أَحسَنُ ما فيهِ يُسرِحُ النَظَرَ2

( شكيب أرسلان )
عيسى حَوارِيُّهُ وَصَفوَتُهُ وَالناسُ مِن حَولٍ وَعظُهُ زُمَرُ
وَالصائِدونَ الأُلى لَهُ اِتَّبَعوا هَدى وَذاكَ الشِراعُ مُنتَشِرُ
وَكَفرٌ ناحومَ مَعَ عَجائِبِها وَمَن بِها آمَنوا وَمَن سَفَروا
وَالمُجدِلُ القَريَةَ الَّتي نَشَأَت مَريَمَ مِنها وَالطيبُ مُنتَشِرُ
وَالزُهدُ فيهِ الأَفراحُ قَد دَمَجَت وَالفَقرُ مَعَهُ البَيانُ وَالفَقرُ
وَالخُبزُ تَقرى الأُلوفُ كَسَرتَهُ وَالمَشيُ فَوقَ المِياهِ مُشتَهِرُ
وَالقَولُ هَذي الفَتاةُ نائِمَةٌ وَالبِكرُ عَزريلُ نَحوَها بَكَرُ
وَكَم نَبَت بِالسَفينِ عاصِفَةً وَظَنَّ أَنَّ الرِكابَ قَد غَبَروا
فَسَكَنَ البَحرَ وَهوَ مُضَّطَرِبٌ مِن بَعدِ ما اِستَصرَخوا وَما جَأَروا
سَجا بِإيماءَةٍ لَهُ وَنَجا مِن حَملَتِهِ الأَلواحُ وَالدَسَرُ
في ضِفَّتي هَذِهِ البُحَيرَةَ لَو تُبحِرُ الفِكرُ حارَتِ الفِكرُ
كَم خَبَأَ الدَهرُ في جَوانِبِها وَكَم رَمى فَوقَ مَوجِها القَدَرُ
ما الأَبحُرُ السَبعُ مِن نَتائِجِها ما الرومُ ما الهِندُ ثُمَّ ما الخَزَرُ
وَقَومُ موسى لَهُم بِساحَتِها مَركَعٌ صَدَقَ وَأَدمع غَزَرُ
في طَبَرِيّا مَواقِفٌ حَمَدَت وَأَرضُها مُقَدَّسٌ وَمُغتَفَرُ
بِها رِجالُ التَلمودِ قَد سَكَنوا وَجُلَّ آرائَهُم بِها زَبَروا
وَكَم نَبى في ذي البِلادِ قَفا موسى وَكَم مَرَّ هَهُنا الخَضرُ
يَكفيكَ ما في الأُردُنِّ مِن عَبَرٍ نَهرٌ عَلَيهِ آباؤُهُم عَبَروا
وَإِن يَحيى عَلى شَواطِئِهِ بَينَ يَدَيهِ الأَنامِ تَطَهَّرُ
ما القَنجُ ما النَيلُ في جَوانِبِهِ ما دِجلَةَ ما الفُراتُ يُعتَبَرُ
وَالغورُ بَينَ البَحرَينِ مُنبَسِطٌ تُسرِحُ فيهِ الجَآذِرُ العُفرُ
لَو طَبَّقَتهُ أَيدي الوَرى عَمَلاً عضلى فِلَسطينَ فاضَتِ المِيَرُ
قَد كانَ وَالماءُ غابِراً شَرَعا وَالآنَ ما إِن يَكادُ يَنحَسِرُ
بُحَيرَةُ كُلِّ شَأنِها عَجَبُ وَهيَ مِنَ الحُسنِ كُلِّها غُرَرُ
لِلَهِ دَرُّ الكَنَدي واصِفُها كَأَنَّها في نِهارِها قَمَرُ

المراجع

موسوعة العالمية للشعر العربي

التصانيف

شعر