الرئيس الإندونيسي سوهارتو
سوهارتو، ولد عام 1921م في يوجياكارتا بجاوة. هو جنرال أندونيسي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم تدريجًيا من الرئيس سوكارنو خلال الفترة من عام 1965م ولغاية عام 1967م ـ إلى أن أصبح هو الرئيس المؤقت لإندونيسيا عام 1967م، والرئيس الفعلي لها عام 1968م، ولقد أقدم الرئيس سوهارتو على برنامج إصلاحي أدى إلى تطور كبير في اقتصاد أندونيسيا.
في عام 1939م، صار جُنديًا مُحترفًا بعد التحاقه بجيش جزر الهند الهولندية، وتدرج حتى ترقى إلى رتبة رقيب، وخلال فترة الاحتلال الياباني لإندونيسيا من 1942 إلى 1945م شارك سوهارتو مع جيش الدفاع الوطني. وتزوج من سيتي هارتينه. التحق سوهارتو بالقوات المسلحة الإندونيسية عند إعلان استقلال إندونيسيا في عام 1945م. وقاد وحدة من القوات المسلحة الإندونيسية في الهجوم على الهولنديين في يوجياكارتا في مارس 1949م، واحتلوا الجزيرة لمدة ست ساعات قبل أن يتراجعوا منها، وأظهر هذا الهجوم للأمم المتحدة قدرة الإندونيسيين على العمل العسكري الفعال.
تم ترقيته بعد جلاء القوات الهولندية عام 1949م عن أندونيسيا إلى رُتبة لواء ثم أصبح قائدًا لقيادة جيش الاحتياطي الاستراتيجي.
في 30 من سبتمبر عام 1965م، عملت مجموعة من الضباط الموالين للشيوعيين بمحاولة انقلاب بائت بالفشل للإطاحة بالحكومة، ولقد بدأت المحاولة عندما قام عدد من ضباط الجيش باغتيال ستة من كبار جنرالات الجيش، وردًا على ذلك شجع الجيش على التوتر السياسي الذي تطور فيما بعد إلى عُنف شامل موجه ضد الشيوعيين، وأنصارهم، وتركز بصفة خاصة في جاوه، وبالي، وراح ضحية تلك الاضطرابات حوالي نصف مليون قتيل، واستُدعي سوهارتو بوصفه رئيس القيادة العليا للجيش الاحتياطي الاستراتيجي لسحق التمرد الشيوعي وإعادة الأمن والنظام في جاكرتا، تقلد بعد ذلك منصب القائد المؤقت للجيش الإندونيسي، وفي 11 من مارس عام 1966م، وتحت ضغط من الجيش أعطى الرئيس الإندونيسي سوكارنو تفويضًا رسميًا إلى سوهارتو لاستعادة الأمن العام، لمساعدة الحكومة على القيام بدورها، وكان من أوائل الإجراءات التي اتخذها سوهارتو حظر نشاط الحزب الشيوعي الإندونيسي، والمنظمات التابعة له، وتم اعتقال العديد من الشيوعيين والمشتبه فيهم، وأودعوا السجون لسنوات طويلة، وفي أغلب تلك الحالات كان السجن يتم بدون محاكمة.
وفي عام 1966م قام سوهارتو أيضًا بالتفاوض لالغاء الصراع مع دولة ماليزيا حسب رغبة الرئيس سوكارنو، وتخلت دولة أندونيسيا عن علاقاتها الوثيقة بالصين، والاتحاد السوفييتي (السابق)، وذهبت نحو الدول الغربية أملاً في المساعدات الخارجية. وفي عام 1968م تم انتخاب سوهارتو رئيسًا لإندونيسيا لمدة خمس سنوات، ثم أعِيد انتخابه رئيسًا لفترات أخرى كل منها خمس سنوات في أعوام 1973م، 1978م، 1983م، 1988م، 1993م، وهكذا بقي سوهارتو مُثبتًا أقدامه في السلطة خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الميلادي حيث تم انتخابه لمرة سادسة في مارس عام 1998م. وحققت إندونيسيا بفضل المساعدات الخارجية والاستثمار الوافد تطورًا اقتصاديًا كبيرًا في عهده. عصفت الأزمة الاقتصادية الطارئة بسوهارتو وأجبرته على تقديم استقالته في مايو 1998م. خلفه، نائبه، بشار الدين يوسف حبيبي على رأس حكومة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات عامة جديدة. وفي عام 2000م، وجهت لسوهارتو تهماً بالفساد، وقد أدى مرضه إلى تأجيل محاكمته عدد من المرات.
المراجع
mawsoati.com
التصانيف
تصنيف :تراجم أعلام العلوم الاجتماعية شخصيات