دي بورمن

دي بورمون (2 سبتمبر 1773 - 30 جانفي 1846): كان جنرالا في جيش نابليون بونابرت. قام شارل العاشر  بتعينه وزيرا للحربية قاد الحملة الفرنسية على الجزائر عزل وعـوضه كوزير على الجزائر. كما انه عشية احتلال فرنسا للجزائر وتوقيع معاهدة الاستسلام قام باصدار بيان يعد فيه الجزائريين ودايهم بحمايته وعدم المساس بممتلكاتهم الذي لم يكن فعليا على ارض الواقع.

حيث كان إنزال الفرنسيين في شبه جزيرة سيدي فرج من طرف جيش أفريقيا الفرنسي يقوده الجنرال "دي بورمن" بتكليف من شارل العاشر ملك فرنسا بتاريخ 14 جوان 1830م على بُعد 30 كلم عن قصبة الجزائر يهدف إلى اقتحام خلفي لقلعة مدينة الجزائر التي كانت سمعتها الحصينة معروفة منذ الهجوم الفاشل للقوات البحرية الإسبانية عليها بقيادة كارلوس الخامس ما بين 21 و25 أكتوبر 1541م

وكان "بيار بيرتيزين" أول قائد عسكري من فرنسا ينزل على أرض أفريقيا بتاريخ 14 جوان 1830م حيث استحوذ في نفس اليوم على "البرج التركي" في سيدي فرج الذي كانت تحرسه ما بين 13 و16 قطعة مدفعية من عيار 16 مم بالإضافة إلى قطعتين من الهاون[5].فصادف الفرنسيون مجموعة صغيرة من حراس الساحل العاصمي الجزائريين تم التغلب عليهم بسرعة وسهولة، وأمام أخبار تقدم الجيش الفرنسي نحو مدينة الجزائر قام حوالي 1.000 ساكن جزائري بالبدء في مغادرة أسوار القلعة[6].وأثناء ذلك قام الداي حسين بجمع جيش مقاومة مكون من جنود الإنكشارية مدعومين بفيالق مستقدَمة من دار السلطان ومن البايات في بايلك الغرب وبايلك التيطري وبايلك الشرق .

كما وتم وضع هذه القوات الجزائرية تحت قيادة "الآغا إبراهيم" بتعداد بلغ ما بين 30.000 و50.000 جندي مقاوم، رغم أن هؤلاء الرجال لم يكونوا محضرين لمقابلة ومقاومة هذه الحملة الفرنسية المدججة بالأسلحة المتطورة[8].وقد كانت عاصفة رعدية قوية هبت على الجنود الفرنسيين بتاريخ 16 جوان 1830م كادت أن تجهز على قوات "بيار بيرتيزين" مثلما فعلت مع قوات كارلوس الخامس من قبل ما بين 21 و25 أكتوبر 1541م[9].ففي غضون لحظات قليلة ابتلت ذخائر قوات الاحتلال الفرنسي مما أدى بالجنرال "دي بورمن"، خوفا من هجوم المقاومين الجزائريين في هذه الظروف العصيبة، بأمر جنوده بالتقهقر نحو ساحل سيدي فرج

إلا أن الجنرال "بيار بيرتيزين" التقى بالجنرال "دي بورمن" حينها ليعطيه ملاحظات حول كون حركة التراجع القهقرى ستكون لها مساوئ أكثر من سلبيات مواصلة التقدم نحو مدينة الجزائر، حتى إن اقتضى الأمر من الجنود استعمال الحراب فلن يترددوا في ذلك لحظة[11].فأذعن الجنرال "دي بورمن" لهذا الرأي بعد إصرار الجنرال "بيار بيرتيزين" عليه، وإذا بالقوات الفرنسية تتحرك من جديد صوب قصبة الجزائر

معركة سطاوالي (1830)

اندلعت معركة سطاوالي بين الفرنسيين بقيادة الجنرال "بيار بيرتيزين" والجزائريين بتاريخ 19 جوان 1830م وأدت إلى احتلال سطاوالي.ذلك أن قوات الاحتلال الفرنسي بقيت ماكثة غير بعيد عن شبه جزيرة سيدي فرج بعد إنزالها بتاريخ 14 جوان 1830م في انتظار وصول عتاد فرض الحصار على قصبة الجزائر قبل اقتحامها، إلا أن هذا العتاد والعدة تأخر قدوم السفن التي تحمله إلى الساحل الجزائري.

خلال ذلك كانت قوات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي تتقوى في إيالة الجزائر قبل أن تتجمع الفيالق المتوافدة من دار السلطان وبايلك الغرب وبايلك التيطري وبايلك الشرق بقيادة زعيم الإنكشارية "الآغا إبراهيم" وأحمد باي القسنطيني على مستوى "مخيم سطاوالي" بتاريخ 15 جوان 1830م مقابل القوات الفرنسية التي واصلت إنزالها من السفن على ساحل سيدي فرج.وكان باي المدية المدعو حاج علي مصطفى بومرزاق هو النائب المساعد المباشر لقائده "الآغا إبراهيم" 

أما عن "فيلق آغا إبراهيم" فكان متالف من 3.000 إنكشاري تركي، و5.000 كرغلي، و6.000 موريسكي من مدينة الجزائر، وقوات بايلك التيطري، و6.000 زواوي من منطقة القبائل، أي ما مجموعه أكثر من 20.000 جندي جزائري قام فيلقهم بمهاجمة مجموعة الجنرال "بيار بيرتيزين".وأما بالنسبة لـ"فيلق باي قسنطينة" فقد كان يضم 1.000 إنكشاري تركي، وفيلق قسنطينة، وفيلق وهران، و6.000 زواوي من منطقة القبائل، أي ما مجموعه أكثر من 20.000 جندي جزائري قام فيلقهم بمهاجمة مجموعة الجنرال "نيكولا لوفيردو".وتم كذلك تدعيم مواقع هؤلاء المقاومين الجزائريين، الذين بلغ تعدادهم بتاريخ 18 جوان 1830م أكثر من 40.000 جندي مقاوم، عبر خطوط دفاع ضد الفرنسيين بواسطة المدافع والهاون.ولم يكن إنزال القوات الفرنسية قد اكتمل بَعْدُ حتى تم إخبار الجنرال "دي بورمن" بأن القوات المقاوِمة الجزائرية قد نصبت خطا من المدفعية الهجومية غير بعيد عن "مخيم سيدي فرج" أثناء الليلة ما بين 18 و19 جوان 1830م.

فقرر الجنرال "دي بورمن" المبادرة إلى الهجوم على "مخيم سطاوالي" قبل أن يتم مباغاتتهم ومفاجئتهم في هجوم مضاد من المقاوِمين الجزائريين.وبالفعل، انطلق هجوم المقاومين الجزائريين من "مخيم سطاوالي" على قوات الجنرال "بيار بيرتيزين" عند مطلع فجر يوم 19 جوان 1830م، إلا أن الجنود الفرنسيين استطاعوا صد الهجمة الجزائرية بعد بعض الساعات من الاشتباك.وكانت نتيجة "معركة سطاوالي" هزيمة الجزائريين واستحواذ الفرنسيين على سلاح مدفعيتهم وعلى "مخيم سطاوالي" أين اتخذوا منه مقر ثكنة استقروا فيها.

معركة سيدي خالف (1830)

تعد "معركة سيدي خالف" بتاريخ 24 جوان 1830م ثالثَ مواجهة بين الجزائرينن بقيادة "الآغا إبراهيم" والفرنسيين بقيادة الجنرال "لويس دي بورمن" بعد عشرة أيام من "إنزال سيدي فرج" بتاريخ 14 جوان 1830م ذلك أن قوات الاحتلال الفرنسي التي تم إنزالها على ساحل الجزائر أثناء الحملة الفرنسية على الجزائر قد واجهت في منطقة "سيدي خالف"، التي صارت الشراقة بعد ذلك، جنود "الآغا إبراهيم" الذي كان يقود الإنكشاريين التابعين لسلطة الداي حسين[

حيث  كانت خسارة الفرنسيين في هذه المعركة متمثلة في 480 جريحا و60 قتيلا ما بين ضابط وجندي من بينهم الابن الثاني من الأبناء الأربعة المرافقين للماريشال "لويس دي بومرن" (بالفرنسية: Louis de Bourmont)‏ في الجزائر، الذي سقط قتيلا، والمسمى "أميدي دي غاسن دي بورمن" (بالفرنسية: Amédée de Ghaisne de Bourmont)‏[21] · ولعل هذه المواجهة الدموية بين جنود مملكة فرنسا من جهة، وجنود إيالة الجزائر من جهة أخرى، في منتصف المسافة بين شبه جزيرة سيدي فرج وبين مدينة الجزائر كانت حادثة فاصلة في مسار الاحتلال الفرنسي للجزائر

سقوط مدينة الجزائر (1830)

 كما تقدم الجنرال "دي بورمن" باتجاه مدينة الجزائر حتى تم حصارها وإسقاطها بتاريخ 5 جويلية في سنة  1830م.وبمناسبة احتلال مدينة الجزائر، قام شارل العاشر ملك فرنسا بإرسال عصا ماريشال فرنسا لمكافأة وترقية الجنرال "لويس دي بورمن" إلى رتبة عسكرية جديدة في الجيش الفرنسي.


المراجع

areq.net

التصانيف

مواليد 1773  وفيات 1846  عسكرية فرنسا   التاريخ