أونوريه جابرييل ريكويتي المعروف بالكونت دي ميرابو، ولد في 9 آذار 1749 توفي 2 نيسان عام 1791 هو ثوري من فرنسا، وكاتب، وصحفي، ودبلوماسي، وسياسي، وماسوني وخطيب الثورة الفرنسية.
أثناء الثورة الفرنسية كان ميالاً لنظام ملكي دستوري مبني على نموذج المملكة المتحدة. أدار مفاوضات سرية فاشلة مع النظام الملكي الفرنسي في محاولة للتوفيق بينه وبين الثورة.
تاريخ العائلة
عائلة ريكويتي في الأصل من بلدة صغيرة في فرنسا تدعى سين (Seyne)، وتعود جذورهم البعيدة إلى إيطاليا. أصبحت العائلة غنية من خلال عملهم بالتجارة في مرسيليا.كان والده، فكتور ركيتي مركيز ميرابو، فيزيوقراطيا وصديقاً للإنسان، أي لكل إنسان عدا زوجته وأبنائه، وقد وصف فوفانج "صديق الإنسان" هذا بأنه: "ذو طبع ناري مكتئب، أشد عتواً وتقلباً من البحر، يتسلط عليه نهم دائم للذة والمعرفة والمجد". وقد اعترف المركيز بهذا كله، وأضاف إليه أن "الفساد الخلقي طبيعة ثانية فيه".
وحين بلغ الثامنة والعشرين صمم على أن يكتشف إن كان ممكناً أن يكتفي بامرأة واحدة، فطلب يد ماري دفيسان، التي لم يرها قط، ولكنها كانت الوريثة غير المنازعة لثروة كبيرة. وبعد أن تزوجها وجد أنها امرأة سليطة رثة عاجزة، ولكنها أنجبت له في إحدى عشرة سنة أحد عشر طفلاً، تخطى الطفولة منهم خمسة. وفي سنة 1760 زج المركيز في "الشاتو دفانسين" بتهمة الكتابات المهيجة، ولكن أفرج عنه بعد أسبوع. وفي 1762 هجرته زوجته وعادت إلى أهلها.
النشأة
شب ابنه البكر، أونوريه جابرييل ريكويتي وسط هذه الدراما العائلية. وقد ولد وله سنان. وحين بلغ الثالثة أصيب بالجدري الذي خلف في وجهه ندوباً. وكان غلاماً شديد الحيوية، مشاكساً، عنيداً، وكان أبوه يكثر من ضربه، فربى فيه كراهية أبيه، وسر المركيز أن يتخلص منه بإرساله حين بلغ الخامسة عشرة (1764) إلى أكاديمية حربية في باريس. وهناك تعلم جابرييل الرياضيات والألمانية والإنجليزية، وقرأ بنهم إذ تسلطت علية رغبة عارمة في الإتيان بجلائل الأعمال. وقرأ لفولتير ففقد دينه، وقرأ لروسو فتعلم أن يتعاطف مع عامة الشعب. وفي الجيش سرق خليلة قائده، واشتبك في مبارزة، وشارك في الغزو الفرنسي لكورسيكا، وظفر بقدر من الثناء على بسالته مما أشعر أباه بحبه ولو لحظة.وحين بلغ الثالثة والعشرين تزوج ابتغاء المال بصراحة من إميلي مارنياك، وكانت تتوقع أن ترث 500.000 فرنك. فولدت لجابرييل ولداً، ثم اتخذت عشيقاً، وأخفت خيانتها، ثم غفر لها. وتشاجر مع رجل يدعى فللنيف، وحطم شمسية فوق ظهره، فاتهم بتعمد القتل. ورغبة في تفادي القبض عليه نال أبوه على أمر ملكي مختوم زج بمقتضاه جابرييل في الشاتوديف، القائم على جزيرة في مرسيليا، وطلب إلى زوجته أن تلحق به، ولكنها رفضت، وتبادلا رسائل فيها حنق متصاعد، انتهت بأن أقرأها "الوداع إلى الأبد" في (14 كانون الأول 1774). وأقام في تلك الأوقات علاقة مع زوجة مأمور السجن.
وفي أيار 1775 نقل بمسعى أبيه إلى سجن أرخى في الشاتودجو، قرب بونتارلييه والحدود السويسرية. ودعاه سجانه المسيو دسان موري إلى حفلة التقى فيها بصوفي دروفيه، الزوجة ذات التسعة عشر ربيعاً للماركيز ديمونييه السبعيني. وقد وجدت ميرابو أكثر إشباعاً من زوجها؛ صحيح أن وجهه كان منفراً، وشعره صوفي القوام، وأنفه ضخماً، ولكن عينيه كانتا متقدتين، وطبعه كان "نارياً" وكان في استطاعته أن يغوي بحديثه أي امرأة. واستسلمت له صوفي كلية. وفر من بونتارلييه، ثم هرب إلى تونون في إقليم سافوا، وهناك أغوى ابنة عم له. وفي أغسطس 1776 لحقت به صوفي في فريير بسويسرا بأن العيش بعيداً عنه كما قالت معناه "الموت ألف مرة كل يوم".فصحبها إلى أمستردام حيث استخدمه مارك ريه ناشر كتب روسو، مترجماً، وعملت صوفي سكرتيرة له، واشتغلت بتدريس الإيطالية. وقد كتب عدة كتب صغيرة تحدث في أحدها عن أبيه فقال "أنه يعظ بالفضيلة، والبر، والقصد، في حين أنه أسوأ الأزواج، وأقسى الاباء وأكثرهم إسرافاً". ورأى ميرابو الأب في هذا خروجاً على أصول اللياقة. فاتفق مع والدي صوفي على تدبير إعادة الزوجين من هولندا، فقبض عليهما (14 أيار 1777) وجئ بهما إلى باريس. وبعد أن فشلت صوفي في محاولة الانتحار، أرسلت إلى إصلاحية، أما جبراييل الساخط فقد زج في الشاتو دفانسين، مقتضياً في ذلك خطى أبيه وديدرو. وهناك ظل يضني في السجن اثنين وأربعين شهراً. وبعد أن قضى فيه عامين سمح له بالكتب والورق والقلم والمداد، فراح يبعث لصوفي برسائل ملؤها الإخلاص المشبوب. وفي 7 كانون الثاني 1778 ولدت بنتاً لعلها كانت ابنته. وفي شهر يونيو نقلت الأم وطفلتها إلى دير في جيان قرب أورليان.والتمس ميرابو من أبيه أن يصفح عنه ويعمل على إطلاق سراحه. وقال متوسلاً "دعني" أرى الشمس، دعني أتنسم هواء أكثر حرية، دعني أرى وجه أخواني البشر
؟ أنني لا أبصر غير الجدران المظلمة. وأبتاه سأموت من آلام التهاب الكلي | " ولكي يخفف من شقائه ويكسب بعض المال لصوفي، ويتقي الجنون، ألف عدة كتب، بعضها جنسي. وكان أهمها هو "الأوامر الملكية المختومة" الذي وصف مظالم القبض دون إذن والسجون دون محاكمة، وطلب بإصلاح السجون والقانون فلما نشر هذا الكتيب في 1782 بلغ تأثر لويس السادس عشر به مبلغاً حمله على أن يأمر في 1784 بالإفراج عن جميع السجناء المعتقلين في فانسين(42).
وفاته
تجاوزاته أيام شبابه وعمله الشاق في السياسة، أديا إلى مرضه مرضا شديدا تسبب في موته في 2 نيسان 1791. ويعزي البعض أنه مرض وتوفي مسموما.
المراجع
areq.net
التصانيف
مواليد 1749 وفيات 1791 كتاب ومؤلفون فرنسيون سياسيون فرنسيون صحفيون فرنسيون الآداب العلوم الاجتماعية
|