طريقة علاج الربو: هل تفيدك طرق العلاج التكميلية والبديلة؟
تتراوح طرق علاج الربو بالطب التكميلي والبديل (CAM) بين تمارين التنفس إلى العلاجات العشبية. ولكن يصعب تحديد مدى أمان وفاعلية هذه العلاجات نظرًا للافتقار إلى التجارب السريرية جيدة الإعداد.
أظهر استبيان حديث لأطباء الحساسية أن أغلب من استخدموا الطب التكميلي والبديل CAM قاموا بذلك لأنهم ظنوا هذه العلاجات أكثر أمانًا من الأدوية التقليدية. ولكن لاحظ الأطباء صلة بين ارتفاع معدل استخدام الطب التكميلي والبديل CAM وتفاقم الأعراض وزيارات غرفة الطوارئ.
إذا كنت تفكر في علاج الربو بالطب التكميلي والبديل CAM، فسنعرض لك فيما يلي معلومات ينبغي معرفتها.
الوخز بالإبر
يضمن الوخز بالإبر إدخال الممارس إبرًا رفيعة للغاية في الجلد في نقاط محددة في الجسم. هناك أدلة قليلة تدعم فرضية فعالية هذه الطريقة في علاج الربو. وقد أجرى الباحثون العديد من الدراسات غير المنتظمة التي أخرجت نتائج مختلطة أو مخيبة للآمال. وتشير بعض الأبحاث إلى أن الوخز بالإبر يمكن أن يقلل الحاجة إلى استنشاق الستيرويدات خاصة بالنسبة للأطفال، ولكن لا يزال الأمر يتطلب المزيد من الدراسات الحاسمة. في حالة اختيار تجربة الوخز بالإبر، ينبغي التعاون مع اختصاصي وخز بالإبر يكون خبيرًا معتمدًا ويفضل أن يكون طبيبًا.
تمارين التنفس
تشمل تمارين التنفس المتبعة لعلاج الربو أسلوب بوتيكو وطريقة بابوورث والتنفس أثناء اليوغا (براناياما). وفي تلك الطرق، تأخذ أنفاسًا بطيئة وعميقة ومتساوية لتغيير نمط التنفس ومنع التنفس السريع (فرط التنفس). وتتميز هذه التمارين بأنها لا يبدو عليها أنها تزيد التفاعل التحسسي الذي يحفز أعراض الربو.
وقد وجدت مراجعة شاملة لإحدى الدراسات البحثية عن تمارين التنفس المستخدمة لعلاج الربو أن هذه التمارين قد تكون لها فوائد محدودة، هذا إن وجدت. وما زالت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليتها. ومع ذلك، فإن تمارين التنفس تتميز بسهولة أدائها وقد تساعدك على الاسترخاء. وقد أشار بعض الأشخاص الذين مارسوها إلى أنهم قد شعروا بتحسن.
المعالجة اليدوية
ألمحت بعض الدراسات إلى أن تقويم العمود الفقري قد يساعد في تقليل عدد نوبات الربو والحاجة إلى الأدوية، خاصةً عند الأطفال. إلا أن مراجعة شاملة لدراسات علاج الربو بالمعالجة اليدوية لم تجد أن هناك ما يكفي من الأدلة التي تدعم استخدام هذه الطريقة كوسيلة فعالة لعلاج الربو.
النظام الغذائي والفيتامينات والمكملات الغذائية
يساعدك النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذاائية في الحفاظ على صحتك. وتظهر الكثير من الدراسات أن بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة قد تساعد في تخفيف أعراض الربو لدى بعض الأشخاص. هناك ثلاث مواد يبدو أن لها نتائج واعدة، وهي:
- مضادات الأكسدة. أظهرت الدراسات أن المصابين بربو حاد لديهم مستويات أقل من هذه العناصر الغذائية الوقائية الموجودة في الفواكه والخضراوات. عادةً ما تعطي المستشفيات الماغنيسيوم المضاد للأكسدة عن طريق الوريد في نوبات الربو الحادة. وقد ألمحت بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C وفيتامين E المضادين للأكسدة قد يخفف من أعراض الربو، إلا أن مراجعة محكمة أجريت حديثًا أظهرت خطأ ذلك.
- أحماض أوميغا 3 الدهنية. قد تقلل هذه الزيوت الصحية الموجودة في العديد من أنواع الأسماك من الالتهاب الذي يؤدي إلى ظهور أعراض الربو. تشير بعض الدراسات صغيرة النطاق إلى أن فائدة المكملات الغذائية المحتوية على زيت السمك محدودة في هذا الشأن. ولم يتضح ما إذا كان لأحماض أوميغا 3 الدهنية المستخرجة من بذور الكتان وزيت الكانولا ذات التأثيرات المفيدة التي تتميز بها أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك. ويبدو كذلك أن أوميغا 3 له عدد من الفوائد الصحية الأخرى.
- فيتامين D: يعاني بعض الأشخاص المصابين بالربو الحاد من انخفاض مستويات فيتامين D، ويحاول الباحثون استكشاف ما إذا كان من الوارد أن يخفف فيتامين D أعراض الربو أم لا. اسأل الطبيب عن أفضل كمية من فيتامين D. فقد يضر تناول كمية منه أكبر من اللازم بالكلى.
قد تساعدك الفيتامينات المتعددة أو المكملات في الحصول على العناصر الغذائية ولكن أفضل طريقة للتيقن من أنك تحصل على التغذية المناسبة تتمثل في اتباع نظام غذائي متنوع غني بالأطعمة الطازجة غير المعالجة. ليس هناك أي أثر سلبي لزيادة ما يحصل عليه الجسم من الفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية مثل أسماك المياه الباردة والمكسرات والخضراوات وبذور الكتان المطحونة.
العلاجات العشبية.
منذ آلاف السنين والعلاجات العشبية تستخدم لعلاج مشكلات الرئة في آسيا. وقد أظهرت الأبحاث نتائج واعدة لبعضها، لكنها ما زالت تحتاج إلى مزيد من الدراسة. عادة ما تستخدم علاجات الطب التقليدي الصيني والهندي والياباني على خلطات من الأعشاب. فاستخدام خلطة من الأعشاب المتنوعة قد يكون أكثر فعالية من استخدام عشب واحد فقط.
ينبغي توخي الحذر عند استخدام العلاجات العشبية، وتناقش دائمًا مع طبيبك بشأن استخدام الأعشاب أو المكملات الغذائية. ضع في اعتبارك الأمور التالية قبل تناول أي علاج عشبي:
- الجودة والجرعة. لا توجد عادة معايير لمراقبة جودة العلاجات العشبية. ولهذا قد تختلف العلاجات في جودتها وقوتها. وقد يحتوي المنتج الذي تشتريه على مكونات غير مذكورة في قائمة مكوناته، أو قد يكون المنتج ذاته ملوثًا. علاوة على ذلك، قد تكون العلاجات القادمة من البلدان النامية عرضة لمخاطر تلوث مرتفعة، الأمر الذي قد يكون خطيرًا على صحتك.
- الآثار الجانبية. قد تتراوح الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات العشبية بين طفيفة إلى شديدة. ويعتمد ذلك على العشب والجرعة التي تتناولها منه. يجب توخي الحذر بشكل خاص مع الأعشاب والمكملات الغذائية التي تحتوي على الإيفيدرا أو المواد الشبيهة بالإيفيدرا. فقد تسبب تلك المواد تقلبات خطيرة في ضغط الدم وقد ارتبطت بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وتشمل الأمثلة على ذلك نبتة الإيفيدرا (المحظورة في الولايات المتحدة) والبرتقال المر.
- تفاعلات الأدوية. يمكن أن تتفاعل علاجات عشبية معينة مع أدوية أخرى.
لا تعني هذه المخاوف أن تجربة العلاج العشبي فكرة سيئة بالضرورة، عليك فقط أن تتوخى الحذر. تحدث إلى طبيبك قبل تناول علاج عشبي للتأكد من أنه آمن لك.
التدليك
تشير الدراسات إلى أن التدليك قد يساعد الأطفال المصابين بالربو على التنفس بشكل أسهل. وقد أثبتت تجربة حديثة ومضبطة جيدًا أن الأطفال الذين يتلقون تدليكًا لطيفًا للظهر لمدة 20 دقيقة قبل النوم من قبل أحد والديهم يجدون تحسنًا كبيرًا في وظائف الرئة بعد خمسة أسابيع. يبدو أن التدليك لعلاج الربو تبلغ فعاليته أقصاها في الأطفال الأصغر سنًا الذين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 8 أعوام أكثر منها في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 9 إلى 14 عامًا.
أساليب الاسترخاء
يساعد العلاج بالاسترخاء في خفض ضغط الدم وإبطاء التنفس. وتشمل أساليب هذا العلاج التأمل والارتجاع البيولوجي والتنويم المغناطيسي واسترخاء العضلات التدريجي (أسلوب ألكسندر). لا يعلم الأطباء على وجه اليقين ما إذا كان العلاج بالاسترخاء يساعد مباشرة في تخفيف أعراض الربو أم لا. مع ذلك، قد تساعد وسائل العلاج بالاسترخاء في تخفيف التوتر، الأمر الذي يمكنه أن يحسِّن صحتك بشكل عام.