طفلك كيف يتجنب الشعور بالخجل ؟
يبرز الخجل عند الطفل بأشكال متنوعة . ولكن قد نرى ذلك بوضوح عندما نجده يختبأ خلف والدته، أو لا يترك يد والده عند الخروج من المنزل إلا نادراً. وكذلك قد يظهر ذلك عندما ترى الطفل يتمتم بكلمات وبصوت خافت عندما يسأله طفل آخر: «هل تود اللعب معي». بحيث لا يمكّنه خجله من التواصل مع أي شخص غريب، وتراه يرفض الأمر بشكل قاطع، حتى وإن كانت الدعوة له تحت عنوان اللعب، أو مشاركته في النشاطات المحببة له
فما هي أسباب هذا الخجل؟ وما هي النصائح التي يقدمها المتخصصون لك لمواجهة هذه المشكلة التي تعانين منها مع طفلك؟
اسباب الخجل:
غالباً ما يخاف الطفل الخجول من اغلب الاشياء . فهو يتوقع دوماً حدوث الأخطار، حتى وإن لم تحدث معه فعلاً من قبل. كما أنه من الناحية النفسية، يعاني من فقدان الثقة بذاته وبقدراته. وقد يكون للخجل أسباب عدة:-
- وراثية: يظن بعض الباحثين أن هذا السلوك الذي يوصف بالحساسية الزائدة تجاه المحيط، ما هو إلا نتيجة طبيعية لخريطة وراثية، تشكلت عند الطفل قبل ولادته وقدومه للحياة.
- مكتسبة: قد نرى بعض الأطفال يتصرفون بصورة طبيعية في المراحل الأولى من طفولتهم. ثم ما يلبثون أن يظهروا تغيراً مفاجئاً في سلوكهم. فيصبح الخجل وسيلة عفوية ينتهجها الطفل، للتأقلم مع تجارب سلبية مربكة مرت بهم وخلقت بداخلهم مشاعر خوف وترقب دائمة.
- التماهي: كما نعلم، فإن الأم والأب هما الأساس في تربية الطفل وتقويم سلوكه. وقد يكون الأمر غير مستغرب عندما ترى طفلاً يحاول تقليد أحد والديه، الذي يعاني من مشكلة الخجل. ويكون هذا التماهي بالنسبة له أمراً محموداً، وقد تجد صعوبة في إقناعه بعكس ذلك فيما بعد، كون الطفل يرى الأهل أنهم المثال الذي يجب الاقتداء به.
- التربية القاسية: إن أسلوب التربية الصارم الذي ينتهجه البعض خلال التعامل مع أطفالهم، يشكل أحد الأسباب التي تدفع بالطفل إلى الخوف والخجل، لأنها تحد من قدرته على التعبير والتصرف بعفوية. فالطفل يكون حينها مجبراً على إطاعة الأوامر وعدم مناقشتها في سبيل إرضاء أهله، مما يخلق لديه حالة من الرهاب، الذي ينسحب تالياً على علاقته بجميع الناس.
كلمات تجنبها مع طفلك الخجول:
يلزم الطفل الخجول الاحساس بالدعم من قبل الأهل، وبكونهم مؤمنين به. لذلك عليك الانتباه إلى الأسلوب الذي تتوجه به للحديث معه. تجنب الأحكام التالية: «أنت لن تنجح أبداً»، «أنت ما زلت صغيراً حتى تتمكن من فعل ذلك»، «أنت لا تعرف كيف تنجز هذا الأمر». والاستعاضة عن ذلك بتشجيعه إذا ما قام ببذل المجهود مثل: «هيا أكمل»، «حاول مرةً ثانيةً وسوف تنجح»، «أنا أثق بقدراتك». فكل ذلك يعد من التربية الإيجابية، التي تنهض بعقل وهمة الطفل ولا تحطمه.أيضاً احذر من إصدار الحكم المطلق بحقه. كأن تصفه باستمرار بأنه «طفل خجول»، وعبر عن ذلك بطريقة أخرى، كأن تقول لأصدقائه وأقاربه «طفلي ما زال خجولاً | » فذلك سوف يجعله يفهم بأن ما زال بإمكانه التغيير، وأن خجله سوف يزول في وقت من الأوقات.
الطفل الخجول والمحادثة عبر الإنترنت:
قد يحس الطفل الخجول براحة أكبر وهو يقوم بمحادثة الآخرين عبر مواقع الإنترنت. إلا أن الدراسات أشارت إلى أن تشجيع الطفل على القيام بهذا السلوك كخطوة لحل مشكلته، لا يعطي نتائج إيجابية. فمن خلال بحث أجري على عينة من الأطفال، تبين أن تلك المحادثات زادت من مشكلة الانطواء والخجل لديهم، بحيث إنهم تجرؤوا على التواصل مع آخرين، إلا أنهم كانوا يتعاملون واقعاً مع أشخاص غير معروفين. وخلصت الدراسة إلى أن الاحتكاك بأشخاص حقيقيين، هو السبيل الوحيد لمساعدة الطفل الخجول.
نصائح لمساعدة طفلك:
1- لا تجبري طفلك على أن يصير صديقاً لأطفال أنت تختارينهم. ولكن بالمقابل، يمكنك دعوة صديقاتك اللواتي لديهن أطفال من سنه إلى منزلك. فقد تكون هذه استراتيجية هادئة لتأسيس صداقات جديدة عنده.
2- لا تتردي في مدح طفلك عندما ينجح في أمر ما.
3- أعطي طفلك الفرصة لتجربة نشاطات جديدة حتى يكتشف مواهبه الدفينة.
4- قومي بالاقتراح على طفلك إعطاء قرارات خاصة به. وقد تكون قرارات بسيطة مثل أن تسأليه: ماذا تريد أن تأكل على الغداء، أين تريد أن نتنزه اليوم...؟
5- حيوان أليف في المنزل قد يعطي آثاراً إيجابية، من خلال مساعدة الطفل على تحمل المسؤولية وأخذ المبادرة.
6- عبري لطفلك دوماً بأنك تحبينه أكثر من أي شيء آخر. فهذا سوف يعطيه الدعم ليكون الأفضل.
7- اخترعي لطفلك قصصاً يتمكن الاندماج بها. كقصة صبي يحب أن يلعب بمفرده دائماً في ساحة القرية.. أو قصة فتاة تبني قصوراً من الرمل ثم يأتي أطفال لهدم ما بنته.. فطفلك سوف يتعاطف تلقائياً مع شخصية الطفل الخجول في القصة، وسوف يحاول أن يجد له الحلول لمساعدته في سير أحداث القصة.
المراجع
albayan.ae
التصانيف
علم النفس تصنيف :علم النفس الاجتماعي العلوم الاجتماعية أساليب احتياجات نفسية للاطفال
|