أقام الله سبحانه الحجة على الناس كافة بالقرآن الكريم. قال تعالى: "ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا" النساء 174. وقال سبحانه: "هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين" آل عمران 138.

وكذلك : " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" النحل 89. وسورة البقرة تبدأ: " الم. ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين".

ومثل ذلك جاء في استهلال سورة يوسف: "الر تلك آيات الكتاب المبين. إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون". وآيات كثيرة أخرى تؤكد أن القرآن هو الهدى والنور والتبيان والبرهان.

وأكثر ما يتضح ذلك في سورة فُصِّلت: "حم. تنزيلٌ من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرأنا عربيا لقوم يعلمون". والخطاب هنا موجه للناس كافة.

ولهذا تكفل سبحانه بحفظ القرآن إلى أن تقوم الساعة. يقول تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر 9. والحفظ هنا يشمل الحفظ الحسي والحفظ المعنوي كذلك: "لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" فُصلت 42.

ومن هنا فإن كل مسلم معني بهذا الخطاب القرآني بدون وسيط بشري. وحتى عندما يكون هناك استثناء منصوص عليه وهو سؤال أهل الذكر الذي ورد في القرآن في حالة عدم العلم.

"وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون" النحل 43. فإن ذلك الاستثناء بسؤال أهل الذكر يتعدى إلى أهل الكتاب كما أكد على ذلك جل المفسرين في تفسير الآية أعلاه بمن فيهم ابن عباس رحمه الله.

ومن هنا يتبين لنا خلل من يحصر طرح القضايا التي تعني المجتمع الإسلامي على فئة بعينها. حتى إذا ما تناول غيرهم موضوعا مبديا فيه رأيه توالت الاحتجاجات الواهية العجيبة. كأن يقول أحدهم: كيف تتحدث في غير تخصصك؟ ثم يضيف هل يجوز لغير الطبيب أن يتحدث في علاج المرض أو لغير المهندس أن يخطط منزلا؟

الجواب بسيط لايجوز لغير الطبيب أن يُعطِي وصفة طبية لأنه ليس طبيبا. ولا لغير المهندس أن يُبدِ رأيا فنيا في مخطط هندسي لأنه ليس مهندسا. ولكن يجوز لمسلم قرأ القرآن أن يناقش قضية إسلامية لأنه مسلم، ومن هنا جاء قبول عمر رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين باعتراض امرأة مسلمة من عامة المسلمين، ولم يقُل لها من أنت لتعترضي.


المراجع

موسوعة نسيج

التصانيف

اسلام   الدّيانات   العلوم الاجتماعية