يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) {السجدة : 7}.
وقال الله تعالى :(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) {البقرة : 117}.
وقال الله تعالى: (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ) {البقرة : 138}.
حديثنا اليوم عن الخلايا التي هي من خلق الله سبحانه وتعالى وسوف نبحر في هذا هذا العالم العجيب الذي يعبر على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى.
يوجد في جسم الإنسان حوالي مئتي نوع من الخلايا تقريباً مختلفة الأشكال، ومن أهم و أبرز هذه الاختلافات هي التي توجد بين خلايا الأعصاب و خلايا العضلات و خلايا الدم في الشكل، فإن كل هذه الخلايا على الرغم من أنظمتها تتفق في الأساس، إلا أن تصميمها البارع يجعها تقوم بوظائفها على أكمل وجه و بكفاءة عالية كل ٌفي موقع عمله.
فأمامنا نموذجان لخلايا مختلفة في الشكل وهما خلايا الأعصاب وخلايا الدم، فخلايا الأعصاب يمتد طولها إلى المتر تقريباً، و تبدأ من العمود الفقري و تنتهي عند القدم، و بذلك تصل الأوامر و الإنذارات من المخ إلى مواقعها المطلوبة مارة بالخلايا على خط واحد مستقيم في أقصر وقت ممكن أي: بسرعة فائقة جداً.
أما خلايا الدم فيصل طولها إلى 7 ميكرومتر على عكس ما كان عليه شكل خلايا الأعضاء.
هذه الحجم المتناهي في الصغر يجعلها تمر بسهولة من خلال الشعيرات الدموية حيث أصبح وجهها الخلايا على هيئة أسطوانة صغيرة جداً مجوفة من الداخل، مما يجعل الخلية ذات مساحة واسعة من الداخل يسمح لها بعلمية استنشاق الأوكسجين (O) وطرد ثاني أوكسيد الكربون (CO2) بصورة عالية جداً، و لو تخليتم وجود ملايين الخلايا في كل متر مكعب من الدم فسوف لا يصل تصوركم إلى حجم المساحة التي تتم فيها عملية أخذ الأوكسجين.
و كذلك فإن الخلايا الموجودة في أعيننا وآذاننا تتميز على حسب أشكالها الكوكليو( OKLEOK) الذي يوجد في الأذن الداخلية هو عبارة عن خلايا تتكون من شعيرات صغيرة جداً، تتذبذب هذه الشعيرات بتأثير الموجات الصوتية وتعمل بتحويل الموجات الصوتية وتعمل بتحويل ضغط الموجات إلى السائل الذي يوجد في الأذن إلي إنذار عصبي، والخلايا الموجودة في شبكية العين مخلوقة لتؤدي وظيفتها بأحسن صورة ممكنة، فخلايا الشبكية ذات الشكل المخروطي تحتوي على العديد من الأغشية لتسهيل الاتصال العصبي وتحتوي كذلك على صبغات عديدة حساسة تجاه الضوء، إن هذا التركيب يكسب خلية الشبكية حساسية عالية تجاه الضوء. وهذا النظام يكسب كل خلية من الخلايا مستوى عالي الكفاءة لكي تصبح حساسة جداً.
و هناك أيضاً خلايا ماصة للأغذية داخل الأمعاء الرفيعة صممت هيئتها على حسب وظيفتها لتكون مناسبة للقيام بهذه الوظيفة.
فيوجد فوق كل خلية غطاء من الشعيرات المجهرية المسمات بالمكرووفيللي والجزيئات الناقلة التي تقوى على هذه الشعيرات التي تأخذ ما تحتاج إليه من غذاء و تطرد الفائض عن حاجتها، و بذلك يتم طور هام من أطوار هضم الغذاء.
ويجب ألا ننسى أن جميع الخلايا في جسم الإنسان تكونت عن طريق الانقسام والتكاثر داخل الخلية الواحدة.
و لهذا فهل يعقل أن الخلايا هي التي اختارت الأشكال المناسبة لتأدية الوظيفة المطلوبة بكفاءة عند بناء الجسم.
فلا أدلّ من هذا على أن الله وحده سبحانه و تعالى هو الذي خلق الأشكال اللازمة والمناسبة لتؤدي وظيفتها بكفاءة عالية.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على لسان نبي الله موسى عليه السلام:(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) {طه : 50}.
المراجع
موسوعة الاعجاز العلمي
التصانيف
تصنيف :عقيدة