كثير من الناس يجتهد في هذا الشهر الكريم بأعمال الخير تأسياً بسنّة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
فنجد الكثير من أبناء هذه البلاد الكريمة، وبلاد المسلمين عامة
يقوم بأعمال خيرية كثيرة وينفق على الفقراء والمحتاجين رغبة في التقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ وهذه من الخصال الحميدة التي تميز هذه الأمة الكريمة. لكن يفوت على البعض أهمية التحقق أن ماله جاء من وجه مشروع ووجه طيب كي يتحقق الغرض من ذلك العمل الخيري.
ومن الأمثلة التي تفوت على كثير من الناس في هذا الشأن هو أن يقوم المواطن ببناء مسكن مخالف غير مصرح به حسب الفسح المعطى له من البلدية.
فأحياناً يلاحظ من يبني عمارة سكنية على شارع تجاري لتحوي عدداً معيناً من الشقق السكنية ثم يحاول الالتفاف على الأنظمة البلدية ويزيد عدد الشقق عن ما هو مصرح به في فسح البناء من أجل زيادة العائد على استثماره وكسب مال إضافي.. وأحياناً يلاحظ من يحصل على فسح لفيلا سكنية واحدة أو وحدتين متلاصقتين ثم يبني أربع وحدات أو ست وحدات داخل الحي السكني وأحياناً يلاحظ من يغير الاستخدام المخصص في الفسح من استعمال سكني إلى نشاط آخر دون موافقة الجهات البلدية.
وفي معظم تلك الحالات تكتظ الشوارع بالسيارات وتزداد كمية المخلفات والقمائم الناشئة من المبنى المخالف بسبب زيادة عدد الوحدات عما هو مصرح به حسب الفسح السكني أو بسبب مخالفة أنظمة البناء الأخرى.. ويساهم ذلك في تضرر المجاورين وانخفاض قيمة عقاراتهم ومغادرة البعض لأحيائهم لتلك الأسباب.
وتستمر تلك الأضرار على المجاورين الذي احترموا النظام والتزموا به لفترة طويلة بسبب ذلك البناء المخالف. فما الفائدة أن يتصدق الإنسان ويعمل الأعمال الخيرة إذا كان سبباً في أذى مجموعة من الناس لفترة تستمر أحياناً حتى بعد وفاة من قام بذلك البناء؟ وما الفائدة من مال ينفق تم اكتسابه بمخالفة أنظمة وضعتها الجهات البلدية لحماية الناس ورعاية مصالحهم؟ وما الفائدة من مال ينفق تم جمعه على أذى المجاورين.
إن هذا الشهر الكريم فرصة كبيرة لتصحيح الأخطاء ودفع أي ضرر تسبب به مستثمر أو مطور أو مهندس استشاري أو فرد على أي مجموعة من السكان بسبب مخالفات البناء.. ولنتذكر أن أي مخالفة بنائية تسببت في ضرر كبير للمجاورين ستكون دين في عنق صاحبها لمن ضرهم إلى ما شاء الله.. فليبادر من ساهم في حدوث تلك المخالفات لتصحيح تلك الأخطاء والتحلل من الجيران الذين قد يكونوا تأذوا بسبب ذلك.
وهي فرصة للإنسان العاقل الذي ما زال يتمتع بالصحة والقوة أن يبرئ ذمته أو ذمة والده أو من يعز عليه من قريب أو صديق إن كان سبباً في تلك المخالفات.
والسنّة النبوية الكريمة مليئة بالأمثلة التي تحض على دفع الأذى واحترام الجار وتوقيره.. فكيف تكون الحال إذاً لمن تسبب في تلك الأضرار.. والله سبحانه وتعالى طيّب ولا يقبل إلا طيّبا فلتطيب الأموال لتطيب الصدقات والزكوات.. فكيف بمال جمع بمخالفة نظام وأذى مجاورين؟ لقد قسمت الأرزاق وكل إنسان سيأخذ ما قسم الله له من رزق ومال مهما فعل ومهما اجتهد لكن الإنسان بيده أن يأخذ هذا المال حلالاً طيباً أو أن يأخذه بطريق غير مشروع أو مبني على ضرر الآخرين.
Modified by: Ayoub Younis
المراجع
صحيفة نسيج الإلكترونية
التصانيف
إسلام