الفن والعمارة في إندونيسية في المرحلة البدائية: كشفت الحفريات الأثرية في إندونيسية عن وجود أعمال فنية بدائية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد منها نقش على الصخر مع شيء من التلوين يمثل دببة أو طبعة اليد اليمنى لإنسان. وقد تميزت أعمال السكان الإندونيسيين الذين استقروا في الأرخبيل بين 2000 و 1500 ق.م بحس فنيّ عال تبدّى في صناعة فؤوس من الحجارة شبه الكريمة غاية في الإتقان والجمال، وعلى الأخص في جاوة الغربية، ومن ثم بدأ التعامل مع مادة البرونز، إذ عثر على بعض الأشكال البرونزية على هيئة أجساد بشرية وبعض الفؤوس المزينة تزييناً جميلاً، ويبدو أنها كانت مخصصة للاحتفالات، وكذلك بعض الطبول المستخدمة للاستمطار. وتدل هذه الأعمال على ذوق رفيع وعلى تشابه في استعمال الأدوات بين إندونيسية وجنوبي الصين وشمالي الهند الصينية، حيث يفترض أن السكان الأصليين من إندونيسية أقاموا هناك مدة من الزمن، وقد استمرت تأثيرات هذه المرحلة إلى ما بعد ذلك.لقد انتشر تأثيرالحضارة الهندية في إندونيسية منذ القدم، وتأسست فيها بعض الممالك التي حملت الطابع الهندي على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. وانتشرت فيها الديانتان الهندوسية والبوذية، واعتُمدت اللغة السنسكريتية لغة مقدسة، إلى جانب كتابة بالاّفا Pallava المعروفة في جنوب شرقي الهند. وكانت العلاقات التجارية والثقافية بالهند قوية وفعالة، لأن جزيرتي جاوة وسومطرة كانتا من المراكز الفكرية والدينية المهمة.20120213-024731.jpg20120213-024853.jpgوقد ظهرت هذه التأثيرات الهندية في بعض المنحوتات. ففي القرنين الثاني والثالث الميلاديين، انتشر أسلوب أمارافاتي Amaravati الهندي في جزيرة سولاويسي (سيليبس Celebes) وفي القرنين السادس والسابع الميلاديين، انتشر أسلوب غوبتا Gupta وأسلوب ما بعد غوبتا Post-gupta في بورنيو. وفي القرنين السابع والثامن، بدأ يظهر أسلوب بالافا Pallava في جاوة الغربية. أما الصروح المشيدة من مواد صلبة كالحجارة بأنواعها المختلفة فلم تظهر إلا نحو عام 730م حين بدأ يتبلور ما يطلق عليه اسم الأسلوب الهندي الجاوي. ذلك أن سكان جاوة استطاعوا أن يطوعوا الصيغ الهندية لإيجاد فن جديد غاية في الجمال.يصنف تاريخ الفن الإندونيسي في حقبتين: الحقبة التاريخية القديمة والفن المعاصر. وتقسم الحقبة القديمة إلى مراحل ثلاث أساسية: مرحلة جاوة الوسطى (650 - 930م) ومرحلة جاوة الشرقية (930 - 1530م)، ثم مرحلة الإسلام.الفن والعمارة في مرحلة جاوة الوسطى: تتصف هذه المرحلة بانتشار المعابد، وعلى الأخص في جاوة الوسطى حيث تلاحظ وحدة ذات شأن في أسلوب بنائها. من أشهر المعابد معبد بارابودور Barabudur الذي يعد أكثر المعابد البوذية في العالم كمالاً. ويعود زمن تشييده إلى الأعوام 800-850م حين احتلت سلالة شايلندرا السومطرية جاوة ونشرت الديانة البوذية فيها. ومخطط معبد بارابودور يعكس جوهر المعتقدات المقدسة في الديانة البوذية التانترية. فقد شُيّد المعبد على هضبة نصف دائرية من صخور البازلت تبلغ مساحتها نحو 400 متر مربع، وتمتد فيها من المحيط نحو المركز خمسة أروقة طويلة فيها كوات لحفظ التماثيل والمنحوتات البارزة التي لها طابع قصصي، وعلى قاعدة الهضبة نصف الدائرية سبعة مدرجات (منازل) تأخذ في الصغر كلما ازدادت علواً، وفي كل منزلة منها أركان للتماثيل وأضرحة مقببة على النمط الهندي الذي يسمى «ستوبا» Stupa. ولهذه المنازل السبع شكل مربع تشير زواياه إلى الجهات الأربع؛ وهي غير مسقوفة، لكن الجدران التي تحيط بها مزينة بأفاريز من النحت البارز يروي حياة بوذا. ويلاحظ أن النقوش في المنازل الثلاث الأولى تروي المرحلة الدنيوية في حياة بوذا الملك قبل أن يصل إلى مرحلة الإشراق، وهي مملوءة بالتفصيلات الواقعية الحية. وعند الوصول إلى المنزلة الرابعة ثم الخامسة وحتى المنزلة الأخيرة يبدو واضحاً للرائي أن النقوش تصبح أكثر روحانية، لأن هذه المنازل تصور المرحلة الثانية من حياة بوذا، أي مرحلة الإشراق. وفي داخل المنزلة الأخيرة العليا المربعة، توجد ثلاثة صفوف من الأضرحة المقببة يبلغ عددها 72 ضريحاً تحيط بضريح مركزي يرمز إلى محور العالم، وهو نبع الكون. وإن انتظام المدافن المحيطية حول المدفن المركزي الضخم يأخذ شكل الدائرة المقدسة المعروفة في الديانة البوذية بالماندالا Mandala، فهي تمثل الكون بأكمله وما فيه من آلهة مصورة بأشكالها أو بالرموز والأرقام السحرية التي تمثلها. ويعد هذا التنظيم الدائري في قمة المعبد إضافة إلى المنحوتات البارزة التي تزين جدرانه من أجمل الأمثلة عن الفن البوذي في جاوة.20120213-030403.jpgكذلك ثمة معابد أخرى صغيرة الحجم تعود إلى المرحلة نفسها خصصت لعبادة الإله شيفا Shiva، وهي تستمد من العمارة الدينية الهندية سقوفها الهرمية المتعددة الطوابق. وفي زوايا هذه المعابد توجد مصغرات لأبنية ومقصورات مخصصة لتمثال الإله شيفا مشيدة على قاعدة قليلة الارتفاع. أما الكوات في الجدار فمزينة بنقوش دقيقة وبعناصر تزيينية مأخوذة من الهند، منها ما يحاكي رأس وحش في القمة ووحشين من الجوانب. وقد ظلت هذه السمات مسيطرة على العمارة الهندية الجاوية إبان تطورها الطويل، وأفضل الأمثلة عليها مشيدات مثل معبد تشاندي نَغاوين Tchandi Nagawen ومعابد برينغابوس Pringapus وبافون Pavon وكالاسان Kalasan، وكلها تعود تقريباً إلى منتصف القرن التاسع الميلادي، ومعابد سيفو Sevu وبلاوسان Plaosan وبرامبانان Prambanan التي تعود إلى بداية القرن العاشر. ومن بين هذه المشيدات يعد معبد ميندوت Mendut (القرن التاسع) ذا أهمية خاصة، فقد شيّد على بقايا معبد أقدم منه، وهو ذو أسلوب يقترب كثيراً من أسلوب مرحلة ما بعد غوبتا الهندية في القرن السادس الميلادي، كذلك يتميز هذا المعبد بوجود منحوتات للعبادة فيه يمثل بعضها بوذا. من جانب آخر تبرز أهمية مجمّع لارا - جونغرانغ Lara - Djonggrang الواسع الذي بُني نحو سنة 900م في برامبانان، وكان في البداية يحتوي على 232 معبد مستقل. يتألف هذا المجمع الهندوسي من ثلاث باحات، تمتد الداخلية منها على مساحة 110 م2 وتحتوي على البرج الأساسي والمزار المخصص للإله شيفا، كما أنها محاطة بمزار للإله فيشنو Vishno وآخر لبراهما Brahma. وفي المزار الأساسي توجد صورة منحوتة رمزية على شكل الأيقونات، وحول الشرفات أفاريز جدارية من النحت البارز تروي أساطير هندوسية وملاحم هندية في أسلوب مستمد من بارابودور. وفي الإفريز الخارجي لمزار شيفا 62 لوحة جدارية من النحت البارز تصور مشاهد من الرقص التقليدي. أما الباحة الثانية فتمتد على طول 222م وتحتوي على أكثر من 200 مزار أصغر من المزار الأساسي تهدمت كلها عدا واحد. وفي هذا القسم من المعبد ثلاث صومعات وسط شريط مربع الزوايا من المعابد الصغيرة يحيط بها سور محكم. وتبين أبراج هذا المعبد الهندوسي المزينة بصفوف من المدافن المقببة البوذية الصغيرة كيف تعايشت الديانتان الشرقيتان البوذية والهندوسية بوئام في إندونيسية القديمة. 20120213-030525.jpg الفن والعمارة في مرحلة جاوة الشرقية: إن أكثر الصروح المعمارية في جاوة الشرقية شُيّدت بدءاً من نهاية القرن العاشر الميلادي ما عدا بعض الاستثناءات التي تعود إلى المرحلة السابقة. وقد تميزت الصروح التي تعود إلى هذه المرحلة بأسلوب معماري جديد يلحظ فيه غلبة التأثيرات المحلية. فقد صارت الصومعات والمعابد التي بنتها السلالة الحاكمة في جاوة الشرقية تأخذ شكل باحة مفتوحة تحتوي على عدد من المزارات الصغيرة الصخرية؛ وصارت المعابد تترابط في مجمعات معمارية محاطة بالأسوار الضخمة، وهو أمر لا مثيل له في جاوة الوسطى. كذلك فإن المقصورة المخصصة لتمثال الإلاهة سيلا Cella، صارت في جاوة الشرقية أضيق وأكثر ارتفاعاً، وتتوضع على قاعدة ترتفع شيئاً فشيئاً بسلسلة من الدرجات المكشوفة حتى تتوج بسطح هرمي الشكل ضخم للغاية وعلى كل جانب من جوانب هذه الصومعة يوجد باب يزينه من الأعلى رأس كبير للإله كالا Kala. ولا توجد في الصوامع والمعابد أروقة، كما أن بعض أبوابها مزيف لا يفضي إلى أي مكان، ولكن يعثر فيها على حمامات للمياه المقدسة، وعلى عدد كبير من المنحوتات الجدارية الخفيفة البروز والتماثيل المخصصة للعبادة. ومن أهم الأمثلة على هذه المعابد والمزارات الصخرية ما يتوزع في مناطق الينابيع البركانية وخاصة في بيلاهان Belahan حيث نُقبَت مدافن ملكية في الصخور.20120213-030611.jpgفي بداية القرن الحادي عشر بدأت تتطور في جاوة الشرقية منحوتات بارزة لأشكال كاريكاتورية، وهو ما عرف بأسلوب دمى خيال الظل. كذلك فإن بعض الأيقونات الثلاثية الأبعاد كانت تمثل آلهة الديانتين البوذية والهندوسية. ومن أهم الأعمال النحتية البارزة التي تعود إلى هذه المرحلة لوحات من الفخار كانت تزين أسوار العاصمة مجابهيت Majapahit، وتصور مناظر وأشكالاً إلهية وأرواحاً.والطابع العام الذي يسود الأعمال الفنية التي تعود إلى هذه الحقبة هو ثقلها، فالتزيينات تفتقر إلى الرشاقة والتفاصيل فيها كثيرة حتى المغالاة، أما البناء فسميك الجدران سقفه منخفض. كذلك فإن التماثيل المنحوتة تفتقر إلى تمثيل الحركة، فهي تبدو جامدة مشدودة إلى خلفية لها شكل مسلة Stele، وهي مزدانة بالحلي الكثيرة المصنوعة بشكل يلفت النظر. لكن التميز الفني لأسلوب جاوة الشرقية يظهر جلياً في المنحوتات الجدارية القليلة البروز التي تبتعد عن الأسلوب التقليدي لجاوة الوسطى، فقد أخذ الفنانون الشرقيون يبتدعون أشكالاً أصلية ذات أسلوب خاص مستلهمة من الرقص ومن المسرح ولا تحمل تأثيراً فنياً خارجياً. كذلك بدأ الاهتمام يزداد بالمناظر الطبيعية التي بلغت من الأهمية ما شغلت معه مركز الصدارة في المنحوتات الجدارية التي كلها مستلهمة منها. ومن معابد هذه الحقبة ما تم بناؤه في بداية القرن الثالث عشر الميلادي مثل معبد ساونتار Sawentar وكيدال Kidal وسينغازاري Singhasari وجاوي Djawi. ومنها ما تم بناؤه في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي مثل معبد جاغو Djago و جابونغ Djabung، والمجمع المعماري الكبير بانتاران Pantaran الذي يعود بناؤه إلى حقبة تمتد من 1197م إلى 1454م وسورافانا Suravana الذي يتميز بمنحوتاته الجدارية الجميلة ويعود إلى آخر القرن الرابع عشر، في حين يعثر في جزيرة بالي على أسلوب محلي استمد معالمه من الديانة البراهمية.الفن والعمارة في المرحلة الإسلامية: ظهرت في جزيرة جاوة ملامح فنية جديدة مع انتشار الإسلام الذي دخلها مع التجار الهنود في القرنين الثامن والتاسع الهجريين (الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين)، فقد انحسر النحت في هذه الجزيرة وازدهرت الفنون الزخرفية. وكان لاعتناق الإسلام في جاوة دوره في تشييد عدد كبير من الأضرحة والمقامات للأولياء فوق الجبال، ومن أهم الأولياء برابو سادماتا الذي عُرف بعد وفاته في نهاية القرن الخامس عشر باسم سُنَن جيري أي ولي الجبل؛ والولي فلاتيهان الذي عُرف باسم سُنَن جاتي نسبة إلى الجبل الذي دُفن فيه. وقد أرسله سلطان إمارة دماك إلى جاوة الشرقية للقضاء على الديانات السائدة فيها فأقام فيها دولة بنتام واستولى على الميناء الرئيسي الذي أخذ منذ ذلك الوقت اسم جاكرتة. ومع ذلك فقد عثر في جاوة على بعض المعابد البراهمية التي شُيدت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر مثل معبد كيداتون Kedaton الذي تم بناؤه في عام 1370م وسوكوه Sukuh وتيجتا Tejta اللذين يعودان إلى القرن الخامس عشر. وقد بدأت تظهر المساجد وتنتشر إلى جانب المعابد في كل المناطق في جاوة، وخاصة في كودوس Kudus حيث يوجد مسجد تعود مئذنته إلى بداية القرن السادس عشر الميلادي. ولقد تأقلم أسلوب الفن العربي الإسلامي [ر] في جاوة مع الذوق المحلي وبدا ذلك جلياً في الأشكال المعمارية والتزيينية التي تجمع بين التراث القديم والتقاليد الإسلامية. 20120213-030852.jpg وتجدر الإشارة إلى أنه تم العثور، في مراحل الفن المختلفة في جاوة ومنها المرحلة الإسلامية، على إنتاج مكثف لتماثيل برونزية صغيرة ومصابيح وحوامل قرابين مخصصة كلها للعبادة غير الإسلامية في إندونيسية.فنون المسرح والرقص وخيال الظل والأقنعة والدمى: تظهر التأثيرات الهندية بوضوح في فنون المسرح والرقص في إندونيسية. فغالبية الموضوعات مستمدة من ملحمتي المهابهاراتا والرامايانا الهنديتين، ومعظم الآلات الموسيقية المستعملة هي نفسها الموجودة في الهند. أما الرقص فله الطابع الطقسي المرتبط بأعراف حركية، كما هو الحال في الهند. ومن الملاحظ أن الطابع المميز للفنون في إندونيسية لم يتغير مع التطور السريع الذي عرفته المنطقة في العصر الحديث ومع بعض التعديلات التي فرضتها الحياة الحديثة. ففي إندونيسية المعاصرة، وعلى الأخص في منطقة جاوة الوسطى التي حافظت أكثر من غيرها من المناطق على التقاليد المتبعة، استمرت عروض الرقص والمسرح التقليديين، إضافة إلى عروض خيال الظل وعروض الأقنعة. أما العروض الغنائية الراقصة التي يطلق عليها اسم غامبو Gambuh وأرجا Ardja، فلها في كثير من الأحيان طابع المحاكاة التهكمية من الأحداث المعاصرة، مما يجعلها تواكب مسيرة التطور الاجتماعي والتاريخي والسياسي. ويَعُدُّ الإندونيسيون عروض الغامبو والأرجا شكلاً من أشكال الأوبرا المحلية، لأن الرقص يختلط فيها بالحوار والموسيقى. إضافة إلى هذه العروض هناك طقوس واحتفالات ومواكب لتقديم القرابين للمعابد مازالت حية إلى اليوم في الأعراس أو حفلات الختان أو الاحتفالات الدينية والجنائزية. لكن دخول نمط الحياة الأوربي وتطور الحياة المدنية أديا إلى تغير في نوعية الاحتفالات وفي طريقة ممارستها، ويتجلى ذلك بوضوح في استخدام السيارات ضمن المواكب التقليدية التي كانت تتم سيراً على الأقدام.وتحتل عروض خيال الظل مركز الصدارة بين الفنون المرئية التي مازالت تتمتع بشعبية كبيرة في إندونيسية. ذلك أن هذه العروض ترتبط ارتباطاً كبيراً بالمعتقدات والشعائر الدينية، وعلى الأخص في جزيرة بالي التي يدين معظم سكانها بالبراهمية ولم ينتشر الإسلام فيها انتشاراً كبيراً، وتعد هذه العروض جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية في الجزر الإندونيسية كلها لتداخل موضوعاتها المستمدة من الملاحم وسير الأبطال بموضوعات الحياة اليومية.تتميز الدمى المستعملة في عروض خيال الظل في جاوة بكونها مصنوعة من الجلد وملونة ومفرغة، وفي بعض الأحيان مزينة بخطوط ذهبية أو بالحجارة الكريمة. وهي تتحرك بعصا مركزية للجذع وعيدان مستقلة لليدين. تتم هذه العروض في خيمة مجهزة بستارة وبمنبع للضوء يُبرز أخيلة الشخوص والدمى التي يحركها المخايل من الخلف. وغالباً ما تكون العروض مصحوبة بمقطوعات تؤديها فرقة من الآلات الموسيقية المتنوعة كالربابة والناي والطبل والآلات النحاسية و«السيتار الهندي» وآلة «الكزيلوفون» الإيقاعية. تُقدم عروض خيال الظل في إندونيسية بلغة خاصة، هي الشكل الشعري للغة جاوة القديمة، لا يفهمها معظم المتفرجين، لكنهم يتابعون الأحداث مع ذلك لأن موضوعات هذه العروض تمثل إرثهم الشفوي الذي يتناقلونه أباً عن جد.وجدير بالذكر أن دخول الإسلام وانتشاره في جاوة وسومطرة أديا إلى تغيير جذري في بعض أشكال عروض خيال الظل والدمى التي تتحرك فيه، فبسبب الابتعاد عن تصوير الأشكال البشرية ومحاكاتها، ظهرت أشكال من الدمى تغلب عليها الأشكال التزيينية التي تستمد عناصرها من الأزهار والنباتات. وفي حين تستمد عروض خيال الظل في جزيرة بالي موضوعاتها من المهابهاراتا والرامايانا الهنديتين، فإن هذه العروض في جزيرتي جاوة وسومطرة تروي مقاطع من سيرة الأمير حمزة.إضافة إلى عروض خيال الظل التقليدي، هناك ما يعرف باسم عروض مسرح العرائس المستديرة Wayang golek وهو نوع من العروض المسرحية يصعب تصنيفه ضمن أنواع العروض المعروفة لأنه خليط من خيال الظل والمسرح الراقص.فن الطباعة على القماش: تشتهر إندونيسية بفن الطباعة على القماش باستخدام الشمع العازل Batik لتنفيذ الألوان والرسومات المختلفة. وتقوم التقنية على وضع الشمع على المناطق التي لا يُرغب في تلوينها وصبغ الأماكن الأخرى منها مع تكرار العملية مراراً لتغيير الألوان. وقد عرف الإندونيسيون هذه التقنية منذ آلاف السنين، كما عرفها من قبلهم الصينيون والمصريون القدامى. وهي اليوم إحدى أهم الصناعات التقليدية في إندونيسية إلى جانب فن الحفر على الخشب.الفن المعاصر في إندونيسية: ظهرت في إندونيسية سنة 1930 تماثيل من الخشب القاسي صنعت في بعض القرى مثل ماس Mas وجاتي Djati وغيرهما. وقد سميت تلك التماثيل تاغوغ Tagog وعالجت موضوعات أسطورية. ومع أن تلك التماثيل كانت أقرب إلى الفن الشعبي منها إلى النحت الراقي فإنها تصنع بكثرة تلبية لرغبات السياح.وفي إندونيسية اليوم أعمال من فن التصوير المعاصر تعود إلى سنة 1935 للفنان ديفاغدي ميريغيغ Deva Gdi Meregeg وهي تتصف بألوانها الهادئة بالمقارنة مع أعمال لمصورين من قرية باتوان Batuan ذات ألوان صاخبة.لم يلتفت الفنانون التشكيليون المعاصرون في إندونيسية إلى تراثهم الفني بالقدر الذي تبنوا فيه الفن الأوربي بمذاهبه الواقعي والانطباعي والمعاصر. وقام بعض الفنانين الواقعيين في النصف الأول من القرن العشرين في إندونيسية برسم لوحات هادفة مشاركة منهم في النضال الوطني من أجل الاستقلال، ومن أبرز هؤلاء س. سويجويونو S.Souijoyono وأفندي Efendi.ومن المصورين المعاصرين في إندونيسية أناك أغونغ Anak Agung وغْدي سوبيرات Gdé Soberat وإيدا باغوس مادي ناديرا Ida Bagus Madé Nadera.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون العمارة فنون