التي تطلب ثمنا لها تجاوزت حد المعقول، وكما سمعنا أن سعر البعض منها تجاوز العشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف ريال فتخيل كم يتوجب على الأسرة التي سيحج منها اثنان أو ثلاثة دفعة حتما سيكون الرقم فلكيا قس عليه المصروفات الأخرى التي تحتاجها بقية الأسرة استعدادا للعيد.

وأيضا حملات الحج التي هي الأخرى باتت معضلة كبيرة بسبب طمع منظميها وكأنه موسم تحصيل الأرباح وحصد الثمار، نحن لا نطلب منهم تقديم الخدمة بالمجان لكن استغلال الوضع بما يرهق الحاج أمر مرفوض خصوصا وهو مجبر فليس من خيار إلا الانضمام إلى إحداها مع الوعود بالامتيازات وتقديم خدمة العشر نجوم ليفاجأ بالعكس تماما لكن لا فائدة من الكلام أو الاحتجاج فليس هناك من رقيب لخدمات هذه الحملات غير ما ظهر منها في الآونة الاخيرة أنه وهمي ليقع العديد من الحجاج ضحايا تحايلهم.

قد تكون مسألة التحكم في أعداد المتوافدين للمشاعر من داخل المملكة عن طريق التصاريح ليست بتلك الفاعلية والسبب أن من يستطيع الدفع سيفعل ذلك كل موسم والآخر غير القادر سيحرم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وتبرز إشكاليه الغني والفقير وما يترتب عليها من طبقية حتى في من الأولى بفضل أداء العبادة.

عليه لا بد من وسيلة أخرى لا تحرم المواطن البسيط من الحج وتضبط الأعداد بعدم تكرار القادرين ماديا وبحكم أن بيانات الشخص تسجل كلما استخرج تصريحا فلن تكون هناك صعوبة تذكر في استخراج اسمه من القائمة في حال أعاد الطلب في العام القادم والتقنية الحديثة تساعد على ذلك، البعض علل أن هذا الأمر ليس حلا باعتبار أن بعض الأشخاص قد يعاود الحج لأنه قد يكون محرما لأمه أو أخته أو زوجته وهو العائل أو المحرم الوحيد لهن وبذلك يحرم غيره وهن النساء من أداء الشعيرة.

حقيقة المشكلة شائكة وتحتاج إلى حل بتعاون جميع الأطراف فموسم الحج إضافة إلى كونه أداء لركن خامس هو حدث في حد ذاته ويتوجب على المواطنين مساعدة الدولة ليس في إنجاحه فحسب بل والعمل على أن ينتهي بسلام وتعود تلك الأعداد الكبيرة إلى أوطانها بطمأنينة، وهذا يتطلب شعورنا بأهمية الانضباط وإتاحة الفرصة لمن أهم أحق أولئك الذين يقطعون الأميال أملا في فضل زيارة الأماكن المقدسة وأداء الفريضة.

ما قد يلاحظ هو قلة البرامج التوعوية المقدمة للمواطنين بأهمية تقنين الحج للفرد وإتاحة الفرصة لغيره وهو بإذن الله مأجور على ذلك عكس من يزاحم غيره مكلفا لهم المشقة والتعب وبدل أن يكسب الأجر يخسر الفضل.


المراجع

صحيفة نسيج الإلكترونية

التصانيف

إسلام