لا نتجنى على أحد، ولا نسعى للنيل من كائن أي كان، فربما هناك من الأسباب غير المعلومة لدينا ما أدى بأسرة الطفلين إلى تركهما بمفردهما في السيارة، إلا أنه ومع ذلك، فنحن - فقط - نرصد وقائع حياتية، ونحاول بحث جوانبها غير المضيئة، لنعيدها إلى جادة الصواب، وبؤرة الضوء الصحيح، فالواقعة مؤلمة، وتأخذ بمشاعرنا التي تأذت منها إلى ساحة واسعة من ذكريات الوقائع الشبيهة نسبياً، فمن الأسر من يترك الأبناء في المنازل بمفردهم أو مع خادمات، وتحكم أيضاً إغلاق الأبواب عليهم، وما أدرانا ما قد يحدث، ومنهم من يتركون الصغار في صالات الألعاب في المراكز التجارية وغيرها بمفردهم، معتقدين وهماً انهم في مأمن، رغم أن السقوط من اللعبة هذه أو تلك وارد الحدوث، والايذاء الجسدي فضلاً عن النفسي في مقدمة التبعات .
التساؤلات تتسابق في أذهاننا، إلا أن منها تساؤلاً أولياً حزيناً ألا وهو: إلى متى يمكن أن نعرض أطفالنا بإهمالنا، وإن كان غير متعمد، إلى المخاطر؟ إلى متى سنظل بعيدين عن المساءلة، اعتماداً على توفر حسن النية، والقصد الطيب؟ وكيف يمكن أن ننجح في محو الآثار والتبعات التي نجمت عن واقعة احتراق طفلي أبوظبي، وغيرها من المشابهة لها، والمختلفة عنها نسبياً في التفاصيل، من نفوس الأبرياء الصغار الذين تعرضوا لذلك؟ وهل من الممكن مثلاً أن ينمو أطفالنا الذين تأذى منهم من تأذى من أفعال وتصرفات غير مقصودة ارتكبناها معهم في صغرهم، وهم أسوياء فكراً وتكويناً ومشاعر؟ هل من الممكن ان ينجحوا مستقبلاً في تكوين أسر مستقرة؟ الحقيقة في هذه القضية لا يمكن إغلاق باب التساؤلات بسهولة، لأن الأمر برمته يمس حبات قلوبنا، لكننا في التحقيق التالي نضع إجابات لأسئلة أخرى ربما تدور في الذهن وإن لم تطرح .
المراجع
bawaba.khayma.com
التصانيف
حياة العلوم الاجتماعية علم النّفس