: تعتبر مسألة انفصال الأزواج في المغترب الكندي من اخطر الظواهر الاجتماعية السلبية التي لا تقف عند حدود تهديد وحدة العائلة فقط. فالأبناء يكونون الضحايا الأول، إذ تتلقفهم دور الحضانة بديلاً من آبائهم وأمهاتهم وتنشئهم على عادات وتقاليد وقيم وأفكار مختلفة . ويبدو ان ظاهرة انفصال الأزواج المنتشرة بين الكنديين انتقلت عدواها إلى ابناء الجاليات العربية وباتت من اهم العوامل التي تهدّد وحدة العائلات المقيمة والوافدة على السواء. ومرد ذلك اعتبارات عدة بينها أنّ بعض الأزواج يسيء فهم الحرية الشخصية وحدودها المتوافرة في المجتمع الكندي، أو يستسهل فسخ الحياة الزوجية او انه يستفيق متأخرا للثأر من زواج فاشل من دون التبصر بما تخلفه مثل هذه التصرفات المتهورة، من نتائج وخيمة تصيب الجميع سيما الأطفال. تشير الإحصاءات الكندية الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية في نشرتها السنوية لهذا العام، إلى أن انفصال الأزواج بين الكنديين أمر شائع جداً وينتهي كل زواج من اثنين بالانفصال. ولئن كان هذا الأمر طبيعياً بين الكنديين، فانه أمر نادر الحصول ومستغرب عادة في الأعراف والتقاليد العربية. إنّ اخطر ما يواجه أطفال المطلّقين أن يصبح مصيرهم في عهدة دور الحضانة الخاصة أو الرسمية كبديل قسري من تقاعس الآباء والأمهات وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية في التربية والعطف والحنان. فالاطفال في دور الحضانة يعيشون في مجتمع تتعدد فيه العادات والثقافات والتقاليد ويكتسبون بالممارسة اليومية مصطلحات وعبارات لا تخلو من البذاءة وتصرفات اقل ما يقال فيها انها اقرب الى الوقاحة من الجرأة، فضلاً عن تفتح عقولهم على الكثير من حالات الشذوذ الجنسي نتيجة الاختلاط المكشوف وغير الواعي. أمّا مصير من ينتهي بهم الأمر في دور الحضانة الرسمية نتيجة حكم قضائي ينهي مشروعية الأهل وأهليتهم في تربية أبنائهم، فهو اشد خطورة. هناك، يصبح الأطفال ملكاً للدولة التي تأخذ على عاتقها تنشئتهم وتأهيلهم واعدادهم، بما يتوافق مع فلسفتها في التربية والسلوك والأخلاق واعتبار كل منهم مشروع مواطن كندي ريثما يبلغ سن الرشد حيث يترك حراً ليفعل ما يحلو له من دون أي رقيب. أما تداعيات الانفصال على حياة الأطفال في المدارس، فقد كشفتها دراسة كندية صدرت تحت عنوان «مفاعيل انفصال الأهل على حياة أبنائهم الدراسية». وأظهرت معاناة أبناء الأزواج المنفصلين من ذوي «الاقليات المنظورة» من بينهم عدد كبير من التلامذة العرب الذين خضعوا لمعاينات نفسية وصفت نتائجها بـ»الهذيان المقلق» الذي ينسحب على مجمل تصرفاتهم اليومية ويصيبهم بحالات مرضية عدة، أهمها انفصام الشخصية وتعرضهم لنوبات عصبية بين الحين والآخر. كما يعانون من تأخر ملحوظ في درجاتهم العلمية وانطوائهم على ذواتهم وقلة مشاركتهم في النشاطات الرياضية والترفيهية.

المراجع

www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=1306موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

تصنيف :ابحاث