لغوص العاري الغطس تحت الماء مع حبس النفس أو التنفس من أسطوانات هواء مضغوط. ويشير هذا المصطلح عمومًا إلى الغوص مع حبس النفس الذي يُعد أقدم أنواع الغوص تحت الماء وأسهلها. ويطلق على الغوص بمساعدة أسطوانات الهواء الغوص بجهاز تنفس.
يُعدُّ كلا النوعين من الغطس من أنواع الترويح المحببّة للناس في جميع الأعمار. فيجد كثير من الناس متعة وإثارة عند سبر أغوار هذا العالم الجميل في أعماق الأنهار والبحيرات والمحيطات. ويقوم الغواصون ـ لغرض الاستجمام ـ بالتقاط الصور الضوئية واصطياد الأسماك الاستوائية وجمع المحار والأشياء الأخرى.
يؤدّي الغواصون بجهاز التنفس ـ المحترفون والعسكريون ـ أعمالاً مهمّة تحت الماء. فهم يقومون على سبيل المثال بإصلاح أعطاب السفن، ويستردّون أشياء قّيمة فُقدت في الماء، كما يساعدون في بناء المنشآت التي تقام في الماء أو إصلاحها. ويستخدم العلماء أجهزة التنفس عند دراستهم الكائنات الحية وطبقات الأرض تحت الماء.
يستخدم الكثيرون من ممارسي الغوص العاري معدات مثل الأكياس المصنوعة من الشباك أو من قماش القنب ويحملون معهم المُدَى ومصابيح خاصة مُصممَّة للاستخدام تحت الماء. ويمكن صيد صغار الأسماك بالشباك وبنادق ضغط الهواء الماصة، وتُسْتَخدم رماح صيد السمك والبنادق المزوّدة بالحراب لصيد أسماك الطعام. ويلتقط الغوّاصون الصّور الضوئية تحت الماء بآلات تصوير غير منفذة للماء أو بآلات تصوير محفوظة بإحكام في علب غير منفذة للماء. أو باستخدام أجهزة إلكترونية خاصة.
أنواع الغوص العاري
الغوص مع حبس النفس. لا يتطلب أية معدات، إلا أن معظم ممارسي الغوص العاري يلبسون قناعًا للوجه (نظارات واقية) وزعانف للأرجل وأنبوبًا قصيرًا للتنفس ويُطْلق عليه قصبة التنفس. ويسمح قناع الوجه بالرؤية الواضحة تحت الماء، ويتكوّن من إطار مطاطي وقرص زجاجي محاط بطوق من النيوبرين (مطاط صناعي غير منفذ للماء) أو السليكون. ويُسهل هذا الطوق انطباق القناع على الوجه بإحكام. وتساعد الزعانف المصنوعة من النيوبرين أو السليكون الشخص على السباحة بسهولة فائقة. ويتنفس الغوّاص من خلال قصبة التنفس وهو في وضع الطفو أو سابحًا ووجهه إلى أسفل على سطح الماء.
يمكن أن يرتدي الغواص الذي يحبس نفسه عند الغوص حُلّة الغوْص، وهي حلة تغطي الجسم كله بإحكام، مصنوعة من مادة تشبه المطَّاط الرغوي، للاحتفاظ بحرارة الجسم في الماء البارد. وقد يتسرب قليل من الماء بين الحُلَّة والجسم، إلا أن حرارة الجسم تقوم بتدفئة هذا الماء. تساعد خاصية الحلة العازلة في الإبقاء على هذا الدفء.
يرتدي غوّاصو حبس النّفس حزام الأثقال وموازن الطفو. يساعد حزام الأثقال الغواص في البقاء على العمق الذي يرغب فيه بدلاً من أن يطفو لأعلى. يساعد موازن الطفو، الذي يطفو عند نفخه، الغواص على البقاء في العمق الذي يرغب فيه أيضًا، ويكون كذلك دعامة يلجأ إليها الغوّاص إذا تعب وأراد أن يستريح على سطح الماء.
لايستطيع غواصو حبس النّفس أن يغوصوا إلى عمق بعيد في الماء لأنهم مضطرون إلى العودة إلى السطح باستمرار لالتقاط أنفاسهم. ويستطيع معظم الغواصين أن يغوصوا إلى أعماق تتراوح بين 9 و12م ولكن يتحتم عليهم العودة إلى السطح بعد أقل من دقيقة. ويستطيع بعضهم الغوص إلى أعماق تصل إلى 30م والبقاء تحت الماء مدة تقرب من الدقيقتين. ويستطيع غواصو حبس النّفس أن يزيدوا مدة مكوثهم تحت الماء بالبقاء مسترخين وبالسباحة ببطء لتقليل حاجتهم للهواء.
يقوم بعض الغواصين بأخذ نفسين أو ثلاثة أنفاس عميقة وسريعة قُبيل غوصهم. ويُطلق على هذه العملية التهوية الزائدة، وهي تمكِّن الشخص من البقاء غاطسًا تحت الماء لمدة أطول. إلا أن فرط التهوية الزائدة يمكِن أن يكون خطرًا، لأنه قد يتسبب في أن يسيء الغوّاصون تقدير احتياجاتهم من الهواء، ويصيبهم الإغماء تحت الماء. ويُسَمَّى هذا الحادث العارض فقدان الوعي في الماء الضحل.
الغوص بجهاز تنفس. يقتضي استخدام أسطوانات معدنية متنقلة تعبأ بالهواء المضغوط، ويتنفس الغواص من خلال هذه الأسطوانات، ويمكنه البقاء تحت الماء مدةً طويلة. وبإمكان الغواص الذي يحمل أسطوانة واحدة أن يظل على عمق 12م ولمدة ساعة تقريبًا. ويستنفد الجهد العنيف أو الزيادة في التعمق، المخزون الهوائي للغوّاص بسرعة أكبر. وجهاز التنفس هو الجهاز الذي يسمح بالتنفس تحت الماء. ويتكون من أسطوانة واحدة أو أكثر تُشَد على ظهر الغواص، بالإضافة إلى أنبوب هواء من المطاط وأداة تسمى منظم الهواء. ويقوم هذا المنظّم بضبط انسياب الهواء حتى يظل ضغط الهواء داخل رئتي الغواص مساويًا لضغط الماء.
ومن المعروف أن الضغط تحت الماء أعلى من الضغط على الأرض. ويزداد اضطرادًا مع ازدياد العمق. ومن الممكن أن تحدث إصابات خطرة إذا لم يكن ضغط الهواء في رئتي الغواص مساويًا لضغط الماء.انظر: الغوص تحت الماء.
يرتدي الغواصون بأجهزة التنفس، قناعًا للوجه، وحُلَّة غوص، وحزام الأثقال، وزعانف للرجلين، كما يستخدمون قصبة للتنفس وموازن الطفو. ويتنفس الغواص من خلال قصبة النفس وهو سابح على سطح الماء، وبذا يحفظ الهواء الموجود في الأسطوانات. ويمكن نفخ موازن الطفو والغواص تحت الماء لكي يساعده على البقاء في العمق الذي يريده أو لتغيير هذا العمق أو للطفو على سطح الماء للراحة.
ينبغي على المبتدئين من ممارسي الغوص بحبس النّفس والغوص بجهاز تنفس أن يتلقوا دروسًا من مدرب يكون مُعتَمدًا من منظمة مؤهلة. ولا تقتصر هذه الدروس على تعلّم المهارات المتنوعة، بل تشمل أيضًا مخاطر الغوص وكيفية تفادي هذه المخاطر.
وينبغي على المُتدرِب على الغوص بجهاز تنفس، إذا كان قليل الخبرة ألاّ يغوص إلى أعماق أكثر من 18م. أما الغوّاص بجهاز تنفس، ذو الخبرة فيمكنه الغوص بأمان إلى أعماق تصل إلى 40م. وينبغي على الغواصين بغرض الاستجمام ألاّ يغوصوا لعمق يزيد على40م ما لم يكونوا قد تلقوا تدريبًا متقدّمًا وقاموا بعمل العديد من الغوْصات تحت إشراف مُدرِبين مؤهّلين.
نبذة تاريخية. غاص الإنسان منذ آلاف السنين تحت الماء بحثًا عن الغذاء، واللؤلؤ والمحار والإسفنج. ولم يكن الغواصون الأوائل يستخدمون أية معدات. بدأ الغواصون في استخدام أنابيب التنفّس المصنوعة من القصب المجوف على الأرجح خلال القرن الثاني الميلادي تقريباً. وبحلول القرن الرابع عشر الميلادي كان الغواصون في الخليج العربي يستخدمون نظاراتٍ كبيرة واقية للعينين تُصنع من ظهور السلاحف المصقولة.
خضعت أجهزة التنفس التي صنعت خصيصًا للغوص للاختبار لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين. وبدأ الغواصون خلال العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي في استخدام نظارات مطاطية ذات عدسات زجاجية وأقنعة الوجوه أيضًا. وقد اخترع الفرنسيان جاك إيف كوستو وإميل جاجنان الرئة المائية فكانت إحدى أجهزة التنفس الأولى بمنظم الاحتياج للهواء. وقد اختبر كوستو الرئة المائية بنجاح عام 1943م.
المراجع
www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startالموسوعة العربية العالمية
التصانيف
اصطلاحات مصطلحات بيئة