عمان– كانت عملية زراعة الكبد في الماضي مجرد حلم يراود الأطباء والمرضى الذين يعانون من فشل دائم في وظيفة الكبد، إلا أنه وبعد جهود مضنية أصبح هذا الحلم واقعا وحقيقة ممكنة، وغدت عملية زراعة الكبد بمثابة الضوء الذي يقبع في نهاية ممر الفشل الكبدي، فما هذه العملية؟ وكيف تجرى؟
الكبد هو أحد أعضاء الجسم القليلة القادرة على النمو والتخلق من جديد “Regenerate”، بعد أن يفقد جزءا من تركيبه، إلا أنه في بعض الأحيان يكون الضرر الذي قد أصاب الكبد شديدا جدا لدرجة يصعب على الكبد في مثل هذه الحالة أن يعوض ما فقده من أنسجة، وفي مثل هذه الحالة، فإن الحل الوحيد لمثل هذه المعضلة الصحية هو عملية زراعة الكبد.
وحتى تتم عملية زراعة الكبد، لا بد من وجود متبرع للكبد تتوافر فيه الشروط التالية:
• التمتع بحالة صحية جيدة، حيث يكون المتبرع قادرا صحيا على تحمل أعباء الجراحة وتوابعها.
• خلو المتبرع من الأمراض الجرثومية والالتهابات التي يمكن أن تنتقل إلى المريض.
• وجود تطابق بين أنسجة المريض وأنسجة المتبرع، وذلك حتى لا يرفض جسم المريض الكبد المزروع المتبرع به.
تحضير المريض والمتبرع للعملية
قبل البدء بعملية زراعة الكبد، لا بد أن يجري الطبيب عددا من الفحوصات الطبية للمريض والمتبرع، ومن أهم هذه الفحوصات ما يلي:
• عمل صورة شعاعية للصدر بواسطة أشعة إكس Chest x-ray.
• عمل تخطيط للقلب (Electrocardiogram ECG للتأكد من سلامة وظيفة القلب لدى المريض وقدرة المريض على تحمل ظروف العملية.
• عمل فحوصات فوق صوتية لكبد المريض Ultrasound with Doppler examination: تساعد الطبيب على معرفة فتحات ومخارج الصبغة المرارية والأوعية والشرايين والأوردة الموجودة في كبد كل من المريض والمتبرع.
• عمل مسح بواسطة فحص CT (CAT) scan: وهذا الفحص يفيد الطبيب في تقصي حجم الكبد والأوعية والدموية فيه.
• عمل صورة رنين مغناطيسي MRI (magnetic resonance imaging).
• عمل مسح لعظام المريض Total-body bone scan.
• عمل فحوصات الدم Blood tests.
• عمل فحوصات للتأكد من سلامة وظيفة الرئة Pulmonary function test.
• عمل صورة للأوعية الكبدية والمرارية في كبد كل من المريض والمتبرع.
• عمل فحص الكلى.
هذا إلى جانب عدد من الفحوصات الأخرى التي يصفها الطبيب قبل القيام بهذه العملية الكبيرة.
العملية
في الغالب، تتطلب عملية زرع الكبد مدة زمنية لا تقل عن أربع ساعات، يكون المريض خلالها مستلقيا على ظهره ومخدرا، يقوم الطبيب بعمل شق في بطن المريض جهة الكبد، وبعد ذلك يستأصل الجزء المراد استبداله من كبد المريض، والذي عادة ما يكون الفص الأيمن، ورغم ذلك، فإن الجزء المستبدل يختلف من حالة إلى أخرى تبعا لنتائج الفحوصات التي أجريت فيما سبق.
وهذه العملية شديدة الصعوبة، وعلى الطبيب أن يتوخى أقصى درجات الحذر للمحافظة على سلامة الأوعية الدموية والمرارية الموجودة في الكبد.
ماذا بعد عملية زراعة الكبد؟
بالنسبة للمتبرع، فإن استئصال جزء من الكبد لن يؤثر على صحته أو على وظيفة الكبد لديه؛ ذلك أن الكبد يبدأ بالنمو من جديد معوضا الجزء المزال خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عملية الاستئصال، وبعدها يرجع الكبد إلى وضعه الطبيعي تقريبا.
أما بالنسبة للمريض، فإنه سيشعر بالألم بعد العملية، ولذا يصف له الطبيب بعض مسكنات الألم، وفي الغالب تتطلب هذه العملية إقامة المريض في المستشفى لفترة زمنية تتراوح بين خمسة وعشرة أيام تتم خلالها متابعة حالة المريض الصحية بشكل حثيث وإعطاؤه بعض الأدوية التي تخفض مناعة الجسم وتمنع رفض الجزء المزروع، وبعد خروج المريض من المستشفى، من المهم أن يواصل تناول الأدوية التي وصفها له الطبيب، وأن يحافظ على مواعيده مع الطبيب للتأكد من عدم حدوث الرفض وضمان نجاح العملية.
المراجع
alghad.com
التصانيف
ثقافة صحة العلوم التطبيقية طب جراحة