لبيبة أحمد أول رئيسة لقسم الأخوات المسلمات في جماعة الإخوان المسلمين، ولدت سنة (1292هـ = 1875م) في أسرة كريمة عنيت بتربيتها وتعليمها، فأخذت دروسا في منزلها في اللغة العربية على أيدي سيدات فضليات اشتهرن بتعليم بنات الأسر الكريمة، كما تلقت دروسا في السيرة النبوية وآداب الشريعة الإسلامية، ثم التحقت بالمدرسة السنية بالقاهرة.

وبعد تخرجها في المدرسة راسلت الصحف بمقالاتها تحت اسم مستعار، ثم تركت حياة العزلة وانضمت إلى الثورة الوطنية التي اشتعلت سنة (1338هـ = 1919م)، وبجهودها مع هدى شعراوي ونبوية موسى قامت المظاهرة النسائية الكبرى في (13 من جمادى الآخرة 1337هـ = 16 من مارس 1919م) احتجاجا على فظائع الإنجليز في مقاومة الثورة الوطنية، وقد لفتت هذه المظاهرة أنظار العالم إلى مكانة المرأة المصرية.

وقد ضمت هذه المظاهرة ثلاثمائة سيدة كان من بينهن حرم كل من محمود سامي البارودي، وسعد زغلول وقاسم أمين. وبعد تأسيس الاتحاد النسائي سنة (1342هـ = 1923م) بزعامة هدى شعراوي أخذت سيرة النهضة النسائية بمصر الطابع السياسي، وتأثرت بالأفكار الأوروبية، ورأت لبيبة أحمد أن هذا لا يعبر عن السواد الأعظم من النساء المصريات فأسست "جمعية نهضة السيدات المصريات" وهي جمعية ذات طابع اجتماعي أخلاقي،

تهتم بتحسين المستوى الخلقي والديني المستمد من الشريعة الإسلامية، وتهدف إلى زيادة فرص التعليم أمام الفتيات، ومحاولة جعله إجباريا في المراحل الأولى، بالإضافة إلى العناية بأحوال الطبقة العاملة المصرية،

وتشجيع الصناعات الوطنية والتجارة المحلية. وكانت لهذه الجمعية مجلة تنطق باسمها عرفت بمجلة النهضة النسائية، ظلت تصدر عشرين عاما حتى توقفت سنة (1361هـ = 1942م) وكانت لبيبة أحمد تكتب افتتاحياتها التي دارت حول إصلاح المرأة وترقيتها وتعليمها والحجاب والسفور ومناهج التربية في مدارس الفتيات، وكان يشارك في تحريرها مجموعة من كبار الكتاب من أمثال الرافعي وشكيب أرسلان وفريد وجدي ومحب الدين الخطيب. ولما أنشأت جماعة الإخوان المسلمين لجنة للأخوات المسلمات بالقاهرة رأستها لبيبة أحمد،

وكانت كبرى لجان الأخوات المسلمات، وتكونت بعد ذلك عدة لجان حتى بلغن خمسين لجنة سنة (1368هـ = 1948م) عندما تم حل جميع شعب الإخوان المسلمين، وكان المرشد العام للإخوان حسن البنا يشرف على هذه اللجان. ظلت لبيبة أحمد على جهادها حتى بلغت السبعين من عمرها، فآثرت أن تستريح من عناء لا تستطيع شيخوختها الواهنة القيام به، فعكفت في بيتها على قراءة كتب الشريعة والتاريخ الإسلامي حتى توفيت سنة (1385هـ = 1955م) عن ثمانين عاما.

المراجع

الموسوعه المعرفية

التصانيف

تصنيف :تراجم  أعلام