حبّ الشباب أو البثور (Acne) هو جزء طبيعي تماماً من مرحلة النمو. ويبدأ حب الشباب بالظهور لدى الأطفال على عتبات سن المراهقة بسبب التغيرات الجسمية التي تحدث استعداداً لمرحلة البلوغ، أي المرحلة التي تهيئك لتصبحي بالغة راشدة.
وإذا سبق وأن ظهرت لديك بثور فعلاً، فعلى الأغلب أنك هرعت إلى والدتك أو إلى أختك الكبرى أو إلى إحدى صديقاتك لتسأليها عما يجب فعله. لكن قبل أن تسارعي إلى تنفيذ أي نصائح بهذا الخصوص عليك أن تعلمي أن ليس كل ما يقال عن حب الشباب صحيحاً.
لذا تابعي القراءة معنا وتعرّفي على الحقائق حول هذه المعضلة:
يقال أن أفضل طريقة للتخلص من البثور هو بكشطها..
الحقيقة: لا بد أنك سمعت هذه النصيحة كثيراً، إذ يعتقد البعض أن محاولة كشط أو إزالة البثور سيجعلها أقل لفتاً للنظر وسيساعد في شفائها وزوالها بشكل أسرع، لكنهم مخطئون. ففي الواقع إن العبث بالبثور أو محاولة كشطها يدفع الجراثيم عميقاً داخل الجلد، مما قد يسبب مزيداً من الاحمرار والألم وربما أيضاً عدوى كريهة المنظر. كما أن فقأ الحبوب قد يخلّف ندوباً على بشرتك قد تدوم للأبد.
ما الحل؟ إذا بدا وكأن حب الشباب يظهر لديك دائماً في الوقت غير المناسب، قبل حفل مهم مثلاً، فاسألي والدتك حول إمكانية زيارة طبيب العائلة أو طبيب مختص بالأمراض الجلدية ومن بينها معالجة حب الشباب، فالطبيب هو الأقدر على مساعدتك على التحكم بهذه المشكلة.
يقال أن التوتر يسبب ظهور حب الشباب..
الحقيقة: هل أنتِ قلقة من أن امتحان الأسبوع المقبل سيتسبب بانتشار البثور على كافة وجهك؟ لا داعي للقلق، فالضغوطات العادية التي يمر بها جميع الأطفال والمراهقون بشكل يومي لا تسبب حب الشباب. في الواقع إذا كنت تمرين بفترة مليئة بالضغوطات، كالانتقال إلى مدرسة جديدة أو التعامل مع مشاكل عائلية، فإن بشرتك قد تفرز كمية أكبر من الدهون أو الزيوت أو ما يعرف بالزهم (Sebum) ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه ستظهر لديك المزيد من البثور.
يقال أن التسمير يساعد في تنقية البشرة من البثور..
الحقيقة: إن الجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة لن يفعل شيئاً لمشكلة البثور، فعندما تمضين وقتاً في الخارج تحت الشمس ويصبح لون بشرتك أكثر اسمراراً فإن الاحمرار الذي يسببه حب الشباب قد يصبح أقل بروزاً بشكل مؤقت، لكن عندما يتلاشى الاسمرار ستعود البثور مرئيةً من جديد. كذلك فإن قضاء وقت طويل في الشمس دون وضع حماية واقية قد يتسبّب بجفاف البشرة وتهيّجها وإصابتها بالحروق، ناهيك عن زيادة خطورة الإصابة بالتجاعيد وسرطان الجلد مستقبلاً.
ما الحل؟ قبل أن تخرجي من المنزل، قومي بحماية بشرتك من خلال استخدام مستحضر واقي من أشعة الشمس بعامل حماية 30 على الأقل (يشار إليه على العبوة كما يلي: SPF 30)، وتأكدي من الصيدلاني أنه من نوع لا يسبب ظهور أو تفاقم حب الشباب، بمعنى أنه لن يتسبب في سد المسام ويجعل مشكلة البثور أكثر سوءاً.
يقال أنه بالإمكان التخلص من حب الشباب عبر الإكثار من غسل الوجه
الحقيقة: يعد غسل الوجه بانتظام فكرة جيدة لأن هذه العملية تساعد على إزالة الخلايا الميتة والزيوت الفائضة والأوساخ من على سطح الجلد. إلا أن المبالغة في غسل الوجه أو فركه بشدة قد يؤدي إلى جفاف بشرتك وتهيجها، الأمر الذي لن يزيد مشكلة حب الشباب إلا سوءاً.
ما الحل؟ إليك أفضل استراتيجية يمكن اتباعها بهذا الخصوص: كقاعدة عامة، قومي بغسل وجهك مرتين يومياً لا أكثر بواسطة صابون لطيف أو منظف خاص للوجه. بعد ذلك قومي بالتربيت على وجهك بلطف بواسطة منشفة ناعمة لتجفيفه. وابتعدي عن أنواع المقشرات القاسية التي تسبب تهيج البثور. كذلك تجنبي استخدام المنتجات التي تحتوي على الكحول لأنها تسبب جفاف الجلد وتهيجه.
يقال أن تكرار ظهور وانتشار حب الشباب يمكن التحكم به عن طريق استعمال المزيد من الأدوية
الحقيقة: هل تعرفين مقولة "الزائد أخو الناقص"؟ هذا ينطبق تماماً على أدوية علاج حب الشباب. فالإفراط في استعمال الدواء قد يؤدي إلى تهيّج البشرة وجفافها. وسواء أكنت تستخدمين مستحضراً حصلت عليه من الصيدلية أم دواء وصفه لك الطبيب، احرصي على اتباع التعليمات بدقة.
ما الحل؟ إذا شعرت أن المستحضر الذي حصلت عليه من الصيدلية ليس فاعلاً في التخلص من مشكلة البثور، فتحدثي مع والدتك فلربما تحتاجين لرؤية طبيب مختص بالأمراض الجلدية، وعندها سيصف لك أدوية أخرى تساعد على تنقية بشرتك. من جهة أخرى، تذكري أن الأمر قد يتطلب حتى 8 أسابيع أحياناً قبل أن تلحظي أي تحسن، وعندها إذا ما زال الوضع على ما هو عليه فيمكنك مراجعة الطبيب وسيساعدك على إجراء التعديلات اللازمة. لكن لا تقومي بأي حال من الأحوال باستخدام كميات أكبر من الدواء من تلقاء نفسك، فقد يكون لذلك آثار جانبية غير محببة أو ربما حتى خطيرة.
تذكري أنك لست وحدك، فجميع من هم في سنك يضطرون إلى التعامل مع مشكلة حب الشباب عاجلاً أم آجلاً، لكن بالتعرف على الحقائق الصحيحة واتباع الطرق السليمة للعناية بالبشرة ومحاربة حب الشباب ستتمكنين من تجاوز هذه المرحلة بدون آثار بعيدة المدى.
تمت المراجعة الأخيرة لهذا الموضوع من قبل شبكة أطباء صحتنا في نيسان 2012
modified by: Abdurrahman Zaidan
المراجع
موسوعة بوابة صحتنا
التصانيف
تصنيف :حياة