بيير بول برودون Pierre Paul Prud’hon نحات ومصور فرنسي، ولد في كلوني في فرنسة حيث استُقدم والده الذي اشتهر بنحت الحجارة لترميم الكنيسة فيها، وتوفي في باريس. نشأ برودون على محبة فن النحت، وانكب منذ حداثته على صنع تماثيل ملونة لقديسين وعلمانيين نالت إعجاب أسقف مدينة ماكون، فأرسله، على نفقة الدير، للدراسة في مدرسة «فن الرسم» في مدينة ديجون Dijon، ولكن تطلعه إلى الإتقان ورغبته في الاستزادة دفعانه إلى الذهاب إلى باريس سنة 1780 متدبراً مؤونة عيشه بالعمل في فن الحفر والطباعة.عاد برودون إلى مدينة ديجون لمتابعة دراسته، وفي عام 1784 فاز بجائزة رومة التي تخول صاحبها حق الدراسة على نفقة الحكومة الفرنسية في دارة ميديتشي في رومة. اهتم برودون أثناء إقامته بدراسة المنحوتات القديمة (الإغريقية والرومانية) الموزعة في متاحف رومة، وبنسخ بعض أعمال ليوناردو دافنشي[ر] وكوريجيو[ر] ورفايلو[ر].اعتنق برودون، بعد عودته من رومة، الأفكار الثورية الفرنسية، وصار معروفاً جراء رسومه التوضيحية وتصميماته الزخرفية، وهذا ما دعا نابليون الأول إلى تلقيب الفنان بمصور البلاط ومزخرفه.رجع برودون إلى باريس قادماً من غري Gray لينفذ أعمالاً في الحفر والتصوير، بناء على طلب جوزفين دي بوهارني Josephine de Beauharnais (الامبراطورة جوزفين فيما بعد)، كان من أهمها: لوحة «نزول الحقيقة إلى الأرض» في سقف قصر سان كلو، واللوحة الشخصية لجوزفين الامبراطورة وخلفها حدائق مالميزون (متحف اللوفر).بدأ فن برودون ينال التقدير الرسمي وإعجاب الطبقة البرجوازية في بداية القرن التاسع عشر، فانهالت عليه الطلبات والعروض. ومن أهم لوحاته في تلك المرحلة: الصورة الشخصية للسيد أنطوني (متحف ديجون)، وأخرى للسيدة أنطوني (متحف ليون)، واللوحات ذات الموضوعات الأسطورية مثل: «اختطاف بسيشة» و«ديانا تتوسل إلى جوبيتر» و«العدالة والقصاص الإلهي يطاردان الجريمة» (1808، اللوفر)، و«فينوس وأدونيس» (1812، مجموعة والاس، لندن)، واللوحة التي شارك بها في صالون (المعرض السنوي) سنة 1817: «أندروماك تبكي مصير أستيناكس».اشتهر برودون برسومه المنفذة بالفحم وألوان الباستل على ورق أزرق، وشملت أعماله الصور الشخصية والموضوعات التاريخية والرمزية والعاطفية، فضلاً عن التصميمات الزخرفية والصور الإيضاحية. وكانت لمساته في الموضوعات الاتباعية حسية أكثر منها تشكيلية حتى دعاه الفنان دافيد «بوشيه العصر». كان برودون بحق فنان الانتقال من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر، إذ يبدو بانفعالاته ووجدانياته اتباعياً.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

التربية والفنون   العمارة   فنون