كان الكي والفصد والحجامة من أهم الممارسات الجراحية التي مارسها العرب، ومع أن هذه الطرق الثلاث تبدو محرمة في الطب الحديث، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن الجراحين العرب بنوا خبرتهم وممارساتهم ليس فقط على ما نقلوه من الأمم القديمة في المنطقة، بل أيضاً على التجربة، وهم يذكرون هذا في كتبهم، ولا شك أن هذه الاساليب كانت تؤدي في تلك الأيام وظيفة هامة في الشفاء، ولا يأتي استعراضها في باب الاستفادة منها في أيامنا بقدر ما يأتي في نطاق إلقاء الضوء على التجربة العربية، بل على الأسلوب العلمي الذي اتبعوه، ولا بد أن يعجب الإنسان في كل مرة عندما يقرأ "وهذا أثبتته التجربة".
الكي
وابن القف أكثر تحفظاً من الزهراوي في رأيه، ويتابع ابن القف (ويقصد بالكي أمور خمسة):
- أنه يحد من انتشار الفساد لأنه يضيق مجاري المادة وربما سد بعضها.
- ليمنع مادة معتادة الانصباب من الانصباب إلى عضو من الأعضاء.
- لتسخين عضو قد فسد مزاجه كما يفعل بالمعدة الرطبة فإن إلا رطب مما ينبغي يجعل العضو أبرد مما يبغي.
- لحبس دم قد أفرط خروجه وجريانه فإنه يحصل على فوهة المجرى خشكريشة تحبس الدم الخارج.
- لذوبان لحم فاسد، قد عجزت الأدوية عن ذوبانه.
الفصد
لا يذكر الزهراوي أي شيء عن الفصد في الجزء الثلاثين من كتابه "التصريف" الذي يتكلم عن الجراحة، بينما يقف ابن القف طويلا عند الفصد وكذلك ابن سينا في القانون.
ويعرف الفصد بأنه عبارة عن إخراج كمية من الدم من أحد الأوردة أو الشرايين، ويعرفه ابن القف بأنه "تفرق اتصال إرادي ويحدد استخداماته" في:
- زيادة الأخلاط في الكمية.
- زيادة في كمية الدم.
- زيادة الكيفية إلى جانب الحرارة.
الحجامة
وهي جرح الجلد: "والحجامة إنما تجتذب الدم من العروق الرقاق المبثوتة في اللحم، والتحجم نوعين، بشرط وبلا شرط، والتي يشرط (بجراحة) على نوعين، بنار وبغير نار، ولنذكر أولاً أحكام التي بالشرط، وهي التي الجرائحي محتاج إليها، فتقول: المادة الدموية المراد إخراجها لا تخلو أن تكون مستولية على الظاهر أو على الباطن أو عليهما أو فيما بينها، فإن كان الأول فأخرجهما الحجامة وإن كان الثاني والثالث فأخرجهما بالفصد وإن كان الرابع فبالعلق، والعلة في هذا أن الطبيب خادم للطبيعة بمعنى أنه يحذو حذو أفعالها والمواد البدنية أجسام سيالة ليس شأنها الاندفاع إلى جهة الاندفاع والدافع إما الطبيعة البدنية وإما الطبيعة الخليطة، والحركة الأولى للمادة وتدعى قسرية والثانية تسمى طبيعية، فإذا دعت الطبيعة المادة إلى جهة من الجهات أو مالت هي بنفسها إلى تلك الجهة فالواجب أن تعان الطبيعة على إخراجها ويقل مقدراها وذلك بفتح مجاريها أو بشرط الجلد ثم وضع ما يعين على بروزها وهو المحاجم بسبب أهمية الخلاء فهذا بيان إلى الحجامة المذكورة".
المراجع
altibbi.com
التصانيف
طب صحة طب بديل العلوم البحتة