عود الثِّقاب عود من الخشب أو أحد بدائله، يوجد على طرفه خليط كيميائي يشتعل بسهولة، ويستعمل لإيقاد النار. وعندما يُحك طرف عود الثقاب ضد سطح خشن أو معد إعداداً خاصاً، تتفجر المواد الكيميائية إلى لهب ويشتعل عود الثقاب.
وُتعَدُّ الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الرئيسي لعود الثقاب في العالم.كما أن كلا من فرنسا، والاتحاد السوفييتي (سابقًا)، والسويد، لها مصانع ضخمة لإنتاج عودالثقاب. وقد اخترعت أعواد الثقاب في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي واعتبرت أول طريقة رخيصة ميسرة لإشعال النار. أعواد الثقاب غير المأمونة.
تشتعل أعواد الثقاب هذه عند حكّها على أي سطح خشن. وهي أعواد خشبية ذات رؤوس، وتصنع عادة من لونين: الأحمر والأبيض. وتسمَّى القمة ذات اللون الأبيض العين، وهي تحتوي على المادة القابلة للاشتعال. وتتكون هذه المادة أساسًا من مركب كيميائي، هو ثالث كبريتيد الفوسفور. والواقع أن بقية طرف العود ذي الشكل الكروي لن تشتعل إذا ما حُكت، ولكنها ستحترق عندما تشعلها العين الملتهبة.
ويؤدي هذا إلى حماية عيدان الثقاب من الاشتعال عند ما تحتك ببعضها عند التعبئة في صندوق أعواد الثقاب. وعندما يشتعل عود الثقاب، فإن مادة البرافين ـ التي عادة ما تغمس فيها عيدان الثقاب عند تصنيعها ـ تحمل اللّهب من الرأس إلى بقيّة العود الخشبي. أعواد ثقاب الأمان. يمكن إشعالها فقط عند حكّها ضد سطح ذي طبيعة معيَّنة، ويُوجد هذا السطح عادة على جانب صندوق أعواد الثّقاب. يتكون رأس العود من مادة تحتوي على كلورات البوتاس، وتشتعل عند درجة 182°م تقريباً.
والسّطح المؤدي إلى الاشتعال مخلوط من مركبّات الفوسفور والرّمل. وأما أعواد الثقاب الورقية فهي نوع من أنواع أعواد ثقاب الأمان، وتصنع من الورق وتُغَلَّفُ بغطاء ورقي. ويوجد السطح المؤدي للاشتعال على ظهر غطاء المشط. خطورة أعواد الثقاب تكثر خطورة أعواد الثقاب أحيانًا بسبب الاستعمال غير الحذر الذي يتسبب في العديد من كوارث الحريق التي تؤدي إلى حدوث وَفِيات كثيرة.
ولذلك، يجب حفظ جميع أنواع أعواد الثقاب بعيدًا عن متناول الأطفال. ويجب أيضًا أن تحفظ أعواد الثّقاب غير المأمونة بعيدًا عن متناول الفئران و أشباهها لأن في استطاعتها أن تشعل الثقاب بقرضها للرؤوس المشعلة. كما يجب عدم رمي أعواد الثقاب إلا بعد التأكد من إخْماد النار المشتعلة فيها، ولذلك، يجب أن توضع أعواد الثقاب في صناديق معدنية أو في صناديق مصنوعة من مادّة مقاومة للاشتعال. تقطِّع الآلة أولاً، شرائح رفيعة من خشب أشجار الحور إلى عيدان (عيدان الثقاب). ثم تغمس العيدان في محلول يحتوي على مادة مانعة للتوهج تمنع تكوُّن الجمر بعد إطفاء العود. تُجفف العيدان بعد ذلك وتُحمل في آلات تصنيع أعواد الثقاب، وتقوم آلات تصنيع أعواد الثقاب بتعبئة العيدان في ثقوب توجد في حزام من الصفائح الفلزية. وكلّما امتلأ الحزام بالعيدان، فإن الآلة تغمسها في مجموعة من المواد الكيميائية. تغمس العيدان أولاً في البرافين الذي يكون الأساس لحمل اللهب من الرأس إلى العود الخشبي، كما تغمس الآلة العيدان في مخلوط كيميائي يكوِّن كل من الرأس والعين على طرفي العود.
وقد تُغَلَّفُ الرّؤوس أيضاً بمادة كيميائية أخرى لحماية أعواد الثقاب من الرّطوبة الجوية، ويدفع المنتَج النهائي خارج الصفائح الفلزية ويُعبأ في عملية آلية ذاتية الحركة. أعواد الثقاب الورقية. تُصْنَعُ أعواد الثقاب الورقية من شرائح الورق السميك المسمى الورق المقوّى بوساطة نوعين من الآلات، وذلك بعد معالجة الورق بمادّة مانعةٍ للتوهج. تسمى الآلة الأولى آلة الثقاب، وهي تقطع الورق المقّوى إلى قطع وتقسّم كل قطعة إلى 60 و120 قطعة صغيرة. وتكون هذه القطع الصغيرة الحجم في النهاية ما يُسمَّى أعواد الثقاب. تَغمس الآلة الأعواد في البرافين ثم تَغمس الأطراف في محاليل مُعيَّنة لتكوين الرؤوس المشعلة.
تُحمّل الأعواد بعد ذلك في آلة التغليف والتدبيس. وتقطع الآلة الأعواد إلى الأحجام المعتادة وتصبها في الأغلفة المطبوعة، ثم تدبس الآلة في النهاية الأعواد في الأغلفة الخارجية لتكون المنتج النهائي، ثم يعبئ العمال المنتج النِّهائي في الصّناديق.
هواية جمع أغلفة أعواد الثقاب يُعَدُّ جمع أغلفة أعواد الثّقاب هواية مُحَبَبَّة تجذب اهتمام الآلاف من الأشخاص. يجمع الهواة الأغلفة من الأماكن التي يزورونها، وكذلك يتبادلون الأغلفة مع الهواة الآخرين. ويصل الأمر كذلك إلى شراء النادر وغير العادي من الأغلفة من محال الهواة، أو عن طريق الإعلانات في المحال المتخصصة. وقد أصبحت بعض هذه الأغلفة ذات قيمة ماديّة عالية بسبب ندرتها.
يُكوِّن هواة جمع أغلفة أعواد الثّقاب أندية لتبادل الأغلفة والاجتماع بالهواة الزملاء. تَعْقد هذه الأندية الاجتماعات وتُنظّم المسابقات التي تمنح جوائز لأحسن المجموعات. تَشَكَّلتْ العديد من هذه النوادي على المستوى القومي. ونظراً للاختلاف الشاسع في أنواع أغلفة أمشاط الثقاب، يُقسمُ الهواة الأغلفة على شكل مجموعات لحفظها أو لعرضها بسهولة. وقد يتخصَّص جامعو الأغلفة في نوع معين كتلك التي تُجمع من الفنادق، أو في محطات السكك الحديدية والمنَّظمات الحكومية.
وقد تُقَسَّم الأغلفة حسب الحجم. ويفضل أغلب جامعي الأغلفة الأعواد التي لم يسبق استعمالها، إلا أنهم قد يحتفظون في مجموعاتهم بالأغلفة المستعملة إلى حين الحصول على أخرى غير مستعملة.
يحتفظ جامعو الأغلفة بمجموعاتهم في حافظات الصور (ألبومات) التي يحصلون عليها من المحلات المتخصصة أو في حافظات مصنعة يدوياً. ويجب أن تحتوي هذه الحافظات على فتحات مجوفة لتعليق الأغلفة لأن الغلاف الذي يلتصق بالألبوم يفقد قيمته المادية.
نبذة تاريخية النبائط الأولى لإشعال النار. تقدمت هذه النبائط بعد أن درس العلماء التفاعلات الكيميائية التي ينتج عنها اشتعال النار. واخترعت مجموعة من الكيميائيين الفرنسيين عام 1780م الشمعة الفوسفورية أو الثقاب وهو أنبوبة زجاجية محكمة الغلق تحتوي على حزمة من الورق الذي سبق غمسه في مادة فوسفورية تشتعل عند تعرضها للأكسجين. يشعل الهواء المادة الفوسفورية عندما تكسر الأنبوبة.
هذه الطريقة وغيرها من الطرق البدائية لإضرام النّار كانت خطرة بسبب الأبخرة السامة الناتجة، وبسبب سرعة اشتعال الفوسفور. أعواد الثقاب الأولى. هي تلك الأعواد التي أنتجت عام 1827م، عندما بدأ الصيدلي البريطاني جون ووكر إنتاج وبيع أعواد طول كل منها 8سم ويحتوي طرفه على كبريتيد الإثمد، وكلورات البوتاس والصمغ العربي والنشا.
وقد كان في إمكان أيّ شخص إشعال العود بحكه على سطح من الورق يشبه ورق الصنفرة، ويشتعل عود الثّقاب مؤديًا إلى لهب مصحوب بسلسلة من الانفجارات تصحبها شظايا تتناثر على المستعمل لهذه الأعواد.
في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي، أنتج طالب الكيمياء الفرنسي شارل ساوريا أول عود ثقاب يُشعَل عند احتكاكه بأي سطح إذ احتوى رأس الثقاب على مادة الفوسفور.
وسجل الأمريكي ألنزو دي فيليبس حق اختراع أول عود ثقاب فوسفوري بالولايات المتحدة الأمريكية، عام 1836م وكان دي فيليبس ينتج أعواد الثقاب يدويًا ويقوم ببيعها من باب إلى باب.
والواقع أن كلاً من ساوريا وفيليبس لم يكونا على علم بأنّ الأبخرة الناتجة عن عود الثقاب الفوسفوري تؤدي إلى مرض فتاك، يسمى النخر (تهتك عظام الفك)، أو التهتك المزمن لعظام الفك الناتج عن التسمم الفوسفوري.
توفِّي عدد من العمال بهذا المرض نتيجة تعرضهم للغازات الفوسفورية. وعندما بدأت مصانع أعواد الثقاب عمليات الإنتاج في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، زاد التهديد بانتشار هذا المرض مع ازدياد إنتاج مصانع الثّقاب.
في عام 1900م، اشترت شركة أعواد الثقاب الماسية الأمريكية الامتياز الفرنسي لإنتاج أعواد الثقاب ذات الرؤوس المصنعة من ثالث كبريتيد الفوسفور، ومن مادة أخرى غير سامة. لكن التركيبة الفرنسية لم تصلح في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اختلاف الظروف المناخية.
في عام 1910م ـ ونتيجة لانتشار مرض تهتُّك عظام الفك ـ فرضت الولايات المتحدة الأمريكية ضرائب عالية على أعواد الثّقاب الفوسفورية، فواجهت صناعة عود الثقاب كارثة الانقراض. وفي عام 1911م، استطاع مهندس مبان شاب بالبحرية اسمه وليم. أي. فيربيرن حلّ المشكلة بتعديل التركيبة الفرنسية المحتوية على ثالث كبريتيد الفوسفور لملاءمة الظروف الجوية بالولايات المتحدة الأمريكية، وانتهى بذلك خطر مرض تهتّك عظام الفك. اختراع أعواد ثقاب الأمان. اكتشف جوستاف إي باش عام 1844م أول نوع من أعواد ثقاب الأمان وبدأ رجل الأعمال السويدي جون لندستروم إنتاج هذا النوع على نطاق واسع عام 1852م.
تركزت صناعة عود الثقاب في السويد سنوات عديدة، حين كون رجل الأعمال السويدي إيفر كريجر شركة أعواد الثقاب السويدية في أوائل القرن العشرين الميلادي، وهي شركة عالمية لإنتاج أعواد الثقاب تمتلك العديد من المصانع والغابات والمناجم. أدارت الشركة عددًا من مصانع أعواد الثقاب في نحو 40 دولة، وهيمنت على معظم الإنتاج العالمي من أعواد الثقاب.
لكن انهيار سوق الأوراق المالية عام 1929م أدى إلى إضعاف نفوذ كريجر، فأقدم على الانتحار عام 1933م، إلا أن شركة أعواد الثقاب السويدية استطاعت الصمود أمام انهيار سوق الأوراق المالية، وعملت بنجاح تحت إدارة جديدة. اختراع الأعواد الورقية. اخترع جوسيا بيوزي، وهو محام أمريكي لحقوق الاختراع، الأعواد الورقية عام 1892م. صنع بيوزي الثقاب في عبوات من 50 عودًا، وصمّم السطح المؤدي للاشتعال داخل غلاف الأعواد. لم يُكتب لهذه الأعواد الانتشار حتى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م). خلال هذا الوقت، اشترت شركة الثقاب الماسي امتياز بيوزي، وأنتجت أعوادًا ورقية سهلة الاستعمال.
خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، عندما كان يتعين على الحلفاء قتال اليابانيين في مناطق تتميز بالأمطار الموسمية، اقتضت الضرورة صناعة عود ثقاب مقاوم للماء. في عام 1943م، تمكّن ريموند دي كادي ـ وهو كيميائي بشركة الثقاب الماسي ـ من اختراع تركيبة كيميائية تحمي عود الثقاب الخشبي إلى حد أنه أمكن إشعاله بعد بقائه 8 ساعات تحت الماء. يطلى هذا الثقاب المقاوم للماء بمادة مقاومة للماء والحرارة، ولكن هذه المادة لا تمنع توليد احتكاك كاف لإشعال الثقاب.
المراجع
alencyclopedia.net
التصانيف
تصنيف :فكر اصطلاحات العلوم البحتة