موسى عزمي المعروف بحامد الآمدي خطاط تركي الجنسية من حُذّاق الخط العربي واللاتيني، وعَلَم من أعلام خطاطي القرن العشرين. ولد بديار بكر (آمد) الواقعة في أقصى الشمال الشرقي من بلاد الشام ضمن أراضي الدولة التركية اليوم، والتحق منذ نعومة أظفاره بكتّاب الصبيان الملاصق لجامع ديار بكر الكبير، وفيه تعلّم القراءة والكتابة وشغف بدروس الخط التي تلقاها على يد معلمه مصطفى عاكف. أنهى دراسة الكتّاب ودخل المدرسة الرشيدية العسكرية وفيها تعلّم خط الرقعة على يد الأستاذ واحد أفندي وخط الثلث على يد الأستاذ حلمي بك [ر.الخط العربي].تابع حامد الآمدي دراسته ومرانه ودأب على خط جلي الثلث ونهل من خطوط الحافظ عثمان (1642 - 1698) ومصطفى راقم (1757 - 1826). وفي عام 1906 أتم دراسته الثانوية واتجه نحو اصطنبول حيث التحق بكلية الحقوق (مدرسة القضاة) وعمره خمس عشرة سنة، فدرس فيها سنة واحدة ثم تركها بعد إلحاح أستاذه في الفن مدحت بك ليلتحق بمدرسة الصنائع النفيسة (أكاديمية الفنون الجميلة في اصطنبول اليوم)، إلا أن حظه تعثّر فقد توفيت والدته (1908) وغادر المدرسة ليقوم بمتطلبات أسرته. دَرَّس الخط سنة واحدة في مدرسة «كلشن معارف» والتف الأساتذة والتلاميذ حوله معجبين وكان منهم تلميذه الخطاط حليم أوزيازيجي (1898 - 1964).وانتقل بعدها إلى مديرية مطبعة الرسومات فعمل فيها عاماً، ثم تم تعيينه في مطبعة المدرسة العسكرية ثم في مطبعة أركان الحرب العثمانية وعمل سبع سنوات. وفي أثناء عمله هناك قامت الحرب العالمية الأولى فأوفد مع جيوش الصاعقة إلى برلين وتلقّى دراسة اختصاصية في دائرة الخرائط التابعة لهيئة أركان الحرب الألمانية.ولما عاد من ألمانية عانى صعوبات مالية ورأى أن يفيد من فراغه ففتح مكتباً في حي «جاغال أوغلو»  في اصطنبول. ولما كان القانون يمنع الموظف من الاشتغال بعمل آخر اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً عُرف به فيما بعد وطغى على اسمه الحقيقي، يقول: «لقد عزمت أن أتعلم فن الخط وأنا موسى عزمي وتعلمته وأجدته فحمدت الله واتخذت اسم حامد». وسرعان ما افتضح أمره فطرد من وظيفته وانتقل من مكتبه إلى مكتب آخر في منطقة الباب العالي (حي الصحافة) وظل يعمل فيه حتى مات. وقد أتاحت له حياته في اصطنبول الفرصة للقاء أشهر الخطاطين آنئذٍ.اهتم الآمدي بتصميم الكتب وكتابة العنوانات الكبيرة، وله أعمال فنية يصعب إحصاؤها من أشهرها سورة الفاتحة التي قلّد بها الخطّاطَ راقماً واستغرق في كتابتها ستة أشهر كاملة. وله كرّاس حروف الهجاء، وكرّاس الأربعين حديثاً للرسول، وحياة جلال الدين الرومي، والجوشن الكبير، وحلية السعادة، وغيرها كثير. إلا أن أهم أعماله كتابة مصحفين شريفين وعدد من الآيات على قباب جامع «قوجاتبه» بأنقرة، وعلى قباب جامع الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري في ضواحي اصطنبول، وبعض النقوش على مداخل جوامع سكوتلوجشمه وباشا بخجة والنقوش الموجودة على الأروقة الخارجية لجامع قاسم باشا باصطنبول وجامع جان في جناق قلعة بالدردنيل وجامع طواس في دنيزلي وكذلك سورة الفتح بجامع مودا وسورة النبأ بجامع قارتال.درّس الكثير من الطلبة الذين قصدوه من مختلف بلدان العالم ومنهم الخطاط محمد هاشم البغدادي[ر] (1917 - 1973).أصيب الآمدي في أواخر حياته بالمرض وبعد علاج طويل في مشفى حيدر باشا النموذجي في اصطنبول توفي الآمدي عن واحد وتسعين سنة، وخرجت جنازته من جامع شيشلي الذي كان يفتخر بكتابته ودفن إلى جانب شيخ الخطاطين حمد الله الأماسي (833 - 926هـ).وقد خصصت اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1985جوائز في فن الخط العربي باسم الخطاط حامد الآمدي. 

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

التربية والفنون   العمارة   فنون