كمال الدين بهزاد مصوّر منمنمات إيراني. ولد في مدينة هرات في إيران، وهي المدينة التي عُرفت بوجود مدرسة فيها لنسخ المخطوطات وتذهيبها وتزيينها بالمنمنمات والزخارف. وقد تميزت منمنمات مدرسة هرات هذه بتصوير المناظر بألوان زاهية وتضمينها عمائر وشخوصاً بتناسب مدروس بين هذه العناصر. وذلك في المرحلة التيمورية في الفن الإيراني في القرنين الثامن والتاسع الهجريين.درس بهزاد الفن على يد بيرسيد أحمد التبريزي وعلى ميرك نقاش من هرات، ثم برز مصور منمنمات مهماً في مدينة هرات، وكان يحظى فيها برعاية السلطان حسين ميرزا بيقرا ووزيره الشاعر والموسيقي والمصور مير علي شير نوائي. وعندما سقطت المدينة في يد الشاه إسماعيل الصفوي سنة 916هـ (1512م) أخذ الشاه بهزاد معه إلى مدينة تبريز حيث لقي حظوة عنده وعند خليفته الشاه طهماسب. في سنة 930هـ عيّن الشاه إسماعيل الصفوي بهزاد مديراً للمكتبة العامة التي تضم في رحابها أمهر الخطاطين والمصورين والمذهبين.طوّر بهزاد فن تصوير المنمنمات في المخطوطات الإيرانية، في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، في اتجاه واقعي، مع الاحتفاظ بمبدأ المنظور الشرقي، أي ترتيب المشاهد بحسب بُعدها باتجاه شاقولي فوق بعضها، وبالنفحة الشاعرية كذلك. وقد عالج بهزاد الموضوعات والقصص الإيرانية الشعبية، ورفع منزلة التصوير المنمنم وقدمه على الخط في المخطوطات، فلم يدع الخطاط يحدد له حيّز الصورة في صفحة المخطوط كما جرت العادة، بل ترك لنفسه حرية القرار في ذلك. وبرع بهزاد أيضاً بتصوير الخيل خاصة، وقد ذاعت شهرته وتعدت حدود بلاد فارس، وتسابق في طلب صوره الأمراء وعشاق الفنون، فسارع الفنانون إلى محاكاة أسلوبه الفني وتقليد توقيعه رغبة في الحصول على جزاء مادي مجز لأعمالهم. ومن صفاته الشخصية أنه كان متأثراً بالتصوف الإيراني كما كان طيباً يغلبه الحياء.كان لبهزاد تلاميذ ومساعدون كثيرون اتبعوا نهجه في التصوير، منهم الشيخ زاده وخواجه عبد العزيز وأقاميرك وقاسم علي الذي رسم صورة شخصية لبهزاد بلباس صفوي، وهي موجودة في مكتبة يلدز في الأستانة. ومما يميز أعمال كل من بهزاد وأتباعه أن عمائم الرجال المصورين فيها تبرز في أعلاها عصا صغيرة حمراء.من أعمال بهزاد ثلاث صور في نسخة من مخطوط «منظومات» للشاعر الإيراني نظامي في المتحف البريطاني، اثنتان منها تمثلان معركتين حربيتين، ومجموعة صور في مخطوط كتاب «بستان» للشاعر الإيراني سعدي، الموجود في دار الكتب المصرية بالقاهرة وهي خمس؛ وقد كتب المخطوط الخطاط سلطان علي الكاتب سنة 893هـ للسلطان حسين بيقرا الذي نرى صورته في صور المخطوط، ويضم المخطوط أيضاً صورة للملك دارا وراعي خيله، وصورة تمثل قصة سيدنا يوسف. ولبهزاد صفحة مصورة تمثل الشاه طهماسب فوق شجرة موجودة في متحف اللوفر في باريس. وتنسب لبهزاد صورٌ في مخطوطات أخرى قد تكون من عمل أحد تلاميذه أو واحد ممن اتبعوا طريقته.عمر بهزاد طويلاً ولا يعرف بالتحديد تاريخ وفاته.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون العمارة فنون