قال الضَمِير المُتَكَلِّم: في معرض القاهرة للكتاب الذي اختتم قبل أيام صدر عن دار الشروق كتاب (الفَتَاوَى الشّاذة) للدكتور يوسف القرضاوي؛ الكتاب الذي يقع في (153) صفحة؛ من المهم أن يطلع عليه مَن يُصْدِر الفتوى ومَن يسمعها ويأخذ بها.
في مقدمته يؤكد الشيخ القرضاوي: (إذا كانت الفتوى الشاذة قليلة أو نادرة في تراثنا؛ فإنها كثيرة بل منتشرة في واقعنا المعاصر؛ وذلك لجرأة الكثيرين على الفتوى، وإن لم يملكوا مؤهلاتها، بسبب أنها أصبحت سِلْعَة رائجة في القنوات الفضائية).
وقد وضع الشيخ القرضاوي عشرة معايير يمكن بها ضبط الفتوى الشاذة وهى: أن تَصْدر من غير أهلها، أو في غير محلها، وأن تعارض نصاً قرآنياً، أو نبوياً متفقاً على صحته، أو تعارض إجماعاً متيقناً، أو قياساً جلياً، وإذا اعتمدت على قياس خاطئٍ، وأن تعارض مقاصد الشريعة، وأن تُصَوِّر الواقع على غير حقيقته، وأن تستدل بما لا يصلح دليلاً، وألا تراعى الفتوى تَغَير الزمان والمكان والحال.
ويكشف الدكتور يوسف القرضاوى عن الجَرح بتأكيده أنّ (الجُهال المتعالمين)، هم مصدر شذوذ الفتوى، ويقول في هذا الصدد: (عوام الناس لا يفرقون بين اختصاصات العلماء، وكثير منهم يظن الخطيب أو الواعظ أو الداعية أهلاً لأن يتصدر للفتوى، فكل عِلْمٍ له رجاله، وكل فنّ له أهله، ولا يجوز للعالم المسلم أن يتدخل فيما لا يحسنه أو يدّعى ما هو ليس أهلا له، وإنْ حسبه الناس كذلك، فهو أمين على نفسه، ويعرف ما هو أقدر عليه، وما ليس كذلك، وقديما قالوا: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه).
وفي كتابه (الفتاوى الشاذة) تحدث القرضاوي عن (الدائرة المغلقة) وهي الوصف الذي اختاره لدائرة الأحكام القطعية، التي تثبت بأدلة قطعية؛ ودائرة أحكامها قليلة جدا، وإن كانت في غاية الأهمية، لأنها تمثل الثوابت، التي لا تتغيّر بتغيّر الزمان أو المكان أو الحال، وهى تجسد (وحدة الأمة) العقدية والفكرية والشعورية والعملية؛ فلا مجال فيها لاجتهاد أو تطور، إلا في الآليات والوسائل. فَاصِل وغداً نواصل ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
المراجع
موسوعة نسيج
التصانيف
اسلام الدّيانات العلوم الاجتماعية