عيسى حَوارِيُّهُ وَصَفوَتُهُ
| وَالناسُ مِن حَولٍ وَعظُهُ زُمَرُ
|
وَالصائِدونَ الأُلى لَهُ اِتَّبَعوا
| هَدى وَذاكَ الشِراعُ مُنتَشِرُ
|
وَكَفرٌ ناحومَ مَعَ عَجائِبِها
| وَمَن بِها آمَنوا وَمَن سَفَروا
|
وَالمُجدِلُ القَريَةَ الَّتي نَشَأَت
| مَريَمَ مِنها وَالطيبُ مُنتَشِرُ
|
وَالزُهدُ فيهِ الأَفراحُ قَد دَمَجَت
| وَالفَقرُ مَعَهُ البَيانُ وَالفَقرُ
|
وَالخُبزُ تَقرى الأُلوفُ كَسَرتَهُ
| وَالمَشيُ فَوقَ المِياهِ مُشتَهِرُ
|
وَالقَولُ هَذي الفَتاةُ نائِمَةٌ
| وَالبِكرُ عَزريلُ نَحوَها بَكَرُ
|
وَكَم نَبَت بِالسَفينِ عاصِفَةً
| وَظَنَّ أَنَّ الرِكابَ قَد غَبَروا
|
فَسَكَنَ البَحرَ وَهوَ مُضَّطَرِبٌ
| مِن بَعدِ ما اِستَصرَخوا وَما جَأَروا
|
سَجا بِإيماءَةٍ لَهُ وَنَجا
| مِن حَملَتِهِ الأَلواحُ وَالدَسَرُ
|
في ضِفَّتي هَذِهِ البُحَيرَةَ لَو
| تُبحِرُ الفِكرُ حارَتِ الفِكرُ
|
كَم خَبَأَ الدَهرُ في جَوانِبِها
| وَكَم رَمى فَوقَ مَوجِها القَدَرُ
|
ما الأَبحُرُ السَبعُ مِن نَتائِجِها
| ما الرومُ ما الهِندُ ثُمَّ ما الخَزَرُ
|
وَقَومُ موسى لَهُم بِساحَتِها
| مَركَعٌ صَدَقَ وَأَدمع غَزَرُ
|
في طَبَرِيّا مَواقِفٌ حَمَدَت
| وَأَرضُها مُقَدَّسٌ وَمُغتَفَرُ
|
بِها رِجالُ التَلمودِ قَد سَكَنوا
| وَجُلَّ آرائَهُم بِها زَبَروا
|
وَكَم نَبى في ذي البِلادِ قَفا
| موسى وَكَم مَرَّ هَهُنا الخَضرُ
|
يَكفيكَ ما في الأُردُنِّ مِن عَبَرٍ
| نَهرٌ عَلَيهِ آباؤُهُم عَبَروا
|
وَإِن يَحيى عَلى شَواطِئِهِ
| بَينَ يَدَيهِ الأَنامِ تَطَهَّرُ
|
ما القَنجُ ما النَيلُ في جَوانِبِهِ
| ما دِجلَةَ ما الفُراتُ يُعتَبَرُ
|
وَالغورُ بَينَ البَحرَينِ مُنبَسِطٌ
| تُسرِحُ فيهِ الجَآذِرُ العُفرُ
|
لَو طَبَّقَتهُ أَيدي الوَرى عَمَلاً
| عضلى فِلَسطينَ فاضَتِ المِيَرُ
|
قَد كانَ وَالماءُ غابِراً شَرَعا
| وَالآنَ ما إِن يَكادُ يَنحَسِرُ
|
بُحَيرَةُ كُلِّ شَأنِها عَجَبُ
| وَهيَ مِنَ الحُسنِ كُلِّها غُرَرُ
|
لِلَهِ دَرُّ الكَنَدي واصِفُها
| كَأَنَّها في نِهارِها قَمَرُ
|