فرانسيس بيكابيا:

مصوّر فرنسي، ولد في باريس سنة 1879 لعائلة ثرية، أم فرنسية وأب كوبي إسباني. هذا الثراء مكنه من العيش والتفرغ للفن بشكل كامل، إلا أنه لم يحقق الشهرة العالمية التي حققها أقرانه ومعاصروه كبابلو بيكاسو، ومرسيل دوشان.

جاء بيكابيا إلى نيويورك لأول مرة عام 1913، كواحد من الفنانين الطليعيين آنذاك، ليعود من نيويورك التي احتفت به إلى أوروبا محملاً بثمار التجديد كما ترى أوملاند.

ونلاى هذا التأثير قد برز بدايةً في عملين ضخمين أنجزهما بيكابيا في العام نفسه، وعُرضا في المتحف النيويوركي جنباً إلى جنب، وهو الأمر النادر حيث إن واحدًا منهما بملكية أحد المتاحف الباريسية، والثاني بملكية أحد متاحف شيكاغو، ولكن تم جلبهما إلى نيويورك خصيصًا لهذا المعرض.

حاول بيكابيا استعارة مصطلحات فنية من الرقص والموسيقى، وعكس إيقاعاتها في تلك اللوحات، حملت الأولى عنوان "أدتا اونيزو" والثانية "أودني".

ركب بيكابيا عنوان لوحة "أوداتا أونيزو" من كلمتين وهما نجم ورقص، وتترجم تحت عنوان "فتاة أميركية: رقص". واستوحى اللوحة من مشاهدته لقسيس أسرته راقصة فرنسية على متن السفينة، التي استقلها بيكابيا إلى نيويورك.

حاول في تلك اللوحة خلق حركة وإيقاع يحاكي نوتة موسيقية ورقصاً، فيخلق أشكالاً زواياها في الغالب دائرية وليست حادة.

تحاول تلك الحركة محاكاة الرقص والشهوة مع المحافظة على التوازن بين الألوان الدافئة كالأزرق والبنفسجي وأخرى غامقة وغامضة كالأسود. وعند تأمل اللوحة تبدو تلك الأشكال الدائرية والأسطوانية المتداخلة ببعضها البعض وكأنها تجري في طريقها إلى الخروج من إطار اللوحة.

وعن تلك اللوحة قال بيكابيا في إحدى المقابلات إنها "ذكريات من أميركا، إثارة من هناك، تجلس ببراعة/ بشكل مهذب كوتر موسيقي وتصبح ممثلة لفكرة وحنين وانطباع زائل".

ومن المثير أن أغلب النقاد في باريس لم يرحبوا بهذين العملين آنذاك، ولم ينظروا إليهما كأعمال طليعية تجريدية إلا بعد الحرب العالمية الثانية.

انتقل بيكابيا إلى رسومات تتعامل مع الحداثة والتصنيع والجسد المحصور داخلها وبشكل مكثف. وسرعان ما ركزت تلك الأعمال، التي جاءت خلال الحرب العالمية الأولى، على أجزاء من الجسد. وانتقل بيكابيا للعمل والرسم على مواد مختلفة من بينها الخشب.

وخلال تنقلاته الكثيرة داخل أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى، سافر إلى برشلونة في إسبانيا، عام 1917. ومنها أطلق أربعة فصول من مجلته الطليعية "391"، والتي أطلق عليها هذا الاسم تكريمًا لمجلة فنية وأدبية سابقة تنتمي إلى الدادائية أطلقت في نيويورك بين الأعوام 1915 و1916 من قبل أربعة كتاب وفنانين أشهرهم المصور الأميركي ألفريد شتيغليتس.وكان لبيكابيا بعض المساهمات فيها.

وعلى عكس مجلة "291"، التي خلطت في أعدادها بين الفني وبين والإبداع المكتوب ناهيك عن أن مؤسسيها عملوا على أن تكون نسخة المجلة نفسها عملاً فنياً وليس فقط وسيلة لتوصيله، فإن مجلة "391" ركزت على الكلمة والأدب. كما أطلقت أعدادها الـ 19، من المدن التي انتقل إليها بيكابيا. فبعد برشلونة صدرت المجلة من نيويورك ومن ثم زيوريخ السويسرية لتستمر في باريس حتى عام 1924.

 


المراجع

alaraby.co.uk

التصانيف

فنون   التاريخ   العلوم البحتة   رسم   نيويورك   فرنسا   شخصيات فرنسية   أدب