من المؤكد ان حديثنا عن الجمال سيكون منقوصاً ولن نستطيع الالمام بكل جوانبه من حيث ماهيته، فالجمال في المقام الأول هو احساس مرهف للغاية في شعورنا بما هو حولنا ومدى قدرتنا على تذوق ما هو خاف وما هو مرئي فيما أبدع الخالق سبحانه وتعالى، لذلك سيكون مفهوم الجمال بشموليته اكبر بكثير من قدرتنا على اختصاره في بضع كلمات والشيء الآخر هو ان الجمال ليست له مواصفات معينة يمكن ان يتفق عليها الجميع، ومثالاً على ذلك اننا لو عرضنا لوحة لمنظر طبيعي على مجموعة أشخاص، سنجد من يرى فيها جماليات غابت عن الآخرين أو اختلف معهم في نقاط معينة، مع انهم يتفقون جميعاً على جمال المنظر، بينما يرى الآخر مسحة جمالية لا تغفلها العين، لذلك فإن حكمنا على جماليات الأشياء يمكن ان تتدخل فيه معطيات كثيرة منها الذائقة الخاصة، كذلك الهم المعرفي والثقافي واحياناً الأهواء الشخصية، ومن ناحية اخرى يركز الغالبية على جمال المرأة كونها المخلوق الوحيد الذي يشاركنا الحياة بصورة فعلية ومؤثرة لا غنى عنها للرجل، وفي دراسة اجريت مؤخرا ان رؤية امرأة جميلة تثير شعوراً بالبهجة في مخ الرجل يماثل الشعور الذي يحس به جائع عند تناوله وجبة شهية، أو مريض عند تناوله لقرص الدواء. وجاء في نتائج الدراسة ان جمال المرأة يؤثر في مخ الرجل على المستوى الطبيعي وليس على مستوى ذهني وفكري رفيع، وتخلص النتائج الى انه لا صحة للطروحات التي تفيد ان الجمال ليس إلا نتاجاً لقيم المجتمع، وعموماً وبعيداً عن حصر مفهوم الجمال في المرأة، أردنا أن نخرج بالموضوع الى أبعاد اخرى لتشمل الطبيعة، وجمال الصوت، وجماليات الاشياء من حولنا، على اننا ركزنا على أهمية الجمال بالنسبة للمريض وهل هو عامل مهم لتقبل المريض للعلاج بما يخدم تحسن حالته الصحية.«دنيا الناس» قامت باستطلاع حول هذا الموضوع واختارت نماذح مختلفة من الجمهور كذلك رأي المختصين في هذا الشأن وكان ما يلي:

في رأي الكاتبة باسمة يونس ان الله سبحانه وتعالى وعد عباده من المؤمنين الصالحين بأجمل الجنات وأحلى الحوريات ووصف لهم في كتابه الكريم هذه الجنات الخلابة وروعة جمال الحوريات، ومثل هذا الوعد يؤكد ان الجمال ورغبة الانسان في الاشياء الجميلة هو الطموح السامي والهدف الأول في حياته، وينسحب ذلك على مجمل الاشياء والمشاعر تجاه ما يدور حوله، فنراه يتلهف لنيل كل شيء يرى فيه جمالاً، وكذلك المريض هو الآخر حينما يصل الى درجة متأخرة من المرض تبدأ عيناه في البحث عن الأشياء الجميلة حوله في محاولة منه للخروج من أزمته التي تضعه في رحى الكآبة واليأس، والوجه الجميل هو أول ما يريد النظر اليه رغبة منه في الاحساس بالتشجيع وبأنه مطمئن باهتمام ممرضة جميلة به أو حتى زائرة أنيقة ومبتسمة. وأعتقد ان الحرص على اشاعة الجمال من حول الانسان وهو في كامل عافيته تدفعه للمزيد من النجاح والطمأنينة والتفاؤل، وفي مرضه فهو يجد نفسه راغباً في الخروج من أزمته مادامت الحياة جميلة وكل ما يحيط به يشعره بجمالها، ولا ننسى ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد أرشد الرجل الى أهم المواصفات التي تدفعه للزواج والارتباط بالزوجة وواحدة منها هي الجمال، ما يعني انه صفة رئيسية ومهمة في حياتنا ويدفعنا لعمل الكثير من أجل الحصول عليه. الفهم الخاطيء وتستطرد باسمة قائلة: إذا كانت المرأة جميلة، فالرجل سيقوم بعمل المستحيل لكي ينال رضاها بل وحتى مجرد ابتسامة منها، وهذا أمر واضح وطبيعي، أما إذا كان الرجل وسيماً فالمرأة بدورها ايضاً ستكون أكثر لطفاً وارتياحاً للرد على أسئلته بأسلوب فيه رقة ودماثة، ولكن علينا ايضاً ان نخرج من دائرة جمال المرأة الى ما هو أشمل وأعم، فالبيت الجميل يريح الزائر نفسياً ويجعله أكثر طمأنينة واستمتاعاً، وكذلك الفندق الجميل والبلد النظيف والثياب الانيقة، كل هذه الاشياء تضفي على الانسان راحة نفسية وتجعله يعيش لحظات من المتعة والمؤانسة، تماماً كما قد تفعل الاشياء القبيحة والمناظر البشعة بالانسان وما تبثه في داخله من كآبة وشعور بالضيق ورغبة في الفرار من تلك الأجواء المحيطة والمثيرة للاشمئزاز، وهناك من يردد دائماً ان المظهر أقل أهمية من الجوهر، وانك قد تنظر الى امرأة قبيحة وتكون نظرتك الأولى خاطئة مقابل داخلها الجميل وحديثها الرائع، لكنني اعتقد ان هذه المقولة قد فهمت بشكل خاطيء، فنحن حين نتعرف على انسان جديد نراه لأول مرة، فنحن ننظر الى المظهر أولاً ولا نستطيع تحسس الجوهر إلا إذا تواصلنا معه، ومع ذلك قد يكون المظهر الجميل خدعة لقبح داخلي ونفسية سيئة، ولكن الجمال يغلب دائماً، وهو الذي يسهل الوصول الى كل شيء. وفي المقابل ربما يتحول الجمال الى نقمة على صاحبه إن أساء استغلاله أو اعتمد عليه بشكل كلي وجعله وسيلته الوحيدة لنيل غاياته والوصول الى أهدافه، فيجب ان يكون الجمال هو غاية في حد ذاته وان يحاول الانسان الجميل التزود بجمال داخلي ايضاً لكي تتم هذه النعمة عليه ويحقق من خلالها كل امنياته، وفي كل الاحوال نحن لا نستطيع ان ننفي أهمية الجمال بكل ما تحمل هذه الصفة من معنى لكي ننعم بحياة ممتعة نتذوق فيها كل ما هو جميل ورائع. الوجه المقبول ونحن إذ نرى تعلق الرجال ببصرهم نحو امرأة تمر كطيف أمامهم تاركة لهم بعضاً من ملامحها الجميلة لتستقر في الذاكرة ولو لبضع ثوان، إلا ان مشاهد التلفاز لديه مساحة من الوقت لكي يتمعن في وجه مذيعة تستهويه بجمالها وأناقتها، تمام الحال مع ممثلة تحتل صورتها البديعة أذهان بل وخيال الكثيرين، وفيما يخص المذيعة تقول الاعلامية مديحة معارج: من المؤكد ان الاشياء الجميلة لها تأثيرها ودلالتها على نفوس الناس وبدونها تبدو الحياة لا طعم لها، والجمال هبة الله يمنحها لمن يشاء على ان درجاته تتفاوت من انسان الى آخر، ويجب ألا ننسى جمال الروح الذي يتمتع به شخص دون الآخر، وبالنسبة لنا نحن كمذيعات يشاهدنا الكثيرون، نحرص تماماً على هذه الناحية لكي يكون حضورنا على الشاشة مقبولاً الى أبعد درجة، وإذ تبدو المذيعة جادة ومضيئة في آن واحد، أقول بأن الله وهبنا الجمال والوجه المقبول عبر ملامح متناسقة، بالاضافة الى حلاوة وعذوبة الصوت الذي يسحر المتلقي عند سماعه الأخبار وقبل مشاهدته لصورة المذيعة أو عدم مشاهدته لها بالمرة، كما هو الحال مع جهاز الراديو، لأن الأذن ـ كما يقولون ـ تعشق قبل العين أحيانا، لكن هذه الملامح المقبولة يجب رعايتها والمحافظة على تناسقها بشكل دائم لكي تظل مقبولة، والشيء الآخر يكون في كيفية وضع اللمسات الساحرة والمتناسقة من الماكياج لأنه يلعب دوراً مهماً ومكملاً لشخصية المذيعة عندما تظهر على الشاشة الفضية باطلالتها المميزة، إذ أن المرأة عموماً تضع الماكياج بنسب متفاوتة من مكان الى آخر ومن وقت الى آخر وهي تمارس حياتها العادية، فما بالنا بالمذيعة التي يشاهدها الآلاف من البشر في أماكن مختلفة من العالم، لذا فهي معنية بالدرجة الأولى بأن تكون أكثر دراية بكيفية وضع ما يناسب ملامحها من ماكياج يظهرها بالشكل اللائق. وتضيف مديحة: بالطبع الماكياج ما هو إلا مكملاً لمواصفات المذيعة الناجحة التي تتقن مخارج الحروف حتى لا ينفر المشاهد منها، لأننا نفكر في المتلقي بالدرجة الأولى سواء كان يشاهدنا أو يسمعنا، فعملية اقناع المتلقي وجذبه نحو المادة التي يشاهدها أو يسمعها تتطلب مجهوداً كبيراً ومثابرة تظهر في حضور الشخصية القوية للمذيعة على الشاشة، أما بالنسبة للعامل النفسي الذي ينعكس على المشاهد فهو بالتأكيد مهم للغاية، ليس للرجال فقط الذين يركزون على الملامح الجمالية للوجه مع ان هذا ليس بالهين عندما نعلم مدى التعلق من البعض بمذيعة جميلة مع ان العلاقة بينهم لا تتعدى الظهور على الشاشة، لكن هناك ايضاً من النساء من تعجبها أناقة مذيعة بعينها وتنجذب اليها بشكل كبير، حتى الاطفال يوجد بينهم من يحفظ الاسماء ومواعيد البرامج التي تقدمها بعض المذيعات، وينتظرون لحظة اطلالتهن بفارغ الصبر، أما دور الجمال في مساعدة المريض على تلقي العلاج، فهذا أمر ليس فيه أدنى شك، وهذا يفسر لنا بعض الشيء لماذا يتعلق بعض المرضى بممرضة بعينها ويتمنى ألا تفارق عيناه وجهها، كذلك الحال مع الطبيبة المعالجة، فهناك من يستجيب للعلاج لمجرد ان دواخله قد ارتاحت لهذه الطبيبة دون غيرها من الموجودات في المستشفى أو العيادة الصحية. الخلفية المعرفية ومن وجهة نظر عائشة عبدالله (موظفة) ان الحياة بدون جمال وجماليات ستفقد معناها ولن يتشبث الانسان للبقاء فيها، وبالتالي فعندما نتحدث عن الجمال نتعرض لضروريات وليس لكماليات، والجمال بمفهومه العام هو كل شيء تقع عيوننا عليه فنشعر براحة نفسية تجاهه بدءاً من الطبيعة الخلابة الساحرة وانتهاء بجمال البشر، وإذا خصصنا الحديث عن جمال المرأة وحسنها فسنحتاج الى مجلد لكي نستوضح المعايير والاختلاف في تحديد إذا كان هذا الوجه جميلاً أم لا، لأن لكل شخص انطباعاته وفكرته التي يكونها عن الجمال، والوجه الذي يعجب هذا يمكن ألا يعجب الآخر، علاوة على ان خلفية الانسان المعرفية والأخلاقية يمكن ان تشوه أو لا تعترف بجماليات معينة، وسأعطيك مثالاً: لنفترض انك شاهدت لوحة جميلة واعجبتك الى حد كبير وقد كانت هذه اللوحة لا تحمل اسم راسمها، وحين تعرف انه فلان وأنت في حالة خصام معه أو اختلاف على موضوع معين، فأنت إما ان تغير انطباعك عن اللوحة، وإما ان تصر على رأيك بحيادية تامة، وهذا المثال هو أبسط ما استطيع ان أقدمه لأوضح ان الميول الشخصية والأحكام المسبقة يمكن لها ان تتدخل وتشوه كل شيء جميل، غير اننا الآن وفي ظل هذا الزمن الذي يعتمد على الاضافات أو اخفاء العيوب اصبحنا في حالة يرثى لها من التخبط وعدم معرفة ما إذا كان هذا الجمال طبيعياً أم زائفاً. وتضيف عائشة: بالنسبة لحالة المريض الذي يتأثر ايجابياً حال رؤيته لامرأة جميلة فهذا أمر طبيعي إذا ما قارنا الاصحاء بهذا الفعل، فمن منّا ينكر وجود نظرة رجالية ذات مغزى تلاحق كل امرأة جميلة، والبعض لا يستطيع ان يخفي اعجابه فتخرج من فمه عبارات تفضح هذا الاعجاب في الحال، بل والأكثر من ذلك وكما هو معروف فإن المرأة الجميلة تحاول دائماً ان تبرز جمالها والبعض منهن يتطرفن في هذا الى حد التبرج، فإذا كان من يمتلك الجمال يروق له ان يرى نفسه في المرآة فيقف أمامها لوقت طويل، فكيف إذن بالآخرين الذين يستمتعون برؤيته؟ وفي حالة المريض فإن هذا الشعور يتضاعف ويتفاقم لأنه يحتاج الى رؤية أشياء تكسر حدة المكوث في غرفة ضيقة اعتاد بالتدريج على محتوياتها، ولأنه قليل الحركة فباستطاعته ان يركز ويتمعن في جمال الممرضة مثلاً أو الطبيبة المعالجة، وفي احيان كثيرة تكون احدى الزائرات محط نظراته حتى ولو كانت هذه الزائرة تزور مريضاً آخر يشاركه في الغرفة. رأي طبي ولكي نتعرف على الجانب النفسي من الموضوع اتجهنا للدكتورة لطيفة خادم «اختصاصية نفسية» لتوضح لنا ما يمكن ان يكون خافياً في هذه العلاقة فتقول: الجمال بشكل عام عامل مهم لاستمرارية الحياة ويحتاج اليه المرضى والاصحاء على حد سواء، غير ان الجمال تختلف معاييره من انسان الى آخر حسب الميول والثقافة والاستعداد النفسي لتقبل هذا دون ذاك، وهناك مقولة مفادها «ان تكون جميلاً ترى كل شيء جميلاً» وهذا يعني ان الانسان باستطاعته ان يتذوق الجمال إن هو أراد ذلك، غير ان نفسية الشخص التي تتحكم في ذلك وربما انتكاساته الاجتماعية واحباطاته المتتالية تؤثر سلباً عليها مما يفقده الحماس للتمعن بما حبانا الله به من الجمال في الطبيعة من حولنا، ونحن في تعاملنا مع المرضى النفسيين نتوخى الحذر حين نبدأ بالتعرف على دواخلهم ومن أي شيء يخافون والى أي شيء يرتاحون، خصوصاً فيما يتعلق بالأماكن، ومثالاً على ذلك هناك من يخاف البحر لسبب أو لآخر، وإذا سألته عن رأيه في الماء والبحر لربما تتفاقم حالته، والشيء نفسه مع آخر يخشى الأماكن العالية، لذلك أقول ان جماليات المكان التي نراها من وجهة نظرنا ربما تكون مصدر قلق لانسان آخر، وعلى العكس تماماً يمكن ان يلعب المكان دوراً مهماً في معالجة المريض من حيث اختيار النافذة المطلة على حديقة مثلاً، أو تقديم النصيحة له بأن يقضي وقتاً في منتجع معين نرى فيه امكانية التحسن، أما بخصوص جمال المرأة وتأثيره على المريض فيجب ان نعرف بأن هناك قسم المهنة الذي لا يمكن لأي طبيب معالج ان يخرج عنه، ولذلك نحن عندما نجلس مع المريض نفهمه بأننا الآن في مرحلة علاج ونركز على هذا المفهوم حتى نجعل مسافة آمنة نسيطر من خلالها على نفسية المريض، وإلا فبدل ان نعالجه ربما نتسبب له في انتكاسة اخرى لم يحسب لها حساب، وكثير من الحالات حدثت معي كأن ترتاح البنات للتحدث معي عبر الهاتف لفترات طويلة، وهذا التعلق أمر وارد يفعله المريض دون أن يشعر في أي اتجاه تسير الأمور، والحال نفسه ينطبق على الممرضة التي تلازم المريض لفترة طويلة، خصوصاً إذا كانت جميلة، ونحن بحكم العادة يمكن ان تصادفنا هذه الحالات التي يتعود المريض فيها على الممرضة ومواعيد حضورها وهو لا يدري ان التعود سيقوده الى نوع من التعلق، وفي كل هذه الاحوال يكون المريض نفسياً أكثر تقبلاً لتناول الدواء والتحسن بشكل سريع تدفعه أحاسيسه الخفية، وأنا شخصياً قمت بتجربة على مريض يشكو من ارتفاع نسبة السكر، والحمد لله استطعت ان أجعله يتحكم بنفسه في استقرار النسبة عند المعدل الطبيعي دون الاعتماد على الأدوية أو العقاقير، فإذا كانت طريقتي العلمية أو مفهوم الجمال قد تدخل في هذه الحالة فإننا نأخذ في النهاية بالنتائج، غير ان هناك نصيحة لكل امرأة جميلة ألا تستغل جمالها فيما يسيء لها وعليها تتذكر تعاليمنا الاسلامية وان الجمال هبة من الله، وكما وهبنا إياه يمكن ان يأخذه عنّا، ويجب ان تكون جمالياتنا نابعة من أرواحنا ودواخلنا، فهي الأبقى على الدوام. وفي السياق نفسه يقول الدكتور توفيق الخليفي (اختصاصي نفسي): انا لا نستطيع بأي حال من الاحوال ان ننكر دور الجمال في تسيير حياة البشر في مختلف مراحل العمر سواء كان هذا الجمال في الطبيعة أو الاشياء أو حتى جمال البشر، وبالنسبة للمريض سواء كان مريضاً نفسيا أو يعاني من علة عضوية فإن الجمال في بعض الحالات يكون علاجاً ضرورياً، ونحن إذ نشاهد الحدائق والأشجار والزهور تحيط بجميع المستشفيات سنعرف ان جمال الطبيعة أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمريض، حتى الزيارات التي يقوم بها الأقارب والاصدقاء فإنها لا تخلو من باقة ورد جميلة يضعونها بجانبه، أما بالنسبة لجمال المرأة فنحن لا نختلف على ان الجمال مطلوب للاصحاء قبل كل شيء، فكيف إذا تعلق بالمريض، نعم هناك تأثير كبير، وربما يفسر لنا لماذا يتقبل المريض أحيانا العلاج من ممرضة بعينها دون أخرى، لكن يجب ألا ننسى الدور الاخلاقي وعرف المهنة الذي يجب مراعاته وعدم المساس به، إذ ان المريض في فترة مرضه لا يكون في حالة نفسية مستقرة، خصوصاً إذا كان مرضه يتطلب فترة كبيرة للمكوث في السرير، وفي هذه الفترة حتماً سيتعلق بأشياء حوله، وربما تقوده مشاعره المضطربة للتعلق بأحد الاشخاص يتحدث معه طويلاً ويمازحه، والممرضة في هذه الحالة لابد ان تعامله بلطف وتقبل حديثه بصدر رحب، ما يجعل المريض في حالة استنفار دائمة على مستوى المشاعر، وهنا يكمن دور المعالج في استغلال هذه الحالة للأخذ بيد المريض نحو الشفاء، انها عملية متكاملة تتداخل فيها الدراسة العلمية للنفسية المريضة، ومدى قدرة المعالج على اكتشاف واستغلال الحالة بما يخدم المريض أولاً وأخيراً


المراجع

albayan.ae

التصانيف

إنسانيات  سلوك إنساني  حياة شخصية   العلوم الاجتماعية