الرضاعة الصناعية.. خيار تغذية الرضع في حالات  

 

د. كريم مأمون

يحتاج الطفل بعد ولادته إلى غذاء حتى ينمو ويكبر، لذلك تقوم الأم بإرضاعه منها طبيعيًا، ويعتبر حليب ثدي الأم أفضل أنواع الحليب الذي يتناوله الرضيع، إذ يودع الله فيه كل ما يحتاجه الجسم من غذاء وما يكسبه المناعة والصحة، فضلًا عن الفوائد النفسية التي تربط الأم بطفلها وتمنحه السكينة والهدوء والاطمئنان، ولكن قد تحدث بعض الظروف التي لا تستطيع المرأة فيها إرضاع طفلها بشكل طبيعي، ما يستلزم وجود بدائل أخرى، وأهم هذه البدائل هو الحليب الصناعي.

ولذلك سنحاول أن نسلط الضوء هنا على أهم المزايا والعيوب التي تحملها فكرة تغذية الرضع باستعمال الحليب الصناعي، وأن نعطي بعض الإرشادات لتصبح الأم قادرة على معرفة كمية الحليب الصناعي المناسبة للطفل في كل وجبة، وعدد الوجبات اليومية، وكيفية تحضير وحفظ الحليب الصناعي بشكل صحيح.

 
ما المقصود بالرضاعة الصناعية
هي استخدام الحليب المجفف المصنع أو الحليب البقري مع حليب الأم أو بدلًا عنه، وتكون أصناف الحليب المجفف المصنع قريبة من حليب الأم، ويمكن استخدامها منذ الولادة عند الحاجة، أما الحليب البقري أو ما يشابهه من أنواع الحليب المجفف فيجب عدم اللجوء إليه إلا في الضرورة وبعد السنة الأولى من العمر.

متى يتم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية

تكون الرضاعة الصناعية هي الحل في بعض الحالات الخاصة التي  تمنع فيها الأم من إرضاع طفلها بسبب مرضها أو ضعفها، والحالات التي تكون فيها لدى الرضيع مشكلة ما تمنعه من الرضاعة من الثدي، ولكن الاستخدام الأكثر شيوعًا للرضاعة الصناعية عندما لا تكون الأم قادرة على تقديم الإمداد الكافي من الحليب، ما يؤثر على نموه الطبيعي، ومن العلامات التي تدل على حاجة الرضيع للحليب الصناعي:

جوع الطفل: إذا كان الطفل حديث الولادة جائعًا، يمكن ملاحظة أنه يمتص شفتيه أو أصابعه ثم ينتهي به الأمر إلى البكاء، أو أنه يستمر بالمص من ثدي أمه لفترات طويلة ومتواصلة دون أن تظهر عليها علامات الشبع كالنوم أو المرح والسعادة بعد الرضاعة.

عدم كسب الوزن بشكل صحي: حيث يفقد المواليد بعض الوزن خلال أول أسبوعين بعد الولادة، ثم يبدؤون في اكتسابه مجددًا بعد ذلك بنمط منتظم حتى نهاية العام الأول.

وبشكل عام في الحالات الطبيعية يأكل الأطفال عندما يكونوا جائعين، ويتوقفون عندما يشعرون بالشبع، فلا داعي لإجبار الطفل على أخذ الحليب المساعد إلا عند التأكد من حاجته له.

ما مزايا الرضاعة الصناعية

1. مشاركة الأب بالرضاعة إضافة إلى الأم، وبذلك يحدث ارتباط عاطفي للطفل بالأب، وربما بباقي أفراد العائلة لمشاركتهم في تغذيته.

2. مساعدة الأم في إيجاد مساحة من الوقت تنجز فيها أعمالًا أخرى بجانب رعاية طفلها.

3. معرفة كمية الحليب التي يتغذى عليها الطفل.

4. إمكانية تناول الأم الأطعمة والأدوية المختلفة (في حال كانت لا ترضع طفلها أبدًا).

5. نوم الطفل لفترات أطول من الذي يرضع طبيعيًا فقط.

6. الوقت الذي يقضيه الطفل في الرضاعة أقل من رضاعة الثدي.

ما مساوئ وأضرار الرضاعة الصناعية؟

1. لا يرقى الحليب الصناعي إلى ميزات حليب الثدي الطبيعي بما يحتويه الأخير من هرمونات وأنزيمات ومغذيات أساسية لجسم الطفل، لذلك قد تؤدي الرضاعة الصناعية إلى حدوث نقص بالمغذيات مثل الأوميغا 3 المهم لنمو وبناء خلايا المخ لديه، والأحماض الأمينية اللازمة في عملية بناء الجهاز العصبي للرضيع، ونقص بمعادن الحديد والكالسيوم، كذلك لا يحتوي الحليب الصناعي على الهرمونات والأنزيمات التي يحتاجها جسم الطفل خلال عملية النمو والبناء للحفاظ على صحته وحياته، والتي يوجد منها في حليب الأم أكثر من خمسين نوعًا.

2. عدم احتواء الحليب الصناعي على الأجسام المضادة والمناعية، والتي بدورها تزيد من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الأمراض، وهذا يجعل الرضيع أكثر عرضة للمرض، ويزيد من نسبة الوفيات بين الرضع.

3. يؤدي احتواء الحليب الصناعي على المعادن الثقيلة إلى زيادة خطورة الإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان المعدة، وبأمراض القلب، وأمراض المناعة الذاتية، كذلك يزيد من انتفاخ والتهابات ومغص المعدة عند الرضيع.

4. احتمال إصابة الأطفال بحساسية من الحليب الصناعي.

5. زيادة احتمال مخاطر التلوث.

6. زيادة الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال.

7. زيادة التهابات منطقة الحفاض.

8. الإصابة بتسوس الأسنان.

9. يسبب الحليب البقري المجفف إصابة الطفل بمرض السكري، وذلك لخضوعه خلال عملية التصنيع لدرجات الحرارة العالية، والتي تزيد من احتوائه على السموم المحفزة للإصابة بهذا المرض.

10. يأخذ جهدًا في الإعداد والتحضير والتنظيف.

11. مكلف ماديًا.

ورغم ذلك يمكن أن نخفف من أضرار الرضاعة الصناعية في حال التزمت الأم بإعطاء رضيعها الحليب المناسب لعمره، والكمية المناسبة لوزنه، وقامت بتحضير الوجبة بطريقة صحية صحيحة، وهذا ما سنتطرق إليه في مقال العدد المقبل.


المراجع

enabbaladi.net

التصانيف

تصنيف :مسائل اجتماعية    العلوم التطبيقية   الرضاعة