كما يضيف أيضاً «تغيّب هذه القنوات العقل العربي وتعلي من شأن الخرافة وتجاهل العلم، لذا لا بد من أن تُحسّن وسائل الإعلام أوضاع الناس الثقافية وتهتم بأحلامهم وطموحاتهم، وهذا لن يتحقق أبداً في ظل ترويج الإعلام للخزعبلات. خطورة هذه القنوات أنها ترسّخ الجهل والتخلّف، ولا تساعد في بناء مجتمع متطوّر، وأن الناس يتّجهون إلى هذه الفضائيات لتغييب عقولهم وتخدير رؤوسهم تماماً مثلما يفعل مدمن المخدرات. بمعنى آخر أن هذا السلوك الخاطئ ينطوي على محاولة واضحة للهروب من مشاكل الواقع المختلفة نتيجة التفكك الأسري وغياب الوازع الديني وتراجع الدور الثقافي والتنويري.
 
وتشير الاختصاصيّة الاجتماعيّة أميرة بدران إلى أبرز أسباب ظهور قنوات السحر:
  • كثرة القنوات الفضائية جعلت الإعلاميين يبحثون عن صيحة جديدة، وتقديم مواد مغايرة للمطروح على الساحة.
  • اجتذاب أكبر عدد من المشاهدين.
  • الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المرير الذي نعيشه في عالمنا العربي.
  • الإنسان يحاول أن يعرف سبب المشاكل، لكنه في الوقت ذاته لا يحمّل نفسه أي قدر من المسؤولية، وينظر إلى الآخرين دائماً على أنهم السبب.
ترى الباحثة السابقة أن المرأة أكثر إقبالاً على مشاهدة هذه القنوات، لأنها بطبيعتها تحب الفضفضة، فيما يهتم الرجل بعمله بدرجة أكبر.
هذا أيضاً ما تؤكده نتائج الدراسة الميدانية التي أجراها محمد عبد العظيم (الباحث في «مركز البحوث الجنائية» في القاهرة)، والتي تشير إلى أن «نصف نساء العرب يعتقدن بفعل الخرافات والخزعبلات ويترددن على المشعوذين سراً وعلانية. و50% من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن. وتؤكد الدراسة أن العرب ينفقون حوالي 5 مليارات دولار سنوياً على السحر والشعوذة بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام لدينا لا تعتمد المنهج العلمي في التفكير بعكس ما دعا إليه الدين فالمنهج العلمي لم يعد موجوداً حتى لدى المتعلمين،

المراجع

bawaba.khayma.com

التصانيف

التقنيات    سلوك إنساني   علم النّفس   العلوم الاجتماعية