فرانسيسكو بريماتيتشو Primaticcio Francescoفنان تشكيلي إيطالي من أسرة نبيلة، ولد في مدينة بولونية Bologne الإيطالية، ونشط فنيا في فرنسة وتوفي في عاصمتها باريس، وقد ظهرت موهبته في التصوير في سن مبكرة، وبرزت مكانته الفنية والاجتماعية في عصر النهضة الإيطالي.كانت مدينة بولونية، في فترة تدربه على الرسم، خالية من معلمي الرسم الكبار، وكان الفنانون المحليون يقتدون بأسلوب المدرسة الرومانية. درس بريماتيتشو على يد الفنان إينوتشينزو دا إيمولا Innocenzo da Immola، وفي محترف بانياكافالّو Bagnacavallo، ثم راح يبحث في مدينة مانتو Mantoue عما لم توفره له بولونية، فوجد ضالته في كنف جوليو رومانو Jules Roain، أمهر تلامذة رافايلّو، وتأثر بأسلوبه وساعده في تنفيذ عدد من اللوحات الزيتية والتزيينات الجدارية التي صممها رومانو لتزيين قصر تي Te، وفي هذا الجو الذي اجتمعت فيه وسائل التكلفية[ر] manierisme وفنونها جميعا اكتملت قدرات الفنان ونضجت، فبرع رساما ومصورا ونحاتا ومعمارا، ومهر في استخدام مسحوق الرخام الذي شاع استعماله في تزيين قصور الملوك وعلية القوم.في عام 1532 أرسله رومانو إلى فونتينبلو Fontainebleau ليحل محله في خدمة الملك فرانسوا الأول الذي عمل جاهدا على أن يجعل من مكان إقامته مركزا فنيا يضج بالحياة ويبهر الناظربن بجماله وروعته، وفي فونتينبلو التقى بريماتيتشو بالفنان روسو Rosso الأوسع شهرة، فكرس جل نشاطه لمشروع الملك، وباشر عمله بالتعاون مع المعلم الإيطالي روسو الذي رسخ طريقته في العمل وفرض أسلوبه التكلفي الفلورنسي، ولكن عوادي الزمن أتت على جل أعمال هذين الفنانين أو شوهتها، ولولا تضافر جهود المرممين والترميمات التي أجروها على المكان والأعمال بين عامي (1961-1966)، لتعذر الكشف عما أنجزه بريماتيتشو إبان تعاونه مع روسو: تزيين غرفة الملك (1533-1535، قصة بسيشة)، تزيين غرفة الملكة (1534-1537)، تزيين رواق الباب المذهب، مدخل قصر فونتينبلو الرئيس، بمشاهد من قصة هرقل.وفي عام 1540 أرسله الملك الفرنسي الى إيطاليا ليقتني له مجموعة من القطع الأثرية وعلى الخصوص القديمة منها محط إعجابه، وفي أثناء غيابه توفي روسو، فعاد أدراجه الى فونتينبلو ومعه (25) قطعة فنية من الرؤوس القديمة المنحوتة : فينوس، وهرقل، وغيرها، ليكمل أعمال زميله المتوفى غير الناجزة، ويتابع أشغاله في القصر، فصور قصة جوبيتر ثم أوليس (1540-1560) وعددا من اللوحات الزيتية الأخرى، وزين غرفة الدوقة إيتامب (1541-1544) Etampes، وقاعة المرقص (1552-1556)، وجناح الحمامات (1541-1547) .وبتكليف من الملك، رأس بريماتيتشو كوكبة من الفنانين والعمال العاملين في تزيينات القصر الداخلية، وفي الإنشاءات الجديدة، وفي تنظيم الحدائق، وراقب ورشات السجاد والسباكة، وصمم النماذج للنحاتين والصياغ والحفارين موزعا وقته بين العمارة والتصوير والرسوم الجدارية والتزيينات الداخلية والإدارة. إن هذه الوفرة الوفيرة من الفنانين المساعدين تكاد تحول دون تحليل تقنيته لولا صورته الشخصية في صالة الأوفيس Officces بفلورنسة، التي تستحضر أسلوبه التكلفي وطرائقه في أعماله الأخرى: «رقصة برسيبوليس» Persepolis التنكرية المتطابقة مع لوحاته في فونتينبلو، ويمكن بالمشابهة أيضا أن يضاف اليها لوحة «العائلة المقدسة» في الإرميتاج، ولوحة «غشية هيلينة» في متحف رود إيسلاند في بروفيدانس، و«لوحة أوليس وبنيلوب».كان لوظيفته في إدارة الفنون الجميلة كافة، وفي رقابته على الأبنية وإنشاءاتها، الدور الأكبر في تشكيل مدرسة فونتينبلو، وفي ترسيخ مفاهيمها، تلك المدرسة التي قلبت التقاليد الفرنسية الفنية القومية رأسا على عقب.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون العمارة فنون