البستاني، سليمان، ولد عام 1273هـ، وتوفي عام 1344هـ. هو سليمان بن خطار بن سلوم البستاني، عالم وأديب وسياسي لبناني الجنسية. التحق بالمدرسة الوطنية في مدينة بيروت وهو في سن السابعة، ولزمها ثماني سنوات، أصبح خلالها ضليعًا في اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وبعض العلوم الأخرى. ذاعت شهرته وهو في العشرين من عمره، فدُعِي إلى البصرة لإنشاء مدرسة فيها وأقام في العراق ثماني سنوات، ثم عاد إلى بيروت وسافر إلى الآستانة ثم مصر ثم الهند، ثم رجع إلى دولة العراق حيث تزوج في بغداد. بعد سنتين، سافر إلى الآستانة وأقام فيها سبع سنوات، ثم عاد إلى مصر سنة 1896م ونشر ترجمة الإلياذة سنة 1904م.
رجع إلى مدينة بيروت سنة 1908م، بعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية، فانتخب مبعوثًا عن بيروت في المجلس النيابي العثماني. وقد انتدبته الحكومة العثمانية إلى أوروبا في مهام رسمية، ثم عهد إليه بوزارة الزراعة عام 1913م، واستقال منها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى. وسافر بعدها إلى سويسرا ومكث هناك خمس سنوات، ثم غادرها إلى مصر حيث أقام هناك حتى عام 1924م.
ذهب عام 1925م إلى أمريكا لعلاج عينيه، ولكنه فقد بصره، ولم تَطُلْ حياته بعد ذلك حيث توفي في الأول من يونيو سنة 1925م في أمريكا، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه قرية إبكَشْتين في لبنان.
اشتهر سليمان البستاني بقوة العزيمة وعلو الهمة وحب الأسفار، كما عُرف بدماثة الأخلاق وطيب المعاشرة والزهد في المال والألقاب التي كانت توفّرها له مناصبه في الدولة العثمانية.
عرف بقوة الحفظ، وقد ساعده ذلك على إجادة عدد كبير من اللغات الأجنبية.
من أهم آثاره ترجمته إلياذة هومر في نحو أحد عشر ألف بيت، والمقدمة التي وضعها لها في نحو مائتي صفحة، تحدث فيها عن كل ماله صلة بالإلياذة وترجمتها إلى العربية.