مَرْج الخَلَنْج، الاسم الذي يُطلق على موطن نباتات وشجيرات تنحدر إلى عائلة الخلنج. وشجيرات أرض مرج الخلنج تنمو لارتفاع يتبيان بين 30سم ومتر واحد. وفي مرج الخلنج المكتمل يصعب المرور خلال الشجيرات. والشجيرات المشهورة في أرض مرج الخلنج تكون شبيهة بالمكنسة، أو الخلنج، وأنواع أخرى من شجر الجولق أو الوزال. وإلى جوار الأشجار الطويلة، توجد غالبآ طبقة ثانية من الشجيرات القصيرة ذات ارتفاع أقل يصل إلى 10 أو 20سم.
وهذه المنطقة الثانية قوامها نباتات مثل: عنب الدب، وجرس الخلنج، وشجر الحجرية السوداء مختلطة مع أعشاب شجيرات مرج الخلنج والسعادي. وإلى جوار كل ماتقدم وعلى مستوى أقل قريب من سطح التربة، هناك طبقة ثالثة من نبات الأُشنة، وحشيشة الكبد، والأُشنة الطحلبية. وهناك نبات آخر يوجد غالبًا في أرض مرج الخلنج، وهو السرخس، والسرخس الشجري. ويمكن للسرخس الشجري أن ينتشر بشكل سريع إلى المناطق الخالية من الحياة النباتية بسبب سرعة نمو سيقانه التي تمتد تحت الأرض.وألوان أرض أشجار مرج الخلنج في الغالب باهتة، وتتوارى إلى جوار ماحولها. وفي أواخر الصيف، فإن زهور الخلنج تتحول للون أرجواني براق، وفي المناطق التي تنتشر فيها أشجار المكنسة تبدو زهور صفراء براقة محزَّزة.
أنواع مرج الخلنج
تنمو أشجار مرج الخلنج في الغالب فوق التربة الرملية غير العميقة التي تجف بسرعة. وهذه النوعية من الأراضي توجد عادة شمالي وغربي أوروبا، وفي المناطق ذات درجات الحرارة المعتدلة، وحيث تسقط الأمطار بغزارة (40 ـ 100سم في العام). والدول التي توجد بها مساحات واسعة من مرج الخلنج تضم: أيرلندا، بريطانيا، شماليّ وغربيّ البرتغال، أسبانيا، شماليّ وغربيّ فرنسا، بلجيكا، لوكسمبرج، هولندا، شماليّ غربيّ ألمانيا، الدنمارك، جنوب السويد، جنوبي غربي النرويج.
وهذه المروج الأطلسية بيئة شبه طبيعية. ومن الممكن أن تغطي هذه الأراضي غابات موسمية. وفي مروج الخلنج هذه، فإن الأمطار الوفيرة تتغلغل مباشرة داخل التربة مذيبةً معها أنواعًا كثيرة من مغذيات التربة الموجودة على السطح. وهذه النوعية من التربة يطلق عليها التربة الرمادية، وهي تربة فقيرة رملية لا يمكن لسوى شجيرات المروج أن تنمو بها. وهذه النوعية من التربة تجعل من الصعب على الأشجار والأعشاب النمو بسبب فقرها.
وهناك نوع آخر من مرج الخلنج يوجد في الجبال أعلى الخط الشجري وعلى حواف الجبال الباردة؛ ففي تلك الظروف تكون الفرصة سانحة لنمو الشجيرات وغيرها من الأشجار التي تنمو في المرج. وفي منطقة جبال الألب على سبيل المثال، فإن أشجار مرج الخلنج تنمو على ارتفاع مابين 1,500 و 2,500م. ويغلب على أشجار مرج الخلنج نوعية الورد الألبي والأزالية الصحراوية. وهذه النوعية من الأشجار تنمو على ارتفاع أقل من شجيرات مرج الخلنج الأطلسي. وفي منطقة شمال أوروبا، فإن الأشجار الرئيسية التي تكبر مع مروج الخلنج تشمل أنواعًا مثل: عنب الدب، وجرس الخلنج، والسرخس.
أما في الأماكن الأكثر رطوبة، فإن شجر مرج الخلنج ذا الأوراق المتقاطعة، يكون أكثر شيوعًا ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في أراضي المستنقعات التي تظهر فيها أشجار من نوعية حشائش القطن وشجر الجريد. أما في مروج المحيطات الغربية، فإن السرخس القزم وسرخس الغرب، ينموان بصورة واضحة في تلك النواحي. أما في الأراضي الأكثر جفافًا، فيمكن العثور على شجيرات المكْنَسة، وحشيشة الكبد، والأُشنة الطحلبية. أما في منطقة جنوب أوروبا، فإن الأنواع التي تنمو في مروج البحر المتوسط هي التي يمكن رصدها كما أن هناك مناطق أكثر جفافًا يُطلق عليها أرض المغارات نسبة إلى وجود مغارات كان يلجأ إليها الهاربون للاختباء بها.أما الفصيلة الحيوانية التي توجد في مروج الخلنج الأطلسي، فتضم العديد من أنواع الفراشات، مثل فراشات الخلنج والفراشات الرمادية ويتغذى كلا النوعين بحشائش مرج الخلنج. ومن الشائع أيضًا وجود أنواع متفرقة من الجراد.
وتناسب ظروف مروج الخلنج أيضًا بعض أنواع الزواحف. فالزواحف حيوانات من ذوات الدم البارد التي تسعى للبحث عن الدفء. وحيث إن تربة مروج الخلنج الرملية يسودها الدفء بسرعة لدى ظهور الشمس، فإن هذا يجعلها بيئة مثالية للزواحف. وأكثر الزواحف الشائعة في بيئة مروج الخلنج هي الثعبان الأملس والسحالي الرملية. أما فصائل الطيور التي تظهر في تلك البيئة، فتضم الدارت فورد الشادي، وصَّرار الليل، وطائر الصُّرَد ذا الظهر الأحمر، والكروان الصخري.أما مروج خلنج منطقة القارة الأوروبية، وخاصة تلك التي توجد في الجنوب والتي تتميز بالجفاف، فهي على وشك الاختفاء وفي سبيلها للانقراض.
لذلك، فإن هذه المروج تتطلب حماية عاجلة، لأن الحياة البرية التي توجد بها، بسبيلها إلى الاضمحلال. وهناك مستوطنات تسمى أيضآ مروج الخلنج أيضًا، في نصف الكرة الجنوبي، وتشمل أستراليا. ومروج الخلنج هذه تشبه مروج خلنج الأطلسي في تكوينها ولكنها توجد في بيئة تتسم بجفاف أكثر. وتغطي مروج الخلنج الأسترالية مساحات هائلة في منطقة الجنوب الغربي وجنوب أستراليا، وفي مناطق يصل معدل سقوط الأمطار فيها إلى 45سم في العام الواحد، وحيث يمتد موسم الصيف إلى سبعة أشهر من الجفاف والحرارة العالية. وكما هو الحال في مروج الخلنج الأوروبية، فإن مرج الخلنج الأسترالي أوجدته الحرائق والأنشطة الرعوية.
ورغم ذلك، فإن العديد من مروج الخلنج هذه قد يكون طبيعيًا وظهر في مناطق كان سببها حرائق بدأها البرق. وفي هذه المناطق، فإن الكثير من أشجار من عائلة البرطية والبنقسية، وأشجار أخرى مثل البلاك بوي والأوكالبتوس، يتم استبدالها بالعديد من أشجار الخلنج. وكما سبقت الإشارة إلى البيئة التي تتسم بها المروج، فإن اسم مرج الخلنج يستعمل أيضًا لدى الإشارة للكثير من شجيرات الخلنج التي تنتمي لنفس العائلة مثل الخلنج.
المراجع
mawsoati.com
التصانيف
نباتات حياة نباتية علم النبات العلوم البحتة