شعراء العصر الأموي (2)

أَمّا العِراقُ فَقَد أَعطَتكَ طاعَتَها

وَعادَ يَعمُرُ مِنها كُلُّ تَخريب

راموا الخِلافَةَ في غَدرٍ فَأَخطَأَهُم

مِنها صُدورٌ وَفازوا بِالعَراقيبِ

تُراثَ عُثمانَ كانوا الأَولِياءَ لَهُ

سِربالَ مُلكٍ عَلَيهِم غَيرَ مَسلوبِ 

 همُ الذينَ أجابَ اللَّهُ دعوَتَهُمُ

لما تلاقت نواصي الخيلُ، فاجتلدُوا

تمت جدودهم والله فضلهم

وجد قوم سواهم خامل نكد

وأنت أهل البيت لا يوازنهم

بيت إذا عدت الأحساب والعدد

هَذي البَرِيّة ُ تَرْضَى ما رَضِيتَ لهَا،

إنْ سرْتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا وَقفُوا

هُوَ الخَليفَة ُ فارْضَوْا ما قَضَى لَكُمُ،

بالحَقّ يَصْدَعُ ما في قَوْلِهِ جَنَفُ

آلُ المهلبِ جذَّ اللهُ دابرهم أمْسَوْا

رَمادًا فلا أصْلٌ وَلا طَرَفُ

من عاشقٍ أمسى بزابلستان

إن ثقيفًا منهم الكذابان

كذابها الماضي وكذاب ثان

أمكن ربي من ثقيف همدان

أيها المشتهي فناء قريش

بيد الله عمرها والفناء

إن تودع من البلاد قريش

لم يكن بعدهم لحي بقاء

إنما مصعب شهاب من الله

تجلت عن  وجهه الظلماء

أبى طول اليل أن يتصرما

وهاج لك الهم الفؤاد المتيما

على هالكٍ هد العشيرة فقدَه

دعته المنايا فاستجاب وسلما

وإن نلق للعباس في الدهر عثرة

نكافئه باليوم الذي كان قدَّما