ماذا سيكون حالك بعد رمضان يا رفيقتي؟

وما هي العلامات التي تبشرك بأن الله قد قبل طاعتك في رمضان؟

الجواب في كلام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية:  {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]

فقالت: (أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: « لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا تُقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون» [صحيح الترمذي] فأولئك رغم اجتهادهم في العبادة إلا أنهم لم يعتمدوا عليها ولم يكتفوا بها خشية أن لا تكون كافية وأن لا تُقبل، بل سارعوا بالاستمرار بالعبادة والزيادة منها رجاء أن يتقبلها الله منهم. يقول ابن القيم رحمه الله: (فإن الله جعل الإخلاص والمتابعة سببا لقبول الأعمال فإذا فُقد لم تُقبل الأعمال) [الروح]

ولقد يسر الله لكِ ما يعينك على الإستمرار بالطاعة، وهو صيام الست من شوال، مع الإهتمام بقضاء الأيام التي فطرتِ بها أولا، ومما يهوّن عليكِ في البدء بالقضاء الحديث القدسي: «ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه» [رواه البخاري] فالله يحب اهتمامك بإتمام فرضك قبل أن تقومي بالتطوع. وقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله: (أن العلماء نصّوا على أن أجر القيام بالواجب أكبر من أجر القيام بالمستحب، وأن البدء بالواجب أسرع في براءة الذمة. وحديث:  «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» [رواه مسلم]، يقتضي ظاهره اشتراط الانتهاء من قضاء رمضان ثم صيام الست من شوال ليحصل الأجر المذكور.) [فتاوى ابن باز]

ومن وسائل الثبات بعد رمضان: الاستعانة بالله عز وجل وسؤاله الثبات. أن تجعلي من رمضان نقطة إنطلاق لكِ، وتذكري أن من لم يختم القرآن في شوال، ولم يصم بضعة أيام فغالبا لن يفعل طوال العام حتى يحين رمضان آخر. اجتهدي في البحث عن الصحبة الصالحة التي تعينك على الطريق، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المِسك إن لم يُصِبْك منه شيءٌ أصابك منه ريحُه، ومثل الجليس السُّوء كمثل صاحب الكير إن لم يُصِبْك من سوادِه أصابك من دُخانِه» [الترغيب والترهيب] التنويع في الطاعات، فالنفس ملولة بطبعها، والطاعات كثيرة ومتنوعة من تلاوة وصيام وقيام الليل والدعاء والذكر والصدقة وعيادة المريض وغيرها. «سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). وقال: (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون»  [رواه البخاري] فاحرصي على وضع حد أدنى لعباداتك تلتزمي بها وقت فتورك، وفي وقت نشاطك زيدي عنها بما استطعتِ.

البعد عن المعاصي، والاهتمام بكل ما سيحاسبك الله عليه كالوقت والصحة والمال وغيرها، فالفراغ هو أول باب للبعد عن الله وحرمان لذة الطاعة كونه بيئة مناسبة لارتكاب الذنوب لا شعوريا.

البعد عن المعاصي، والاهتمام بكل ما سيحاسبك الله عليه كالوقت والصحة والمال وغيرها، فالفراغ هو أول باب للبعد عن الله وحرمان لذة الطاعة كونه بيئة مناسبة لارتكاب الذنوب لا شعوريا. وفي الختام أقول: يا رفيقتي أينما كان محلي في قلبك، لا تنسيني من دعائك فلعلكِ أقرب مني إلى الله منزلة، ولك دعوة لا ترد فلا تحرميني منها؛ ولن يضيع لك أجر فهناك ملك يقول ولك بالمثل. أسعد الله قلبًا ضم إسمي بدعائه غيبًا وانا لا أعلم. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت


المراجع

ar.islamway.net

التصانيف

فتاوى   عقيدة   حديث   الدّيانات