البَســـتَنة التجارية عمليَّة زراعة الخضراوات أو الفاكهة أو كلتيهما من أجل بيعها بالأسواق، وتُسمَّى البستنة التجارية في شمال أمريكا زراعات الشاحنات، وبساتين الأسواق غالبًا قطع أراضٍ صغيرة فيها أقسام لأنواع الخضراوات المختلفة، وتمد البستنة التجارية الناس الذين يعيشون بالمدن الكبيرة في كل بقاع العالم بالإنتاج الطَّازج. وقد أدى تحسين وسائل المواصلات واستخدام الثَّلاجات لحفظ الفاكهة والخضراوات إلى الحدِّ من اعتماد قاطني المدن على الإنتاج الذي يُزْرع محليًا. ويشكل العديد من بساتين الأسواق الحديثة مشروعات تجارية كبيرة، وتعمل على توفير كميات كبيرة من المحاصيل مثل الخس أو الطماطم. أنواع بساتين الأسواق. يوجد، بصفة عامة، نوعان من بساتين الأسواق. فالمشروعات التِّجاريَّة الصَّغيرة التي تقع بالقرب من المدن تقوم بإمدادها بالخضراوات أو الفاكهة في مواسمها، ومعظمها صغير، وتقوم بزراعة أنواع عديدة من المنتجات. أما النَّوع الآخر من بساتين الأسواق فقد يكون بعيدًا جدًا عن المدينة، وهو كبير ويعتمد على وسائل المواصلات في حمل المنتجات إلى الأسواق. وتتخصص بساتين الأسواق الكبيرة في نوع واحد أو أنواع قليلة من المنتجات. وتقوم الشَّركات التِّجارية في الأقاليم الدَّافئة مثل كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة، أو جزر القناة في جنوب بريطانيا بإنتاج الخضراوات والفاكهة بغرض شحنها للأقاليم الشَّمالية الباردة حيث يكون موسم زراعة تلك المحاصيل قصيرًا. بستانيو الأسواق يقومون بزراعة الخضراوات والفاكهة من أجل بيعها بالأسواق، وتتم زراعة الأناناس في بانكوك وتايلاند كما في الصُّورة اليمنى، والطَّماطم بمنطقة باريس في الصُّورة اليسرى، ويتم نقلها إلى المدن حيث يمكن بيعها في أسواق الشَّوارع. كيف تعمل بساتين الأسواق. إنَّ العديد من المزارعين يقومون بشحن وتسويق منتجاتهم من خلال الجمعيات التَّعاونية. ويعدُّ هذا الأسلوب أقل سعرًا وأكثر كفاءة من أن يقوم كل مزارع بتغليف وشحن محاصيله بمفرده. ويقوم بعض المزارعين ببيع منتجاتهم على قوائم في جنبات الطريق أو في أسواق الشَّوارع، حيث يقوم بعضهم ببيع منتجاتهم مباشرة إلى الوسطاء مثل المنظمين أو بائعي الجملة أو التَّجزئة. وتتطلب زراعة الخضراوات والفاكهة رعاية أكثر من محاصيل الحقول، كما أنَّ حصادها أيضًا يكون أكثر صعوبة من محاصيل الحقول. أدى استخدام البيوت المحمية والأساليب الفنيَّة الحديثة إلى تغيير في البستنة التجارية منذ القرن التاسع عشر ويمكن للمزراعين حاليًا تسويق محاصيل السلَطة مثل الطَّماطم والخس التي كانت زراعتها موسمية. واستخدام وسائل المواصلات الجوية يعني أنه يمكن إرسال الفاكهة والخضراوات والزُّهور من دولة لبيعها في اليوم التالي في دولة أخرى. نبذة تاريخية. كان العديد من النَّاس قبل تطوير البستنة التجارية يقومون بزراعة الفاكهة والخضراوات على قطع أراض صغيرة قريبة من منازلهم، حيث كانوا يزرعون المحاصيل الصَّيفية في موسمها، ويقومون بتخزينها في الشتاء. وبعد أن ازداد حجم المدن كما هو الحال في لندن ـ وذلك في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ـ نشأت بساتين الأسواق حول نطاق المدينة. وتقوم بساتين الأسواق بإمداد قاطني المدن الذين ليس لديهم أراض خاصة حيث يمكنهم زراعة الخضراوات والفاكهة. وقد بدأت بساتين الأسواق الصِّينية في أستراليا في الوقت نفسه الذي اشتد فيه الضَّغط على الذهب في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. أصبح بستانيو الأسواق مع انتشار الطّرق والسكك الحديدية يعملون في العديد من النواحي التي تتميَّز بظروف جيدة وتربة جيدة للزراعة، وجعلت ثلاجات عربات السِّكك الحديدية والشّاحنات من السَّهل توزيع المنتجات القابلة للتَّلف على الأسواق التي توجد حول المدينة، حيث يمكن للخضراوات والفاكهة أن تصل إلى الأسواق وهي طازجة تقريبًا، مثلما كانت وقت حصادها. واستخدام الرَّي في المناخ الدافئ يعني أنه يمكن الاستمرار في زراعة الخضراوات والفاكهة طوال العام. كما أصبحت البستنة التجارية حاليًا نشاطًا تجاريًا رئيسيًا في الدُّول الصِّناعية ذات العدد الكبير من سكان الحضر. وتكون البستنة التجارية بالدول النَّامية غالبًا صغيرة ويعتني بها أفراد الأسرة حيث يقومون بزراعة الخضراوات والفواكه على قطع أراضٍ صغيرة خاصة بهم بغرض إطعام أنفسهم أساسًا.

المراجع

www.mawsoah.net/maogen.asp?th=0$$main&fileid=startالموسوعة العربية العالمية

التصانيف

اصطلاحات