الثورات السياسية في العصور الوسطى

إن الدليل الكامل على إدانة كرومويل باشتراكه في المخطط الثوري اليهودي العالمي، ناله اللورد (الفريد دوغلاس)، الذي كان رئيسا لتحرير المجلة الأسبوعية "بلين إنجلش"، التي كانت تصدرها شركة النشر الشمالية في بريطانيا.. وفي مقال له ظهر في عدد 3 من شهر أيلول سنة 1921 من هذه المجلة، يشرح اللورد دوغلاس كيف وصل إلي حوزة صديقه السيد (ل. د. فان فالكرت) من أمستردام في هولندا، مجلد مفقود من سجلات كنيس مولجيم.. وكان هذا المجلد قد فقد أثناء الحروب النابليونية، وهو يحوي السجلات والرسائل التي تلقاها ورد عليها مديرو هذا الكنيس.وهذه السجلات والرسائل مكتوبة بالألمانية. وواحدة منها، وهي مؤرخة في السادس من شهر حزيران سنة 1647، مرسلة من أ.ك. ـ أي أوليفر كرومويل ـ إلي إبنزربرات Ebenezer Pratt وهي تقول:

"سوف أدافع عن قبول اليهود في إنجلترا، مقابل المعونة المالية.. ولكن ذلك مستحيل طالما الملك شارل لا يزال حيا.. لا يمكن إعدام شارل دون محاكمة، ولا نمتلك في الوقت الحاضر أساسا وجيها يكفي لاستصدار حكم بإعدامه، ولذلك فنحن ننصح باغتياله.. ولكننا لن نتدخل في الترتيبات لتدبير قاتل، غير أننا سوف نساعده في حالة هربه".وجوابا على هذه الرسالة، كتب الحاخام برات بتاريخ 12 من شهر تموز سنة 1647، رسالة يقول فيها:

"سوف نقدّم المعونة المالية، حالما تتم إزالة شارل ويقبل اليهود في إنجلترا.. والاغتيال خطر جدا.. ينبغي إعطاء شارل فرصة للهرب، وعندئذ يكون القبض عليه ثانية سببا وجيها للمحاكمة والإعدام.. وسوف تكون المعونة وافرة.. ولكن لا فائدة من مناقشة شروطها قبل البدء بالمحاكمة".

وفي الثاني عشر من شهر تشرين الثاني من ذلك العام، مهدت الفرصة للملك شارل الأول للهرب.. وقد ألقي القبض عليه بالطبع.. ويتفق المؤرخان البريطانيان الكبيران هوليس ولودلو ـ وهما الحجة في تاريخ تلك الحقبة ـ على أن هرب الملك ثم إيقافه كان من تدبير كرومويل.. وقد وقعت الأحداث بعد إيقاف الملك بسرعة، فقد صفي كرومويل جميع أعضاء البرلمان الإنجليزي الموالين للملك.. ولكن المجلس في جلسته التي عقدها طوال ليلة 5 من شهر كانون الأول في سنة 1648، قرر ـ بالرغم من هذه التصفية وبأغلبية أعضائه ـ قبول التنازلات التي تقدم بها الملك، واعتبارها كافية لعقد اتفاق جديد معه.

وكان معني ذلك بالنسبة لكرومويل، انتهاء دوره وحرمانه من الأموال التي وعده بها سادة المال العالميون، فتحرك للضرب من جديد.. وأصدر أوامره للكولونيل برايد بتطهير كل أعضاء البرلمان الذين صوتوا إلي جانب عقد اتفاق مع الملك.. والذي حصل بعد ذلك هو ما يعرف في كتب التاريخ المدرسية بـ "تصفية برايد".. ولم يبق في المجلس بعد انتهاء هذه التصفية سوى خمسين عضوا، استولوا لحساب كرومويل على السلطة المطلقة.. وفي التاسع من شهر كانون الثاني سنة 1649 أعلن تشكيل "محكمة العدل العليا"، التي كانت مهمتها محاكمة الملك.. وكان ثلث أعضاء هذه المحكمة من عناصر جيش كرومويل.. وعندما لم يستطيع المتآمرون إيجاد محام إنجليزي واحد يقبل القيام بدور مدع عام ضد الملك، كلف كارفاجال أحد اليهود الأجانب، واسمه (إسحق دوريسلاوس) ـ الذي كان عميلا لمناسح بن إسرائي في إنجلترا ـ بهذه المهمة.. وهكذا أدين شارل الأول بالتهم التي وجهها إليه المرابون العالميون اليهود، لا بالتهم التي وجهها إليه الشعب الإنجليزي.. وفي يوم 30 من شهر كانون الثاني سنة 1649 نفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة، علنا أمام دار الضيافة في وايتهول بلندن.

لم يكن الانتقام الهدف الوحيد للمرابين العالميين اليهود، بل كان هدفهم الأصيل السيطرة علي اقتصاديات إنجلترا وعلى مقاليد الأمور فيها.كان من نتائج النهضة الأوروبية ظهور مجموعة أفكار إصلاحية جديدة يتبناها مجموعة من الفلاسفة والمفكرين تدعو إلى تغيير الأوضاع في أوروبا، وبالمقابل حاول المحافظون الدفاع عن أفكارهم القديمة ما أدى إلى حالة اصطدام.


المراجع

areq.net

التصانيف

تاريخ إنجلترا  ملوك بريطانيا   التاريخ