تدريبُ الطفل على الصيام
يجب الصيامُ شرعاً عندَ البلوغ، لكن ليس من الحكمة تركُ الطفل دون تدريب، حتَّى إذا بلغَ فاجأته بالأمر. ولهذا، كان تدريبُ الأطفال على الصيام أمراً مستحبَّاً وسنَّة متَّبعة منذ عهد الصحابة؛ ففي الصحيحين من حديث الرُّبيع بنت معوِّذ: (فكنَّا بعد ذلك نصومه - تعني يومَ عاشوراء - ونصوِّم صبياننا الصغار منهم،
إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبةَ من العهن - أي القطن - فإذا بكى أحدُهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتَّى يكون عندَ الإفطار). والطفلُ يحبُّ أن يرى نفسه كبيراً، يفعل كما يفعل الكبار، فلا تحرمه من هذا الإحساس، بل إنَّ من حقه أن يصومَ. ولا تخلط بين الرأفة والشفقة عليه، وبين ما يجب على الوالدين من تدريب أطفالهم على شؤون الحياة عامَّة، الشرعي منها والدنيوي.
كيف ندرِّب الطفل على الصيام؟
بالتدريج، ويُبدَأ معه من السابعة، فهي سنُّ التمييز. ثم يترقَّى في عدد الساعات سنةً بعدَ سنة، مع مراعاة ظروفه الصحِّية الخاصَّة ومدى قدرته على التحمُّل.
وهناك طرائق وكيفيات متعدِّدة، منها:
ألاَّ يصومَ اليومَ كاملاً، بل يصوم جزءاً منه، من أوَّله حتى الظهر، أو وهو أحسن يُفطِر الصباح ثمَّ يصوم من الظهر حتَّى المغرب كي يفطرَ مع الأسرة.
أن يصومَ صيامَ الماء، فيسمح له بالماء والعصير فقط دون الأكل.
ولابدَّ من مراعاة نفسيَّات الأطفال؛ فبعضُهم لا يحبُّ "صيام الأطفال
". لكن على الوالدين أن يردِّدا عليه أنَّ "ربِّي يحبُّ الأطفالَ ويسامحهم"، و "إذا جاعوا يمكن أن يأكلوا، فالله لا يؤاخذهم | )، ونحو ذلك.
فلنكن قدوةً حسنة لأطفالنا
يجب أن نتذكر أنَّ الطفل أمهرُ آلة تسجيل في الدنيا ولهذا: يجب ألا نُظهر التأفُّف والتذمُّر من الصيام. وألا تُمضِ النهار كلَّه نائمين، ونسهر في الليل.. يجب علينا الامتناع عن التدخين في رمضان وفي غيره .. وأن نضبط أعصابَنا ونتجنب الانفعال.. يجب ألا نترك وجبةَ السحور. وأن نوقط الطفل للسحور؛ فلذَّةُ الاستيقاظ للسحور أهنأ من لذَّة النوم |
المراجع
موقع " الخيمة العربية "
التصانيف
حياة صحة صحة الأطفال العلوم التطبيقية
| |