المحدد الحضاري:
"كانت حياة أهل إيبيريا قبل الفتح
العربي أقرب إلى حياة البداوة، وظل المسيحيون في القسم الجبلي بالشمال يعيشون هذه
الحياة لوعورة موطنهم، وظل العرب والبربر وأهل الأندلس يعيشون هذه المعيشة
المتبدية زمن الولاة، غير أنهم أخذوا في التحضر زمن الدولة الأموية، لما ساد
حياتهم من أمن واستقرار"[1].
وقد أنشأ أهل الأندلس دار طراز لصنع
المنسوجات والملابس الأنيقة، كما أولوا عناية فائقة بالفرش والرياش وأدوات الزينة،
وازدهرت صناعة الحليّ والتحف والأواني والأثاث، وظهرت أشكال الحضارة على مجتمع قرطبة
في المعاش والمأكل والملبس والتزيّن.
وشاع الغناء منذ وفود زرياب على الأمير
عبدالرحمن الأوسط، الذي أقام في قرطبة معهدًا يتدرب فيه الفتيان والفتيات على
الغناء، واشتهر بأنه أضاف للعود وترًا خامسًا، واخترع له مضرابًا من قوادم النسر،
وجعل للغناء تقاليد انفردت بها الأندلس، وممن أتقن الغناء في الأندلس "عباس
بن فرناس" (274هـ)، وممن اشتهر بجودة التلحين أبو الصلت أمية بن عبدالعزيز،
الذي أخذ أهل إفريقية الألحان الأندلسية عنه.
وحظيت المرأة الأندلسية بالحرية نسبة
إلى جاراتها، وبرزن أميرات للناس، وكاتبات وعاملات للأمراء، والخلفاء، مثل:
"مزنة" كاتبة "عبد الرحمن الناصر"، و:"لبنى" كاتبة
ابنه "الحكم المستنصر".
واشتهر في الأندلس غير شاعرة، وترجم المقري
لعشرين منهن واشتهر من بينهن "ولادة بنت المستكفي" صاحبة الصالونات الأدبية
في قصرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] شوقي ضيف، تاريخ الأدب
العربي عصر الدول والإمارات الأندلس، ط4، دار المعارف، القاهرة، ص47.
المراجع
موسوعة الأدب العربي بقلم الدكتور عماد الخطيب
الموسوعة الالكترونية العربية
التصانيف
تاجيبيديا في الأدب العربي العصر الأندلسي الأدب في العصر الأندلسي الآداب محددات العصر الأندلسي