بوابة التعاطي والإدمان
بوابة التدخين ..
يمثل التدخين الخطوة الكبيرة الأولى أو النافذة التي يطل منها الشباب إلى عالم المخدرات، فقد يكون اندفاع المراهقين نحو التدخين بهدف إبراز الذات والتحدي والحصول على صورة لذواتهم تعطيهم شيئاً من النشوة التي يبحثون عنها ، لكن ظروف التدخين والرفقة السيئة ومحدودية اللذة التي يجلبها التدخين تدفع بعض المدخنين الصغار إلى البحث عن درجات أعلى من النشوة واللذة وعندها يتولد لديهم الاستعداد لتعاطي مواد مخدرة أخرى بحيث تزول من أمامهم حواجز الحرمة والخشية من التعاطي وبزوال هذه الحواجز الأخلاقية والقانونية يصبح الشباب قابلاً لأي عرض يقدم له … معه ملاحظة أن جميع مدمني المخدرات بكل العالم هم من المدخنين الصغار إلى البحث عن درجات أعلى من النشوة واللذة وعندها يتولد لديهم الاستعداد لتعاطي مواد مخدرة أخرى حيث تزول من أمامهم حواجز الحرمة والخشية من التعاطي وبزوال هذه الحواجز الأخلاقية والقانونية يصبح الشباب قابلاً لأي عرض يقدم له … مع ملاحظة أن جميع مدمني المخدرات بكل العالم هم من المدخنين الشرهين ومن النادر وقد لا يوجد مدمن مخدرات لا يدخن التبغ العادي..
بوابة الخمر ..
يبدأ معظم متعاطي الحشيش والماريجوانا أولاً بشرب الخمر ، وقد أوضحت الكثير من الدراسات أن استخدام المخدرات يبدأ عادة بتعاطي ( البيرة والخمر ) فإذا كان هناك مادة تعتبر بوابة رئيسية في مسلسل تعاطي المخدرات فإنها تحديداً هي الخمر أم ( الخبائث ) وكذلك يندر وقد لا نجد مدمن للمخدرات لا يشرب الخمر وقد يستطيع بعض الأفراد شرب الخمر فقط دون الحاجة للمخدرات ولكن النسبة الأعلى من الشباب المتعاطي للخمر يحاول تجربة أنواع من المخدرات القوية الأثر ( الهيروين والكوكائين والمهلوسات ) .

بوابة رفاق السوء ..
رفاق السوء هم باب آخر للإدمان والدخول إلى عالم المخدرات البغيض ، ويأتي خطر رفاق السوء من أن تأثيرهم يتزايد في مرحلة يكون فيها الشباب قابلاً لتأثير خاصة في مرحلة المراهقة وفي حالات ضعف الترابط الأسري والاجتماعي كذلك يزداد تأثير رفاق السوء عندما يكون الشباب ذو شخصية هشة وعناصر المقاومة لديه ضعيفة ولا يستطيع أن يقول لا أو أن يجاهر برأيه ويمتنع عن الانزلاق وراء محاولات الإغراء والإفساد .. لذا وجب الاعتناء بتحسين العلاقة بين الوالدين وأبنائهم وتوفير حاجاتهم النفسية والعاطفية وعدم فتح المجال أمامهم للبحث عن هذه الحاجات والتعويض عنها خارج الأسرة ، وينبغي التعرف على أصدقاء الأبناء ورفاقهم والتعرف على كيفية قضاء أوقات فراغهم وهذا يتطلب إشراف واعٍ وجهد كبير في مراقبة الأبناء وعدم إهمالهم لأن عكس ذلك يعني دفعهم نحو الانحراف ..
من الناذر جداً وقد لا يوجد أن يتعلم الفرد التدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات بمفرده فلابد من وجود شخص يعلمه ذلك وقد يكون هذا الشخص الوالد …
أسباب تعاطي المخدرات :
1- التقليد والمحاكاة : الكثير يُقلد الأصدقاء والمعارف والأباء والأمهات فيما يقومون به دون تفكير حقيقي في صحة أو عدم صحة ما نقوم بتقليده ، كما أن الكثير منا يُقلد ما يراه على شاشة " التلفزيون " " السينما " وخاصة وأن نجوماً محببين إلينا يؤدون أدوار جميلة قد يقومون فيها بدور واحد من المدمنين فنقلدهم دون وعي أو دراية .
2- الاعتقاد الخاطئ : بأن المخدرات لها تأثير منعش " مبهج " والكثير من الناس يعتقد أن للمخدرات تأثيراً منعشاً وترتبط المخدرات في ذهنه بالضحك والفرفشة ، وهذا مجرد وهم خاطئ ، فالمخدرات تجلب الهم والغم لنا وتحطم الصحة وتقرب إلى طريق الجريمة وتزرع فينا كل ما هو سيئ .
3- الاعتقاد الخاطئ : بوجود علاقة بين تعاطي المخدرات والقوة الجنسية إن الطاقة الجنسية تقوى مع صحة الإنسان فإذا كانت المخدرات تضعف صحة الإنسان فكيف تزيد الطاقة الجنسية ومعروف أن تعاطي المخدرات يُضعف أجهزة الجسم والأغرب من هذا أن أكثر المناطق تعرضاً للضرر هي الطاقة الجنسية فالحيوانات المنوية تضعف وتصاب الخصية بالضمور وتقل مناعة الجسم للأمراض.
4- مجاراة أصدقاء السوء : الكثير منا ينقاد إلى صداقات سيئة قد تأخذه إلى ا لضياع خاصة والكثير من هؤلاء الأصدقاء يحاول أن يجعل من زملائه مدمنين بتشجيعهم على تعاطي المخدرات وما لم يأخذ منه المخدرات ويتعاطاها وصفه بأنه لازال طفلاً ، أو أنه خوّاف أو أنه لا يزال غير مسؤول إلى غير ذلك من الأوصاف والسخريات ، ومن وجهة نظري : هؤلاء ليسوا بأصدقاء بل هم أعداء ، علينا أن نتحاشاهم ونبتعد عنهم ، فالصداقة مخالفة لما يتصف به هؤلاء تماماً .
5- الهروب من الواقع : والكثير منا يواجه مشاكل يومية علينا ، ولا شك أن البعض منا يهرب من حل مشكلاته وقد يقنعه بتعاطي المخدرات أو الخمور لنسيان ما حدث وعدم التفكير فيه، ويؤسفنا أن الكثير من الأفلام التي تظهر هذا الموقف : البطل في مشكلة يصعب عليه حلها ويذهب إلى " البار " ليشرب الويسكي وينسى .
6- إظهار الرجولة أو الأنوثة : وذلك يعني أن الفتى أو الفتاة يتعاطى كل منهما المخدرات لإظهار تحررهم من قبضة الأسرة على اعتبار أنهم أصبحوا كباراً ، وهذا الدافع غالباً ما يظهر في فترة المراهقة ، وعلينا الحذر كثيراً فالرجولة والأنوثة مسؤولية وليست هروباً منه .
7- التظاهر والمباهاة و " العنطزة " : وهو كثير الحدوث في الشباب بحكم السن وعدم الخبرة خاصة الأثرياء منهم بحكم أسرهم وضعف الإشراف عليهم .
8- الرغبة في تجربة كل جديد : وهو دافع خطير في غالبية الشباب والفتيات وذلك بالنظر إلى أن التجربة قد تقودنا إلى هاوية الإدمان ، وبعض المتعاطين والمدمنين للمخدرات أدمنوا المخدرات نتيجة حبهم للتجربة والاستطلاع لمعرفة أثر بعض المخدرات فتعاطي الكحول أو الحشيش يدفعه حبه للتجربة لتعاطي أي مخدر آخر لمعرفة النشوة والمتعة التي يحدثها ذلك المخدر مما يوقعه في الإدمان متى جرب مخدراً قوي التركيب والخواص .
9- شخصية المتعاطي : تلعب شخصية الفرد وتركيبتها واضطرابها دوراً كبيراً في تعاطي المخدرات فالفرد الأناني وضعيف الشخصية ، والفرد الإمعة والفرد ناقص النضج الانفعالي والنفسي والجنسي والفرد دائم التوتر ، والفرد المحبط أو المعرض للإحباط باستمرار ، والفرد غير المتوافق مع المجتمع نفسياً واجتماعياً ، والفرد المضطرب الشخصية ، كلهم أفراد معرضون لتعاطي المخدرات وإدمانها وذلك لتعويض وتغطية هذا الاضطراب والنقص الذي يحسون به .
10- المشاكل النفسية : إن الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية واضطراب الشخصية والانحرافات السلوكية والأمراض النفسية كثيراً ما يتعاطون المخدرات كحل لبعض اضطراباتهم كما يعتقدون .
11- ضعف الوازع الديني : يعتبر ضعف المشاعر الدينية وضعف الوعي الديني وعدم احترام المجتمع لهذه المشاعر يزيد من عدد المتعاطين للمخدرات ، حيث يفقد الفرد أي صلة بخالقه فيبتعد عن تنفيذ أوامره وينجر وراء نزواته وأهوائه الدنيوية .
12- المشاكل والأحداث الأسرية : إن أغلب حالات التعاطي والإدمان هي نتاج البيوت المحطمة والبيوت التي خلت من الود والحب والتي بعثرها وشتتها تعدد الزوجات والتي فشل أربابها في إشباع حاجات أطفالهم الجسمية والنفسية والاجتماعية وما يصاحب هذه البيوت من مشاكل وفتور وخصومات وطلاق وانفصال وصراع وعدوانية وأنانية والقسوة والظلم الشديد والدلال الزائد والنقد الدائم وفرض النظم الجامدة وفرض العزلة والانطواء وسوء التنشئة ، وعدم الرقابة الأسرية على الأبناء ، وعدم معرفة أصدقاء الأبناء ، ووجود القدوة السيئة بالأسرة ، وعدم تحمل المسؤولية من الوالدين ، وتفضيل بعض الأبناء على الآخرين ، كل هذه العوامل الأسرية تجعل من الأفراد متعاطين ومدمنين على المخدرات كوسيلة من وسائل التعويض والهروب يلجأ إليها بعض من يتعرضون لهذه الظروف.
13- العوامل الاقتصادية : إن مشاكل الفقر والبطالة بأنواعها ومرارة العيش ومشاكل العمل المختلفة والطرد من العمل ، والإجهاد في العمل ، والمفاضلة بين العمل ، وانخفاض الأجور والمرتبات ، وغلاء الأسعار ، كل هذه العوامل تكون أسباباً لتعاطي المخدرات ، كأحد أنواع الانحرافات التي يلجأ إليها الفرد .
14- العوامل الطبيعية وحالات الحرب : إن الكوارث الاجتماعية والطبيعية من مجاعات وحرائق وزلازل وبراكين وفيضانات وحالات الحرب كلها أحداث تخلف الفقر والمرض والدمار وخيبة أمل وذهولاً ويأساً وحزناً وكثيراً من المآسي والآلام فتنهار القيم والمثل نتيجة لهذه الأحداث مما يسبب القلق والاكتئاب والخوف عند بعض الأفراد مما يدفعهم لتعاطي المخدرات للتخفيف من آثار هذه الكوارث ونسيان ما حدث لهم نتيجة لهذه الأحداث وما خلفته من آثار مؤلمة وذكريات قاسية ومريرة .
15- العوامل الاجتماعية والثقافية والحضارية : وتشمل هذه العوامل انهيار القيم الدينية والمعنوية والأخلاقية وتدهور نظام القيم ، وانتشار الرذيلة والفواحش والإباحية والملاهي والمراقص ، وانتشار الثقافات الفرعية الدخيلة على المجتمع ، والتحضر الزائف المبني على أسس خاطئة والتطور السريع غير التدريجي ، والهجرة وما يتبعها من ضغوط ، ومجاراة الحضارة الجديدة ، والحراك الاجتماعي ، وفشل وسائل الضبط الاجتماعي ، ووجود الطبقات الاجتماعية في المجتمع والمعايير الاجتماعية السائدة في المجتمع ، وطغيان الجانب المادي على الأفراد والمجتمعات ، وفشل الأفراد في القيم بأدوارهم داخل المجتمع ، والأمراض الاجتماعية المختلفة ، وسوء التوافق الاجتماعي والمدرسي والمهني ، وانتشار الثقافات المريضة والإعلام الفاشل ، كل هذه الانحرافات التي يلجأ إليها الأفراد.
16- الفراغ كسبب مهم من أسباب التعاطي : يعاني الكثير من الأفراد خاصة الشباب من أوقات الفراغ الكثيرة التي لا يستطيع تغطيتها بالأنشطة وذلك لعدم وجود أماكن للنشاط مثل الأندية والبرامج الهادفة لملئ هذه الأوقات مما يدفع البعض لتعاطي بعض أنواع المخدرات كالمنشطات والمنبهات وعقاقير الهلوسة لإحداث أمزجة ومشاعر خاصة تساعد على الاستمتاع بأوقات الفراغ ، ومع التكرار للتعاطي يتورطون في إدمان هذه المخدرات .

الأضرار الجسمية للمخدرات :
يؤدي تعاطي المخدرات للإصابة بالأمراض الخطيرة والتي يصعب علاجها والأمراض التي يمكن أن تصيب متعاطي المخدرات هي :
1- مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيذر) .
2- مرض التهاب الكبد بأنواعه المختلفة
3- الإصابة بقرحة المعدة وقرحة الاثنى عشر .
4- الإصابة بسرطان المعدة والمرئ والمثانة والفم والرئة
5- الإصابة بالعقم وتشوه الأجنة لدى المدمنات والإجهاض المتكرر .
6- تلف خلايا المخ والإصابة بمرض الصرع .
7- الإصابة بالأمراض التناسلية المختلفة .
8- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي .
9- الإصابة بأمراض الجهاز الدوري وأمراض القلب الخطيرة .
10- الإصابة بأمراض الجلدية والدمامل .
11- فقدان النظر وضعف النظر وسقوط الشعر .
12- الإصابة بفقر الدم والهزال الجسمي .
13- فقدان القدرة الجنسية والإصابة بالعنة والبرود الجنسي .
14- الإصابة بأمراض الغدد وتعطل بعضها .
15- تؤدي لأمراض الكلى .
16- تؤدي للإصابة بأمراض العظام بمختلف أنواعها .
17- ارتفاع الضغط وانخفاضه في أحيان كثيرة .
18- الموت المفاجئ .

الأضرار النفسية والاجتماعية للمخدرات :
يتعرض متعاطي المخدرات للكثير من الأضرار النفسية والاجتماعية والتي تجعله فرداً مهمشاً لا دور له في هذه الحياة والأضرار هي :
1- انتشار الجريمة والانحراف والجنوح .
2- الإصابة بالأمراض العقلية ( الفصام ، الهوس ، الاكتئاب العقلي ) .
3- الإصابة بالأمراض النفسية ( القلق ، الوسواس ، الاكتئاب النفسي ، الرهاب ) .
4- تؤدي المخدرات لهدم كيان الأسرة ونشر الأنانية والعدوانية بين أفرادها .
5- إهمال الهوايات والأنشطة والاهتمامات المختلفة .
6- انتشار الخصومات والمشاجرات والنزاعات داخل الأسرة وخارجها .
7- ضعف القدرة على التكيف والتوافق النفسي والاجتماعي مع الآخرين .
8- تؤدي للإصابة بالشذوذ الجنسي الفردي والجماعي .
9- ممارسة البغاء وممارسة الدعارة وارتكاب الفاحشة مع المحارم .
10- اضطراب الذاكرة وضعف التركيز والانتباه والنسيان .
11- الاستهتار بالقيم والمثل والعادات والتقاليد .
12- تؤدي للكذب والسرقة والتزوير والانتحار والرشوة والسلوك الخاطئ .
13- الفزع والخوف والشك والتدهور وتغير عام في الشخصية .
14- نشاط السلوك العدواني ضد النفس والآخرين وضد منشآت المجتمع .
15- تؤدي المخدرات للرغبة في الموت والتفكير المستمر في الانتحار .
16- الهروب من المنزل والتشرد والتسول .
17- تؤدي المخدرات لنقص الطموح والتبلد واللامبالاة وهبوط الروح المعنوية .

الأضرار الاقتصادية والسياسية للمخدرات :
يتعرض المجتمع جراء انتشار المخدرات للكثير من الأضرار التي تؤثر على مسيرته وتعطل قدراته ويتخلف اقتصادياً وسياسياً وتربوياً وثقافياً بسبب هذه الآفة الخطيرة ومن أهم هذه الأضرار ما يلي :-
1. تؤدي المخدرات لخسارة المجتمع الملايين من الأموال في سبيل إنشاء أجهزة مكافحة المخدرات والأجهزة والمؤسسات ذات العلاقة بالموضوع .
2. تؤدي المخدرات لإنفاق المجتمع الكثير من الأموال في سبيل إنشاء المصحات والمراكز والمستشفيات الخاصة بعلاج المدمنين وتوفير الأدوية والمعدات والكوادر المهنية الخاصة بهذه المراكز .
3. تؤدي المخدرات لإهدار الكثير من الأموال التي ترسل للخارج لغرض جلب المخدرات وما ينتج من ضحايا وإعاقات نتيجة بعض الحوادث عند مكافحتها .
4. تؤدي المخدرات لانخفاض المردود الإنتاجي والاقتصادي للمجتمع باعتبار أن أغلب المتعاطين هم الشباب المنتج .
5. تؤدي المخدرات لانخفاض مردود الأسرة المادي للأسر التي بها متعاطين .
6. تؤدي المخدرات لاستلاب المجتمع ونشر الأفكار والمعتقدات الغربية ونشر الثقافة الفرعية المريضة بين أفراده .
7. تؤدي لفقدان المجتمع للقيمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب انتشار الجريمة والفساد جراء انتشار المخدرات .
8. زيادة حالات الوفاة بين المتعاطين وإنجاب أطفال معاقين والتعرض للأمراض الخطيرة التي تصيب المتعاطين من شأنه أن يؤثر على اقتصاد المجتمع .
9. فقدان الرغبة في العمل وضعف المساهمة في الإنتاج وموت الإبداع .

العـــلاج :
تتنوع طرق العلاج تبعاً للعقار المؤدي إلى حالة الإدمان ، وسنعرض في العلاج بشكل عام دون ربطها بعقار معين .
أولاً : العلاج العضوي :
يستخدم فيه الإنعاش إذا كان المدمن في حالة غيبوبة ، وفي منع أعراض الامتناع عن تناول العقار ، وعلاج المضاعفات النفسية والعقلية والجسمية كما تقدم الأدوية المنفرة في علاج بعض حالات الإدمان الكحولي .
ثانياً : العلاج النفسي :
يتنوع العلاج النفسي تبعاً لتقدير المعالج للعوامل الكامنة وراء الحالة من هذه الأنواع :
1- العلاج المتمركز حول العميل :
  • تعليم المدمن الأساليب الصحيحة لمواجهة مشاكله .
  • تصحيح فكرته عن نفسه .
  • تعليمه مواجهة الواقع وتحمل مسؤوليات الفشل ووسائل السلوك البديلة غير العقاقير المهدئة أو المنعشة أو الكحولية .
  • 2- العلاج الجماعي :
  • تعليم المدمن أنماط السلوك الاجتماعي وأساليب التعامل مع الآخرين .
  • تزويده بالمساندة وتعليمه مواجهة نفسه ومواجهة الغير .
  • تصحيح مفاهيمه الخاطئة عن الإدمان .
  • تعليمه اتخاذ القرار من خلال المشاركة الجماعية وهو في حالة من الوعي .
3-العلاج الزواجي :
ويتوجه هذا النوع من العلاج إلى زوجات المدمنين ، وذلك أن شخصية الزوجة وعدم تماسك الحياة الزوجية من الأسباب التي تدفع الزوج للإدمان ، وهذا النوع من العلاج يهدف إلى معاونة المدمن على الشفاء بإعادة تنقية جو العلاقة الزوجية التي ستعود إليه بعد خروجه من المستشفى .
4- العلاج الأسري :
ويهدف إلى تدريب الأسرة على وسائل الاتصال الصحية والسليمة وإدراك الدوافع التي أدت إلى حالة الإدمان .
ثالثاً : العلاج الديني :
ويهدف هذا النوع من العلاج إلى إعادة تربية المدمن وبناء شخصيته على أساس إيمانه المطلق بالعقيدة الدينية ، ومن ثم الاعتراف بينه وبين نفسه أنه ارتكب خطيئة بإمكانه أن يكفر عنها وإن باب التوبة مفتوح على مصراعيه يبدأ بأداء الواجبات الدينية وعلى رأسها الصلاة والصوم ويحضر جلسات إرشادية جماعية تبين فيها آراء الدين بشأن المخدرات والكحول ، ويبين فيها المنهج الديني وكيف عالج انتشار الكحول الذي كان سائداً في العصر الجاهلي ، ثم يشجع المدمن على المشاركة في الأعمال الخيرية ، والألعاب الجماعية الحرة … الخ .
وأخيراً نود أن نؤكد أن حالات الإدمان تحتاج إلى أكثر من نوع واحد من العلاج لذا لابد من تكوين فريق عمل يشمل الطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي والمعالج الديني ليتعاونوا في علاج هذه الظاهرة .

الخاتمــة :
نسأل الله تعالى القدير أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا ويلهمنا رشدنا وأن يسدد خطانا وأن يهدينا سبلنا ويردنا إلى ديننا رداً جميلاً وأن يهدي قومنا وأن يقني شر الظالمين والمهلكين أخوان الشياطين الذين يروجون للمخدرات والمهلكات التي تضر بمجتمعنا وديننا وأخلاقنا ، وأن آخر " دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " .

المراجع

موسوعة الصفاء للصحة النفسية

التصانيف

تصنيف :حياة