جورج براك Georges Braque فنان تشكيلي فرنسي، ولد في أرجانتوي Argenteuil وتوفي في باريس. زاول التصوير والنحت، ويعد أحد الفنانين الحديثين الذين قدموا لغة فنية خاصة ومتفردة، وإحساساً إنسانياً معبراً، وكان والده مصوراً هاوياً.انتقل جورج براك مع أسرته إلى الهافر عام 1890 حيث بدأ دراسة الفن، ثم رحل إلى باريس عام 1900 وفيها درس التصوير الزيتي في مدرسة الفنون الجميلة، وفي أكاديمية هومبرت Academie Humbert، وتأثر بالانطباعية في البداية، ثم ترك الدراسة عام 1904 ليتفرغ للفن.رسم براك عدة لوحات بالأسلوب الوحشي [ر.المدرسة الوحشية Fauvisme]، عرضها في صالون المستقلين عام 1906 وعكست رغبته في تنظيم اللوحة بالألوان وتناغمها، واستخدم ألوان المصورين الوحشيين، ونظمها وفق مبدأ لخصه بقوله: «إنني أفضل القاعدة التي تصحح الانفعال».واكتشف أهمية الفنان سيزان[ر] Cézanne وما سعى إليه من فن له أسسه المعمارية الراسخة، وراح يبحث عن القواعد التي تطبع اللوحة بطابع الثبات والديمومة، وبلغ ضالته المنشودة بالمثابرة والتجربة واقتحام المصاعب ومحاورة الحجوم والألوان.وفي عام 1907 تعرف بيكاسو[ر] Picasso ورسم عدة لوحات في الإستاك Estaque قرب مرسيلية، وقد عرفت إستاك بأنها منطقة محببة إلى سيزان، وعرض براك تلك اللوحات في معرض الخريف عام 1908 وكانت بداية التكعيبية التحليلية [ر.التكعيبية Cubisme] ثم تعمقت صداقته مع بيكاسو، وقدما معاً التكعيبية التركيبية التي تلت المرحلة التحليلية، وأعادا النظر في لغة الفن التشكيلي، وقدما اللوحة التي يوجد فيها مساحة جديدة مكتشفة، وينظمها عن طريق القيم التصويرية الحديثة، ولم يكتفيا برسم الأشكال وتصويرها بل لجأا إلى لصق مواد مختلفة وقصاصات ورقية على سطح اللوحة، وكان براك هو المحرِّض على تلك التقنية التي تسمى اليوم اللصق Collage، وكانت أعمال براك أكثر تشخيصاً، وتجريبية وتناغماً في الألوان.وفي عام 1914، التحق براك بالجبهة وأصيب في رأسه، وبعد عودته إلى باريس، بدأ مرحلة جديدة مهمة في تجربته، حاول فيها الوصول إلى جوهر التصوير الزيتي، والقيم الفنية المحضة، وسيطر على عناصره، وعلى تقنياته، وأغنى تجاربه بما هو أصيل، وأصبحت مساحاته أكبر وخطوطه أبسط، وألوانه أعمق مما كانت، وتعددت بعد أن تجاهلها في الماضي، واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1930.وفي المرحلة الأخيرة من تجربة براك ما بين 1930 و1963 قدم عدة موضوعات مهمة، لعل أهمها لوحات «الطيور» و«المرسم» إضافة إلى الطبيعة الصامتة التي سيطرت على تجاربه في هذه المرحلة، وعبر عن الجانب الإنساني في تجربته، وقدم الأعمال التي حملت أعمق المعاني بأبسط الأشكال، ولخصت القضايا الحياتية بعمق، وعبر عن التحولات والصراع بتحاور المساحات وتنظيمها.وفي التجربة التي استخدم الطيور فيها للتعبير عن الإنسان، رسم الطائر يقدم الطعام لعشه، ويصارع، ويزداد تحليقاً على خلفية حمراء، وأحد الطيور تمنع سحابةٌ تحليقه، وعبر في رؤيته عن هدف أساسي من أهداف «الحداثة الفنية»، وهو أن تتحول الأفكار إلى قيم تصويرية، وتشخص من خلالها، كما كان يقول: «تنتهي اللوحة حين تنقل فكرة معينة».ولهذا أثرت تجربته تأثيراً عميقاً في الفن الحديث كله، وفي الصوغ الحديث الذي جمع، إلى أبعد الحدود، ما بين الإنساني والفني المحض.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

التربية والفنون   العمارة   فنون