بالنظر إلى الأغذية الاساسية المتناولة في العالم، أمكن تقسيم شعوب العالم إلى أربع فئات: شعوب آكلة للقمح وأخرى للأرز وثالثة للذرة ورابعة للبطاطا. وبهذا تكون البطاط إحدى الأغذية الرئيسة والأقوات المهمة التي يقتات عليها قطاع كبير من شعوب الأرض وسكان كوكب الارض.
مقدمة:
يرجع تاريخ زراعة ثمرة البطاطا، واسمها العلمي Solanum tuberosum، إلى أمريكا الشمالية منذ قرابة 10,000 سنة. وقد كانت القارة البيضاء الأكثر زراعة واستهلاكا لهذه الدرنة النباتية، حيث انتشرت زراعتها في إسبانيا وبريطانيا منذ 1500 سنة، وكانت أوروربا منذ ذلك الوقت مصدراً مهماً للبطاطا التي أصبحت أحد الأغذية الهامة للحد من انتشار مرض الاسقربوط الذي شاع فيها ردهاً من الزمن. والآن تزرع البطاطا في قرابة 160 دولة، وقد تعددت أصنافها لتصل إلى 4000 صنف. ونظراً لازدياد الاهتمام العالمي في إنتاج البطاطا واستهلاكها، فقد ازداد اهتمام العلماء والباحثين في دراسة هذا الغذاء الحيوي والهام وفي معرفة تأثيراته الصحية وانعكاساته التغذوية، وهو ما سوف نعرضه في ثنايا هذا المقال.
القيمة الغذائية للبطاطا
يتناول العديد من الناس البطاطا بدافع الرغبة وليس بدافع الحصول على الفائدة الحيوية النابعة من المعرفة بقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية. كما يعتقد الكثيرون خطأً أن البطاطا مصدر كبير للدهون والطاقة العالية إذا ما قورنت بالحبوب والبقوليات وغيرها من الأطعمة النباتية، والحقيقة أن البطاطا تحوي كمياتٍ أقل من الدهون وهي ذات كثافة مساوية في الطاقة عند مقارنتها بالبقوليات.
وبالنظر إلى جدول مكونات البطاطا (جدول 1)، نجد ثمة تباين واختلاف في المحتوى الغذائي لبعض العناصر الغذائية الكبرى والصغرى بين كل من البطاطا النيئة والمقلية وتلك المطبوخة أو المسلوقة: