هنري والون Henri Wallon عالم نفس وسياسي فرنسي ولد وتوفي في باريس، وهو حفيد المؤرخ والسياسي هنري والون. ترأس لجنة إصلاح التعليم عام 1945. وكان أحد معارضي عالِم نفس الطفل السويسري جان بياجيه [ر] Jean Piaget.التحق هنري والون بدار المعلمين العليا عام 1898، ونال درجة الأستاذية في الفلسفة عام 1902، ثم حصل في عام 1908 على درجة الدكتوراه في الطب، وعمل طبيباً نفسياً في سالبيتريير Salpêtrière مما ساعده على الإلمام بعلم الأمراض العقلية والنفسية. وعمل في التدريس في السوربون Sorbonne عام 1927. انتسب في عام 1931 إلى الحزب الاشتراكي، وإلى الحزب الشيوعي إبان الاحتلال النازي عام 1942، وصار أمين سر (سكرتيراً) للتربية الوطنية عام 1944، وترأس حينذاك اللجنة المكلفة إصلاح التعليم مما أدى إلى إطلاق مشروع «لانجفان ـ والون» الذي طور توجهات التعليم الرئيسة بعد الحرب العالمية الثانية.درس والون مراحل نمو الطفل إبان دراسته للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما المتخلفين عقلياً، وقام بتحليل العوامل البيولوجية والبيئة الاجتماعية فأكد أن ثمة أزمات تستدعي إجراء تعديلات في البيئة النفسية جراء التفاعلات المتبادلة المتنوعة التي تحدث بين الفرد والأوساط التي يترعرع فيها. وعزى والون هذه الأزمات إلى السبب الذي لابد أن يؤخذ بالحسبان عند دراسة نشوء الذكاء وتطوره، وهو طرائق التفكير المختلفة وربما المتعارضة والتي تلاحظ في الحضارات المختلفة.شدد والون على أهمية استخدام الملاحظة المنهجية والروائز العقلية لإدراك شخصية الطفل في مرحلة التكوين، واستخدم الاختبارات النفسية وتقاناتها في دراساته إذ كان ينظر إلى هذه الاختبارات بوصفها أدوات للتشخيص وليست وسائل للبحث فقط. قدم والون إسهامات كثيرة عن الانفعالات والحركية والطبع وأثرها في التربية إضافة إلى تأكيده أن رياض الأطفال تسهم في تكوين شخصية الطفل. وشدد كذلك على ضرورة التنمية المبكرة للإحساس بالمسؤولية عند الطفل، والعلاقات بين التعلم اليدوي والتعليم العقلي مبيناً أهمية اليد والمهارات الحسية الحركية في نمو الذكاء.ويرى والون أن علم النفس في جوهره يقتصر على نظرية مراحل نمو الشخصية الطفولية، وأن الشخصية بنيان يتطور تصاعدياً لتحقيق اندماج وظيفتين رئيستين وتكاملهما وفق علاقات متميزة وهما: وظيفة انفعالية مرتبطة بالأحاسيس والمشاعر وموجهة نحو العالم الاجتماعي وفيها يتم بناء الشخصية، ووظيفة الذكاء المرتبط بالمشاعر الخارجية والموجهة نحو العالم المادي. ويتطور نمو الشخصية في مراحل متعاقبة لتشكل كل مرحلة جملة من الأنماط السلوكية تتميز بنمط خاص بين الوظيفتين وبذلك ينشأ تناوب بين نمطين من المراحل: نمط يتميز بغلبة الانفعال، ونمط آخر يتميز بسيطرة الذكاء، وعليه فإن الانتقال من مرحلة إلى أخرى يقدم متقطعاً ولكنه لا يستبعد استمرارية النمو في مجمله.وبحسب رؤية هنري والون لمراحل النمو عند الطفل، فإن النمو يمر بخمس مراحل هي:الأولى: وتتصف بالانفعالات والنزوات، وتبدأ هذه المرحلة منذ الولادة حتى نهاية السنة الأولى.الثانية: وتمتاز هذه المرحلة بالحركية، واستخدام الحواس والإسقاط، وتمتد من السنة الأولى حتى الثالثة.الثالثة: وهي مرحلة وضوح الفردية عند الطفل وتبدأ من سن الثالثة حتى السادسة.الرابعة: وهي مرحلة تحديد ملامح الشخصية، وتقع ما بين سن السادسة حتى الحادية عشرة وفيها تبدأ مرحلة التجريد.الخامسة: وتشهد هذه المرحلة سن البلوغ والمراهقة، وتبدأ من سن الحادية عشرة حتى سن 22.وعليه، تتميز المراحل الأولى والثالثة والخامسة بالاندفاع إذ يسيطر عليها الحقل العاطفي، في حين أن المرحلتين الثانية والرابعة تتميزان بسيطرة الذكاء.من منشورات هنري والون: «مبادئ علم النفس التطبيقي» (1930)، «أصول الطبع لدى الطفل» (1934)، «من الفعل إلى الفكر، محاولة في علم النفس المقارن» (1942)، وقد نشرت كلها في باريس.

المراجع

الموسوعة.العربية

التصانيف

التربية والفنون   تربية وعلم نفس