تعددت طرق دفع زكاة الفطر ولكن بصدور فتاوى عديدة تصر أن يكون إخراجها عينا من الحبوب صار الأمر عسيرا لاتساع المدن وكثرة سكانها. وفي الماضي كان إخراجها قمحا أو من مثيله من الحبوب ولما كان هذا يتعذر على الكثيرين الآن وخصوصا في المدن وفي الدول الأخرى فقد أجاز علماء في تلك الدول وخصوصا علماء الأزهر إخراجها نقداً بما يساوي قيمة المد النبوي من الحبوب، وكثير من الناس هنا كانوا يتبعون هذه الفتوى فهي الأكثر فائدة للفقير ليشتري حاجته والأسهل للمزكي، ولكن مع تكرار الفتوى بضرورة إخراجها من الحبوب، وجد المزكون حلا بإخراجها من الأرز الذي هو طعام رئيسي من الحبوب، لم يعد هناك مجال للقمح للطحن والعجن والخبز لعمل الرغيف،

والخبز الآن متوفر جاهز ولم يعد يصنع في المنزل هكذا أوجد التطور بالمخابز الآلية تسهيلا وكفاية للناس، وصرنا نرى آخذي الزكاة يبيعونها بنصف ثمنها للتاجر الذي يعيد بيعها، وقد وفق الله الجمعيات الخيرية في المملكة للمساعدة في إخراج الزكاة عموما ومنها زكاة الفطر وكالة عن المزكين لإيصالها إلى مستحقيها، وهذا العمل الخيري طورته أخيرا جمعية (المستودع الخيري) في جدة بما سمته (زكاة الفطر الإلكترونية) حيث تجمع الزكاة وترصد فورا حال الدفع إلكترونيا من عشرات مراكز التجميع إلى غرفة عمليات عبر برنامج حاسوبي ضخم يعطي التعليمات بتوزيع زكاة الفطر على قوائم بمستحقيها وكالة يحضرون لاستلامها أو يتم توصيلها لهم، ذلك عمل رائع وجهد مبتكر خفف الله به ضيق وحرج التشدد ونفع به الفقراء، فشكرا ألف شكر «للمستودع الخيري» وادعوا الله لهم بمزيد من التوفيق، وإن كنت لا أزال أعتقد أن صرفها نقداً أكثر فائدة للمحتاج يستطيع أن يشتري بها طعاما جاهزا أو كساء.


المراجع

صحيفة نسيج الإلكترونية

التصانيف

إسلام