الوُعاة في طبقات اللُّغويين والنُّحاة من مصنّفات القرن التاسع الهجري. ألّفه الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي (ت911هـ، 1505م)، العالم الفذ المتنوّع العلوم والمعارف المعروف بغزارة الإنتاج حتى بلغت مصنّفاته نحو 500 كتاب.
هذا الكتاب من المصنّفات المطوّلة التي تَرجمت لعلماء النحو واللُّغة. وقد بذل السيّوطي جهدًا كبيرًا في جمع المادة واستقراء مصنّفات الأقدمين واستيعابها واختصار ماورد فيها وتلخيصه. وسرد السيوطي أسماء عدد ممَّن ألّفوا في التراجم وعرض لكتبهم بالنقد والتقويم ذاكرًا مالها وما عليها مفيدًا مما ورد فيها. وأشاد بكتاب أبي بكر الزُّبيدي طبقات النحويين واللّغويين. عدّد السيوطي طائفة من الكتب المصنّفة في تراجم الرجال أفاد منها في كتابه هذا وبعضها ممّا لم يصل إلينا. وفّى السيوطي جانبي الموضوعية والأمانة العلمية بذكره المصادر التي استمدّ منها كتابه.
اجتمعت للسيوطي مادة غزيرة هي خلاصة تراجم رجال العربية خلال ثمانية قرون مضت، واختصرها اختصارًا قد لا يكون مفيدًا للباحثين، أحيانًا. فكثيرًا ما كان يذكر اسم المُتَرجم له ثم يضيف معلومات مقتضبة جدًا. لذلك احتوى الكتاب على قدر كبير من التراجم يزيد على 2,200 ترجمة، وهو عدد لم يبلغه أحد، علمناه، ممّن صنّف في تراجم أهل النحو واللغة.
استفاد السيوطي من مناهج السابقين فأخذ بها في كتابه، وقد اتبع الترتيب المعجمي، فرتّب المترجم لهم على الحروف، ولكن الجديد في ترتيب الكتاب أنه افتتحه بتراجم المحمدين ثم الأحمدين، إجلالاً لاسمي الرسول ³. ثم رجع بعد ذلك إلي الترتيب مرة ثانية فبدأ بالأسماء المبدوءة بالهمزة.
تفرّد السيوطي بإلحاقه عددًا من الأبواب في تراجم أخرى جعلها على نسق مختلف مثل باب الكُنَى والألقاب وباب النسب والإضافات وباب المتفق والمفترق من الأسماء. وهذا الأخير أشبه بطريقة الآمدي في كتابه المؤتلف والمختلف.
تنبع أهمية هذا الكتاب من اشتماله على أكثر تراجم النحاة واللغويين، كما أن له فائدة أخرى تتمثّل في احتوائه على تراجم المتأخرين في القرنين الثامن والتاسع الهجريين الذين خلت من تراجمهم المصنّفات السابقة فأصبح الكتاب تكملة لما سبقه.
صدر الكتاب في أكثر من طبعة منذ عام 1908م وآخرها مُحقق ومذيّل بفهارس جيدة.
المراجع
alencyclopedia.net
التصانيف
فنون أدب كتب