برهان الإسلام الزرنوجي أحد علماء القرن السادس الهجري، الذين اهتموا بالمسائل التربوية وكتبوا فيها. ولقبه الذي اشتهر به برهان الدين أوبرهان الإسلام، طغى على اسمه الحقيقي الذي لم يرد ذكره في كتب التراجم. وقد أجمع معظم الباحثين على أن ولادته كانت في «زرنوج» في بلاد الترك، فيما وراء «أوزجند» في تركستان، أما سنة ولادته فغير معروفة.لم تذكر كتب التراجم تفصيلات ضرورية عن حياة الزرنوجي، إلا أن شهرته أتت من إنتاجه الوحيد، الذي عُرف به وهو«تعليم المتعلم طرق التعلم» وكل ماتذكره المراجع أنه تتلمذ على يد صاحب كتاب «الهداية في فروع الفقه» لبرهان الدين علي بن أبي بكر الفرغاني المرغيتاني، الذي توفي عام 593هـ والذي يعتبره الزرنوجي في كتابه أستاذاً له. كما يذكر الزرنوجي أن فخر الإسلام الحسن ابن منصور الفرغاني، قاضي خان المتوفي عام 592هـ كان شيخاً له.لم يصل من مؤلفات الزرنوجي إلا كتاب واحد هو«تعليم المتعلم طرق التعلم»، وهوكتيب صغير الحجم لا تزيد صفحاته على الثمانين، وهذا الكتاب في مجمله إنما هوأقوال للمؤلفين المتقدمين، أحسن المؤلف اختيارها وعرضها عرضاً شائقاً. ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من المؤلفين الذين نقل عنهم الزرنوجي هم دون استثناء من الحنفية - مذهبه الديني، فيما عدا رجال القرن الهجري الأول. ترجم الكتاب الذي عرض فيه المؤلف خلاصة فكر عصره الدينية والفقهية والتربوية الى اللغات التركية واللاتينية والروسية وغيرها. وقد حظي هذا الكتاب بعناية كبار المربين المسلمين، فنشروه وعلقوا عليه. وقد استطاع الزرنوجي أن يصب المضامين التربوبة في صيغ فقهية أشبه ما تكون بالقواعد أوالقوانين المنظمة، مستخدماً في ذلك معارفه الشرعية واللغوية والفلسفية استخداماً محكماً، ولذلك يبدوالكتاب أشبه بالنصائح والإرشادات التي يرى الزرنوجي ضرورة اتباعها من قبل طالب العلم. والكتاب مقسم إلى اثني عشر فصلاً، يشمل كل منها قواعد وأفكاراً تربوية منظمة ومتداخلة فيما بينها، لم يعمد إلى حشوها بقدر ما قصد توظيفها لتوعية الآخرين.ومن أهمها الموضوعات الآتية: الصبر والثبات على الأستاذ والكتاب وبلد الدراسة، الاشتغال بعلم أوفن واحد ثم بغيره، المطارحة والمذاكرة أجدى من التكرار، الاختبار الذاتي للاسترجاع، اختيار الوقت الأفضل للدراسة، الصحة العامة وأثرها في التربية، أسباب الحفظ والنسيان وغيرها).أسهم الزرنوجي في إغناء الفكر التربوي العربي الإسلامي، واضطلعت آراؤه التربوية بدور مهم في ظهور المدارس التربوية اللاحقة التي لا تقل شأناً عن النظريات التربوية الحديثة، إذا ما قيست بالظروف والمعطيات التي وجدت فيها.
المراجع
الموسوعة.العربية
التصانيف
التربية والفنون تربية وعلم نفس