قوافل حجاج الداخل تستعد للمغادرة إلى مكة المكرمة لأداء تلك الفريضة التي تزيدها جهود الدولة سهولة عاماً بعد عام، لكن ما يشتكي منه حجاج الداخل من المواطنين ارتفاع أسعار الحملات التي أوكلت لها عملية الحصول على التصاريح حتى وصل المتوسط منها إلى نحو عشرة آلاف ريال، فإذا حج المواطن وزوجته وأحد أبنائه فإن عليه أن يدفع 30 ألف ريال وهو مبلغ لا يستهان به.. ولذا يقترح البعض في السنة القادمة عدم ربط التصريح بالحملة، وإنما يصدر للحاج مباشرة بعد التأكد من نظامية إجراءاته ويلزم بالحج مع حملة أو تكوين حملة هو وأقربائه بالنظام المتبع نفسه.. وبهذا تبحث الحملات عن الحاج المصرح له.. بدل أن يبحث هو عنها للحصول على التصريح عن طريقها فيكون الاحتكار والتحكم بالتصريح الصادر باسمها سبباً في رفع التكاليف بشكل غير معقول كما هو حاصل الآن.. وهذا الاقتراح موجه للمسؤولين في وزارة الداخلية وفي مقدمتهم ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز اللذان يعملان على خدمة المواطن وتلمس جميع السبل لإسعاده وحصوله على أفضل الخدمات في شتى مجالات الحياة.
ثلاثة أرباع الكأس الفارغة
|
عودة إلى النظر لنصف الكأس الفارغة من قبل الإعلام وبعض أفراد المجتمع.. وهو موضوع قديم كتبت فيه.. أقول اليوم إن هذه الظاهرة تزداد يوماً بعد يوم وخاصة بوجود بعض الصحف الإلكترونية التي جعلت المتابع لها يشعر بأن ثلاثة أرباع الكأس فارغة في جميع شؤون حياتنا.. ولا حديث حتى عن ذلك الربع الذي بقي للإيجابيات في هذا البلد والمجتمع الطيب.. وهذا التشاؤم والنقد الحاد وجرعة الإثارة المفتعلة أحياناً عوامل أوجدت تربة خصبة للإشاعات.. يقول أحد المسؤولين في إحدى الجهات الحكومية إنه كان في مجلس خاص وإذا بأحدهم يؤكد له أن النخلتين اللتين على مدخل مبنى دائرته قد اشتريتا بـ 100 ألف ريال.. وحاول إقناع المتحدث بصوت عال في مجلس به الكثير من الناس بأن ذلك غير معقول.. ولم يفلح لأن الآخرين قد بدأوا بهز رؤوسهم استحسانا وتصديقاً.. وفي صباح اليوم التالي طلب من مدير الشؤون المالية فاتورة توريد هاتين النخلتين.. فإذا هي عشرة آلاف ريال فقط بما في ذلك تسوية وزراعة المنطقة المحيطة بهما والمضخة الخاصة بالمياه.
وسارع إلى إرسال الفاتورة بالفاكس للمتحدث.. لكن من يبلغ أولئك الذين اهتزت رؤوسهم إعجاباً بالحكاية وتصديقاً لها؟ |
وأخيراً: علينا جميعاً أن نعود إلى ما كان عليه الآباء والأجداد من لجم لكل متحدث بمبالغة واتهامات في مجالسهم.. وأن نتحرى الدقة في تصوير السلبيات مع ذكر الإيجابيات لكي تكون الصورة أكثر توازناً ويعود مجتمعنا إلى ما كان عليه من إحسان الظن أولاً مع عدم السكوت عن الفساد والتقصير، حيث إن ذلك من واجبات المواطن الصالح.
Modified by: Ayoub Younis
المراجع
صحيفة نسيج الإلكترونية
التصانيف
إسلام
|