البيئة الثقافية:
ازدهرت الثقافة في العصر العباسي الأول، وتعددت
الثقافات في الحواضر الإسلامية ممثلة لحضارات الأمم الداخلة في الإسلام، وكانت
عقلية الشعوب تتجلى في أثر تلك الثقافات؛ ومرجع ذلك الحراك الثقافي الذي أسهم في
ازدهاره مكافأة الخلفاء لأهل العلم والمترجمين.
وأقبل العلماء على الفلسفة والترجمة، مما أدى
إلى تذمّر بعض العلماء من توجّه الناس إلى الفلسفة وتركهم علوم الدّين؛ مثل ابن
قتيبة في كتابه (أدب الكاتب)[1]،
كما نبغ عدد من العلماء في شتى العلوم، كأحمد بن حنبل في الشريعة الإسلامية،
والمبرد وثعلب في علوم اللغة والأدب، وبشر بن المعتمر في علم الكلام، وابن سهل في علوم
الطب [2].
ونهضت الحركة التعليمية نهضة واسعة؛ فأصبح
الناشئ يتعلم في الكتاتيب التي تمثل بداية ظهور التعليم النظم الأشبه بالمدارس
اليوم؛ إذ يتعلم الطالب بعض سور القران والقراءة والكتابة، وشيئًا من الحساب
والأمثال وبعض الأشعار. ولم تكن المساجد للعبادة فحسب، بل معاهد لتعليم الشباب،
فكانوا يتحلقون حول الأساتذة، فيكتبون ما يلقونه، ويسألون ويتعلمون. كما انتشر
الورّاقون النسّاخون وتمهننت الوراقة وظهرت المكتبات صوتًا عاليًا في سماء حضارات
العباسيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يقول: أن يطالع شيئًا من تقويم الكواكب وينظر في شيء من القضاء
وَحَدِّ المنطق ثم يعترض على كتاب الله بالطعن, وهو لا يعرف معناه وعلى حديثه- صلى
الله عليه وسلم-
انظر
أدب الكاتب , ت: محمد محيى الدين عبدالحميد, المكتبة التجارية , مصر, ط4 1963ج1,
ص3
[2] انظر الآداب في العصر العباسي الأول ,د. محمد بن عبدالمنعم خفاجي
, دار الجيل,بيروت , ط1 ,1412هـ من ص 45 حتى 60
المراجع
موسوعة الأدب العربي بقلم الدكتور عماد الخطيب
الموسوعة الالكترونية العربية
التصانيف
تاجيبيديا في الأدب العربي العصر العباسي الأول الأدب في العصر العباسي الأول الآداب محددات العصر العباسي الأول