ياكوبو نيغريتي بالما Jacopo Negriti Palma مصور إيطالي ولد في مدينة سيرينا في مقاطعة برغام وتوفي في البندقية، جاء ذكره في الوثائق أول مرة عام 1510م، ولقّب بالشيخ Le Vieux منعاً للبس بينه وبين ياكوبو بالما الشاب المصور الإيطالي الذي عاش بين عامي 1544و 1628.من المرجح أن يكون بالما الشيخ قد تتلمذ لجيوفاني بيلّيني [ر] Giovanni Bellini الذي أوجد في عصره أسلوباً خاصاً بمدينة البندقية، من دون أن تكون هناك إثباتات قاطعة حول تلمذته تلك. وسواء أكان ذلك صحيحاً أم غير صحيح فإن بالما قد اختلف عن بيلّيني في تأثره بالتيار الجديد الذي أطلقه آنذاك مصورون معاصرون له مثل تيتسيانو Tiziano وجيورجوني Giorgione والذي يعطي أولوية للون في تشكيل فراغ مضيء في اللوحة، ويبدو ذلك واضحاً في لوحة «المادونا» الموجودة في رواق كولونا في رومة، وهي اللوحة الوحيدة التي تحمل توقيع بالما.اختص بالما بالتصوير الديني التأملي الذي يجمع في لوحة واحدة بين شخصيات دينية لا علاقة تاريخية بينها، وهو ما نجده في الموضوعات المعروفة باسم «المحادثة القدسية» Sacre Conversazione التي أعاد بالما رسمها عدة مرات، وفيها مجموعة من الشخصيات الدينية تحيط بالعذراء وطفلها وتتسامر فيما بينها بهدوء. كذلك طبق على موضوعاته المختلفة طريقة جيورجوني في التلوين وتشكيل الأجواء الغائمة، لكنه استطاع أن يوصل تلك التقنية إلى حدها الأقصى حين استخدم الطلاء الزجاجي الشفاف في لوحاته، لكن هذا الطلاء لم يصمد أمام عامل الزمن وزال في معظمه لاحقاً.نفذ بالما نحو سنة 1508م مجموعة من اللوحات الصغيرة بموضوعات أسطورية أهمها اللوحة الموجودة في متحف فيلادلفية، التي نقلها عن لوحة «العاصفة» لجيورجوني، وأجرى عليها الفنان بالما تعديلات تتماشى وأسلوبه الفني الخاص. واهتم بتصوير الجسد العاري أيضاً، وهذا مايظهر في لوحة «آدم وحواء» في متحف برونزويك ولوحة «الحوريتان» في متحف فرانكفورت ولوحة «فينوس» في متحف درسدن.تميزت لوحات بالما التي نفذها في المدة ما بين عامي 1512و 1515 بسيطرة الألوان الفاتحة الشقراء وغنى تدرجاتها، كذلك فإن الصور الشخصية (البورتريه) واللوحات الدينية تبيّن نزعته الواضحة إلى التفخيم والتكوينات المحكمة والفنية. من أشهر لوحاته الدينية لوحة «القديسة بربارة» التي نفذها نحو عام 1515 في كنيسة سانتا ماريا فورموزا في البندقية، وهي تتميز بتكوينها المحكم وبطابعها المحلي؛ ولوحة «المحادثة القدسية» التي نفذها بين عامي 1523 و1525، وتوجد في أكاديمية الفنون في البندقية، وقد قام تيتسيانو بإنهائها، ولوحة «العذراء بين قديسين» في كنيسة سان ستيفانو في مدينة فيسانس Vicence، وفيها يبدو تأثير جيورجوني في تصوير الشخصيات وفق أنماط معينة.كذلك اهتم بالما بالموضوعات الجديدة التي بدأت تحتل مكانها في فن التصوير مثل موضوعات الرعويات، وخاصة أن هذا النوع يلبي نزعة بالما إلى تصوير الجمال الأنثوي الذي يتبدى في النساء الشقراوات الجميلات كما في لوحة «الشقيقات الثلاث» (نحو 1525) في مجموعة الفن الحكومي في درسدن، وتعد هذه اللوحة من أفضل أعمال بالما، وهي مثل كثير من لوحاته الأخيرة تُظهِر تأثير الرسام لورنزو لوتو[ر] Lorenzo Lotto.بعد موت بالما أظهر الجرد الذي تم للأعمال الهاجعة في مشغله عام 1528 أنه ترك ما يقارب اثنتين وستين لوحة غير منتهية قام تلامذته بإنهائها، وهذا ما يفسر التفاوت في مستوى هذه اللوحات.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون العمارة فنون